خمسون عاماً على ذكرى الحرب.. هل تزال المصالحة الوطنية حاجة؟

“تنذكر حتى ما تنعاد” كان لسان حال الجميع، وسيبقى الأمر على هذا المنوال، فعندما تكون الدولة هي الحاضن الأكبر من دون سلاح خارج إطار الشرعية، يطمئن بال كثيرين ولا سيما الفئات التي تؤمن بأنّ هذه الدولة هي الملجأ الوحيد
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
أكثر توصيف ينطبق على ذكرى الثالث عشر من نيسان من العام ١٩٧٥، بأنها كانت نكبة الإفناء والتدمير، حيث تكلمت لغة الحرب وفرضت نفسها على مدى ١٥ عاماً وقتل فيها لبنانيون بأبشع الوسائل، فلا عجب أنّ هذه الحرب التي تصادف ذكراها اليوم كانت من أبشع ما مر على لبنان عبر التاريخ .
“تنذكر حتى ما تنعاد” كان لسان حال الجميع، وسيبقى الأمر على هذا المنوال، فعندما تكون الدولة هي الحاضن الأكبر من دون سلاح خارج إطار الشرعية، يطمئن بال كثيرين ولا سيما الفئات التي تؤمن بأن هذه الدولة هي الملجأ الوحيد.
خمسون سنة مرت على هذه الذكرى الأليمة، وهناك أسئلة تدور في أذهان البعض ولعل أبرزها: بعد الحرب.. هل ما زلنا بحاجة إلى مصالحة وطنية؟
وهنا، يقول عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب الدكتور بلال عبدالله لموقع “هنا لبنان”: نحن بحاجة في كل يوم إلى مصالحة ومصارحة، فهذه مهمة لن تنتهي إلا بالتوافق على بلد قائم على الوطنية وليس على الطائفية، فالنظام الطائفي يولد حروباً ومواجهات ومناكفات، مشيراً إلى أنّ الحل الوحيد يكمن في السير بمنطق المواطنة، موضحاً أنه من المؤمنين بمبدأ العلمنة كنائب من مدرسة الحزب التقدمي الأشتراكي.
ويرى عضو كتلة تجدد النائب اللواء أشرف ريفي لموقعنا أنه بات من الضرورة الإحتكام إلى الدولة التي يجب أن نحتمي في كنفها، ويوضح أنّ أي مشروع فئوي أو ديني أو إقليمي يفرقنا.
ويضيف: نحن بحاجة إلى أن نتصارح لنتصالح والدولة وحدها تجمعنا ونحن في وطن تعددي ولا مصلحة لنا في أي مكان إلا في هذه الدولة.
من جهته، يؤكد عضو كتلة الجمهورية القوية النائب نزيه متى لـ”هنا لبنان” أنّ هناك ضرورة لقيام مصارحة وطنية بعدما حصلت المصالحة، على أن يكون الهدف دائماً الإقرار بأنّ لبنان هو بلد الـ ١٠٤٢٥ كلم²، داعياً إلى عدم التضحية بالبلد على حساب أحد وعدم تقديم الأفضلية لأي قضية على حساب قضية لبنان، كما حصل في حرب العام ١٩٧٥ التي لم يعرف كيف بدأت وكيف انتهت، وتماماً كما حصل في حرب إسناد غزة التي اوصلتنا إلى الحرب، معلناً أنّ الدولة تبقى الأساس.
في المحصلة، عندما يقوم تفاهم تام على مبدأ “الدولة وحدها تحمي”، تنتفي أية إشكالية.. فلتكن إذاً الحصن المنيع كي لا تقوم تجارب تعيدنا سنوات وسنوات إلى الوراء .
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() إحراق لافتات “عهد جديد للبنان”.. رسالة من دون جدوى | ![]() ما بعد زيارة أورتاغوس… فرصة لترجمة الخيارات قبل فوات الأوان | ![]() تعيين حاكم مصرف لبنان… الكلمة الفصل لرئيس الجمهورية! |