الانتخابات البلدية… عكّار نحو التوافق “لا سياسة ولا محسوبيات ولا فريش دولار”!


خاص 14 نيسان, 2025

 

الأضدّاد اجتمعوا “عكاريًا” للوصول إلى لوائح توافقيّة، ففي حين يتمّ التنسيق في عدد كبير من البلدات بين التيار الوطني الحر والقوات، يلاحظ غياب كبير لتيار المستقبل. تمثيل المرأة ضروري وإن كانت العديد من العائلات لم تطرح مرشحّات للبلدية والاختيارية، لكن من الضروري تعديل قانون الانتخاب المتعلق بالاستحقاق البلدي لتصبح الكوتا والشهادة من الشروط الأساسية للترشح بالإضافة إلى الميغاسنتر.

كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:

يشكّل يوم 11 أيار، تاريخًا مفصليًا لعكار، فـ134 بلدية جاهزة لخوض هذا الاستحقاق، في شبه غياب للمال كما للنفوذ السياسي، في حين تعمل العائلات المعنية بهذا الملف إلى إرساء التوافق.
وتعدّ المعركة الانتخابية هذه المرة ذات وجه مختلف، فميزان القوى السياسية اختلف، والأموال لم تعد حاضرة كما الاستحقاقات السابقة، ما يعني أنّ توافق اللائحة الواحدة سيغلق العديد من صناديق الاقتراع.
وبالعودة إلى المشهد العكاري، فمن بين 134 بلدية، هناك اليوم 25 بلدية مُنحلة، من بينها بلدية حلبا، والتي تعتبر مركز المحافظة، بالإضافة إلى عشرات البلديات المشلولة وغير الفعّالة.
مع العلم أنّ عكار تتوزع جغرافيًا بين عدة مناطق وهي: وسط وجرد القيطع، الشفت، السهل، الجومة، الدريب (الأوسط، الأعلى، الغربي)، الأسطوان، أكروم ووادي خالد. أمّا اتحادات البلديات، فيوجد في عكار 12 اتحادًا: وسط وساحل القيطع، جرد القيطع، سهل عكار، عرقا الأثري، الشفت، الجومة، نهر أسطوان، الدريب الأوسط، الدريب الغربي، عكار الشمالي، أكروم ووادي خالد.

وبالعودة إلى السياسة، فيبدو أنّ الأضدّاد قد اجتمعوا “عكاريًا” للوصول إلى لوائح توافقيّة، ففي حين يتمّ التنسيق في عدد كبير من البلدات بين التيار الوطني الحر والقوات، يلاحظ غياب كبير لتيار المستقبل.
في المقابل، أوضحت دار الإفتاء في عكار، في بيان، أنّه “أمام الاستحقاق الانتخابي المقبل للبلديات والمخاتير، يحرص مفتي عكار الشّيخ زيد زكريا على نشر أجواء التّفاهم والتّوافق في سائر البلدات والقرى، وإن لم يتيسّر ذلك فيدعو إلى ممارسة العمليّة الانتخابيّة بكلّ أريحيّة وأخوّة، فمَن فاز فهذا تكليف، ومن خسر فهذا تخفيف”.
وشدّدت في بيان، على أنّه “لا يجوز أن تتحوّل الانتخابات إلى ميدان للعداوات والأحقاد والاصطفافات العائليّة والعصبيّة والمناطقيّة، فالانتخابات سترحل ونحن باقون في قرانا وبلداتنا”.
وحذّرت من “الرّشى الانتخابيّة”، داعيةً إلى “تحكيم العقل والمبادئ في عمليّة الانتخاب، وأن يكون الاختيار على أساس الصّدق والأمانة والنّزاهة، وليس العائليّة والعصبيّة والمناطقيّة والحزبيّة”.

جولة في عكار

موقع “هنا لبنان”، وفي مواكبة للأجواء الانتخابية، أجرى جولةً على عدد من القرى العكارية، خلص من خلالها إلى أنّ الأجواء العامة هي توافقية بمعظمها، ففي حلبا مثلًا يتمّ التنافس بين 3 لوائح، أمّا العنوان العريض فهو عائلي وتحديدًا “حلبي”.
ووفق المعلومات، فإنّ رئيس البلدية السابق رئيس الاتحاد السابق سعيد شريف الحلبي يرأس اللائحة الأولى، فيما ينافسه من خلال لائحة ثانية ابن شقيقه عبد الحميد أحمد الحلبي. وتدور اللائحتان في فلك الحزب القومي السوري الذي يحضر بقوة في المنطقة، وهذا ليس خفيًا.
في حين تشير المعلومات إلى لائحة ثالثة يتمّ العمل على تأليفها من بعض الشخصيات المثقّفة والمستقلّة، قد تبصر النور في الأيام المقبلة، أمّا حظوظها فـ”خجولة”.
إلى ذلك، تحسم مصادر متابعة للاستحقاق البلدي، أن تنتج الانتخابات مجلسًا بلديًا في حلبا من اللائحتيْن الأساسيتيْن، مع التأكيد أنّ التنافس الانتخابي لن ينتج عنه أيّ خلاف عائلي بطبيعة الحال.

أما في بلدة بيت الحاج، وهي إحدى البلدات الصغرى ويشكل الحضور الأكبر فيها لعائلة الكيلاني فمن المرتقب أن يتمّ التوجّه نحو التوافق، وهذا ما يعمل عليه أهالي البلدة، ولكن في حال فشلت المساعي فإنّ المنافسة ستكون بين لائحتيْن ضمن جو عائلي واحد.

وفي السياق نفسِه، تستعد بلدة مشمش، وهي من البلدات العكارية الكبرى، وتضم عائلات قمر الدين، بدرة، بركات، فتاح، لهذا الاستحقاق تحت عنوان التوافق على لائحة واحدة تضم أسماء وإنْ كانت بالشكل العام مستقلةً غير أنّها تدور في مناخ 14 آذار مع التأكيد أنّ الطابع السياسي ليس حاضرًا بقدر الطابع العائلي.

ومن بلدة مشمش ننتقل إلى القبيات، وهناك تنشَط مساعي التحالف بهدف إنتاج لائحة قوية تجمع بين القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، والنائب هادي حبيش بالإضافة إلى ميشال عبدو نجل رئيس البلدية الحالي عبدو عبدو. ومن المتوقع أن يكون التوافق هو عنوان الاستحقاق في هذه البلدة.

والحال نفسها في بلدة ببنين، وهي بلدة النائب السابق خالد الضاهر، وتضمّ عائلات كبرى مثل الرفاعي، الكسار، المصري، ومعظم هذه العائلات تدور في فلك 14 آذار ومن المنتظر أن تشهد لائحة توافقية.

أما في بلدة البيرة العكارية، التي شهدت في الاستحقاقات البلدية السابقة منافسةً حاميةً بين لائحتيْن الأولى مدعومة من آل مرعب والثانية من آل وهبي، فيتمّ البحث عشية الاستحقاق الحالي عن توافقٍ عامّ بعيدًا عن أيّ خلافات أو سجالات، وذلك انطلاقًا من مبادرة رعاها أبناء البلدة.
وتنصّ المبادرة على أن يضمّ المجلس الذي يتألف من 15 عضوًا، 5 أعضاء من عائلة مرعب، و10 أعضاء يمثّلون سائر العائلات، شرط أن يحظى جميع الأعضاء بحضور عائلي وازن.

ووفق معلومات “هنا لبنان”، فقد تمّ التوافق على هذا الطرح بنسبة 75%، وتمّ تقديم 8 أسماء من عائلة مرعب للجهة المشرفة على المبادرة، ليتمّ اختيار 5 من بينها. والعائلات التي ستتمثل إلى جانب مرعب هي: عياش، اسماعيل، حوا، جوهر، الحاج، العباس، عبد الواحد، قدور، شمرة. في حين ما زال النقاش قائمًا مع عائلتَيْ ال أسعد وآل وهبي، والمسعى جارٍ للتوصّل إلى اتفاق مع جميع العائلات من دون أي استثناء.

أمّا في منطقة الجومة العكارية، والتي تضم 18 بلدة وهي : تاشع، ممنع، عكّار العتيقة، الدورة، الشقدوف العليا، عيات، البرج، الشقدوف، عين يعقوب، بزبينا، قبولا، بينو، تلة وشطاحة، العيون، بيت ملات، تكريت، رحبة، وجبرايل، فمن المتوقع أن تشهد بعض البلدات توافقًا، في حين تتحضّر بلدات أخرى لمعارك سياسية محتدمة.
فعلى سبيل المثال، في بلدة بينو، وهي بلدة نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، والتي تعرف بحضورها السياسي المتنوع، يتمّ التوجه نحو التوافق، وفي حال فشلت المساعي فستكون البلدة أمام لائحتيْن الأولى مدعومة من حزب القوات اللبنانية، والثانية من التيار الوطني الحر.
في حين تتحضّر بلدة رحبة، وهي بلدة النائب سجيع عطية إلى منافسة حامية بين لائحة مدعومة من عطية وأخرى من رئيس بلدية رحبة الحالي فادي بربر.

إلى ذلك، تطرح الانتخابات البلدية في لبنان ككلّ وفي عكار خصوصًا سؤالًا حول الكفاءة التعليمية والكوتا النسائية.
في هذا السّياق، يؤكّد رئيس اتحاد بلديات الدريب الأوسط السابق ورئيس بلدية البيرة السابق الدكتور ابراهيم مرعب لـ”هنا لبنان”، أنّ تمثيل المرأة ضروري، مضيفًا: “تمنّينا لو أنّ العديد من العائلات طرحت مرشحّات للبلدية كما الاختيارية لِذا أشدّد على ضرورة إقرار الكوتا”.
وفي حين أكّد أنّ معظم اللائحة التي يتم العمل على التوافق عليها في البيرة تضم أشخاصًا من أصحاب الشهادات غير أنّه يدعو إلى “ضرورة تعديل قانون الانتخاب المتعلق بالاستحقاق البلدي لتصبح الكوتا كما الشهادة من الشروط الأساسية للترشح بالإضافة إلى الميغاسنتر”.

إذًا، أقلّ من شهر على الانتخابات البلدية، وفي حال بقي شبح التأجيل بعيدًا، فعكّار ستكون أمام توافقٍ عام في معظم البلدات، يتخللّها بعض المعارك الحامية في عدّة بلدات ما سيضيف بعض الحماسة على المشهد.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us