إحراق لافتات “عهد جديد للبنان”.. رسالة من دون جدوى

مشهد إحراق شعار “العهد الجديد “يعيد إلى الأذهان مشاهد انقلابية على الدولة وقراراتها، إنّما هذه المرة قال اللبنانيون كلمتهم: نعم للشرعية وفرض هيبة السلطة والمؤسسات من دون هيمنة أي حزب أو فريق أو وصاية
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
في خطوة يُراد منها بعث رسالة اعتراض على الفصل الجديد في البلاد القائم على إعادة بناء الدولة ومؤسساتها، جاءت حادثة إحراق اللافتات المعلقة على طريق مطار رفيق الحريري الدولي تحت عنوان “عهد جديد للبنان”، وكأنّ المطلوب التصويب على الدولة من دون جدوى. تصرفت “زمرة” من المحتجين وفق ما يقول مراقبون بكثير من اللامسؤولية وكأنهم يقولون: “نحن هنا… انتزعتم شعارات حزبية وصوراً لقادة ولن نقبل بأيّ بديل آخر”. ومن فعلوا ذلك وفق المراقبين يشبهون من ينازعون في سكرات الموت، يهاجمون وإنما هم في المراحل الأخيرة من انتهاء أدوارهم.
ولمن أراد أن يتمعّن بما كُتب على اللافتات، يتيقّن أنها لا تحمل إلا الترحيب بما هو مقبل على البلاد، بعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ووضع الملفات الأساسية على السكة الصحيحة بما فيها “حصرية السلاح بيد الدولة”.
كان تعليقها بمثابة إقرار بأهمية هذا العهد وبالثقة فيه، حتى أنّ اللافتات المنتشرة على طول طريق المطار خالية من أية استفزازات أو سوء نية.
قرار إزالة رموز حزبية وصور على طريق المطار كصور الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله وقادة آخرين في الحزب وإيران أمثال قاسم سليماني وغيره ليس سوى إجراء عادي، فالمطلوب هو تقديم صورة حقيقية عن الدولة، أما لافتات “العهد الجديد” ليست إلا صورة مشرقة للبنان والسياح والمغتربين.
أما من لم يستسغ العودة إلى حضن الشرعية، فقرر عن سابق إصرار وتصميم “فش خلقه” بهذه اللافتات وإحراقها.
وفي المعلومات المتوافرة لموقع “هنا لبنان” أنّ هناك تحقيقات بدأت مع مجموعة رصدتها بعض الكاميرات المنتشرة في محيط المطار.
وتشير مصادر مطلعة لموقعنا إلى أنّه من الواضح أنّ الجهة المتضررة من الحديث عن عهد جديد ودولة جديدة هي الجماعة المقربة من الثنائي الشيعي، لا سيما أنّ هذه اللافتات عُلّقت بعد إزالة صور القيادات الإيرانية وقيادات حزب الله، وهذه الفئة لا تستسيغ الدولة وشعاراتها إنّما الميليشيات والتبعية الإيرانية. هذه ثقافتها لأنها كانت ضد الدولة، مشيرة إلى أنّ هذه اللافتات التي عُلّقت لاقت أصداء إيجابية من الدول العربية والإعلام العربي الذي تحدث عنها بشكل كبير، فضلاً عن أنها ضجّت في وسائل التواصل الاجتماعي التي تفاعلت معها بشكل إيجابي، وبالتالي كان هناك امتعاض واستياء مما حصل، فأتت ردة الفعل عبر إحراق هذه اللافتات، وإنما هذا الأمر لم يعد يبدل في قناعات اللبنانيين المؤمنين بخيار الدولة وأن لا حماية لهم سوى من خلال الدولة.
وفي سياق آخر، تعرب أوساط مراقبة عن اعتقادها أنّ المجموعة التي أحرقت اللافتات اتخذت قرارها ربما من دون اللجوء إلى توجهات الأحزاب التي تنتمي إليها، وفي جميع الأحوال فإنّ ما جرى لن يقف عائقاً أمام الإجراءات الفعلية المنوي اتخاذها لبسط سلطة الدولة واستعادة الثقة.
مشهد إحراق شعار “العهد الجديد “يعيد إلى الأذهان مشاهد انقلابية على الدولة وقراراتها، إنّما هذه المرة قال اللبنانيون كلمتهم: نعم للشرعية وفرض هيبة السلطة والمؤسسات من دون هيمنة أي حزب أو فريق أو وصاية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() ما بعد زيارة أورتاغوس… فرصة لترجمة الخيارات قبل فوات الأوان | ![]() تعيين حاكم مصرف لبنان… الكلمة الفصل لرئيس الجمهورية! | ![]() السلام في الشرق الأوسط قريب.. هل تعبّدت الطريق؟ |