إلى “جميلتي” التي أطلقت جناحيها نحو السماء.. لم ينتصر السرطان وإنّما أنتِ انتصرتِ!

خاص 12 نيسان, 2025

صديقتي المقاتلة التي حاربت السرطان شهوراً وبقيت تعمل رغم الألم، وناقشت رسالة الماجستير رغم جلسات العلاج الكيميائي. صديقتي القوية.. لا لم ينتصر السرطان. أنتِ انتصرتِ، وروحكِ قررت أن تسافر لتتحرّري من كل الآلام.. شهيدة السرطان أنتِ.. ونحن ننحني أمام شهادتكِ. وسنبقى نحبّكِ وسنبقى هنا نبكيكِ حباً وشوقاً.. نبكي فراغاً لن يملأه شيء وجرحاً قد يهدأ ولكنه لن يُشفى

كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:

جميلة خليل قلاوون..

لا أعرف ماذا أكتب لك، ولكن أدرك أنك ستقرأين، أدرك أنّ روحك باقية هنا بيننا، وأنك ستبقين حرفاً في صفحاتنا.

لا أعرف، كيف سأغفر للموت خطيئته بخطفك، كيف ستمرّ الساعات دون أن أحادثك، كيف لن نضحك معاً ونواسي بعضنا البعض، وكيف سأحوّل بعد اليوم لحظاتك الدرامية إلى نكتة كي لا نستسلم للبكاء.

لا أعرف كيف سيبدو اليوم من دونك، وكيف سنتحادث مع الصديقات بغياب صوتك.

صديقتي، ما زلت أذكر اللقاء الأول، كان بارداً وتساءلت كلٌّ منّا ربما كيف ستعمل مع الأخرى، ولكن أيام قليلة مرت وبتنا صديقتين بل أختين.

بتنا نتحالف ضد راغدة ونتفق مع دانا ونتآمر أحياناً على بشرى.

ونتذمر من الملاحظات ومن ضغط العمل ثم نضحك ونتابع العمل بصمت.

جميلة، جميلتي، أكتب لك هذا النص كي يقرأه أولادي بعد سنوات، كي يعرفوكِ كما عرفتكِ وكي يحملوا لك الحب نفسه الذي أحملك لك.

صديقتي، المقاتلة التي حاربت السرطان شهوراً وبقيت تعمل رغم الألم، وناقشت رسالة الماجستير رغم جلسات العلاج الكيميائي.

صديقتي التي حوّلت معنا كل جلسة علاج كيمائي إلى نكتة، فكنا دائماً نضحك طيلة الوقت حتى ينتهي وقت العلاج.

صديقتي القوية..

لا لم ينتصر السرطان.

أنتِ انتصرتِ، وروحك قررت أن تسافر أن تستجيب لكِ وقد قررت أن تجاوري حضن والدك وأن تتحرّري من كل الآلام..

جميلة، أيتها الغالية، حلّقي..

فالجنة تنتظركِ، ووالدكِ، ونحن هنا نبكيكِ، نبكيكِ حباً وشوقاً..

نبكي فراغاً لن يملأه شيء وجرحاً قد يهدأ ولكنه لن يُشفى.

أيتها المحاربة..

شهيدة السرطان أنتِ.. ونحن ننحني أمام شهادتكِ.

وسنبقى نحبّكِ ونحبّكِ ونحبّكِ.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us