تشجيعًا للسياحة… بيروت بحلّة جديدة من دون لافتات حزبية

ليست الصور والأعلام الحزبية وحدها هي المعنيّة بهذه الخطة، فقد أُعطيت التعليمات بإزالة كلّ الصور عن أملاك الدولة بما فيها الإعلانات التجارية غير المرخّصة، والتشديد على أن تكون كافّة الطرقات مضاءةً بشكلٍ جيّد.
كتبت سمر يموت لـ”هنا لبنان”:
تركت عملية إزالة اللافتات والأعلام والشعارات الحزبية في بيروت التي انطلقت منذ يوميْن، ارتياحًا كبيرًا لدى الرأي العام الذي كان توّاقًا الى رؤية بيروت بحلّتها الجديدة، ورحّب اللبنانيون بإزالة شرطة بيروت لكلّ الصور الحزبية عن الأملاك العامة، وتلك غيْر الحاصلة على ترخيص، بدءًا من طريق المطار وصولًا الى وسط العاصمة، وذلك تنفيذًا لقرار وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار ومحافظَيْ بيروت مروان عبود وجبل لبنان محمد مكّاوي.
وفي حين أُبلغت كافّة الأحزاب في لبنان، لا سيما “حزب الله” و”حركة أمل” اللذيْن تنتشر صور زعمائهما على طريق المطار وعلى امتداد الشوارع التي تصل مطار رفيق الحريري الدولي بِوَسَط بيروت، بمسألة “نزع اللافتات والأعلام”، لم يمانِع هؤلاء تنفيذ تلك العملية، بل أبدوا تفهمهم للشعار الذي أطلقه العهد الجديد الذي يريد تجسيد صورة لبنان الجميلة أمام كلّ المواطنين والمغتربين والعرب والأجانب عبر تأمين طريقٍ آمنةٍ للخروج والوصول من وإلى المطار.
وعلى الرَّغم من أنّ قلّةً قليلةً رفضت الرّضوخ لقرارات الحكومة وتوجيهات وزير الداخلية إلى المحافظ بإزالة كلّ الشعارات عن الأملاك العامّة، بدليل إقدام بعض الشبّان على إحراق يافطات كُتب عليها “عهد جديد للبنان”، تصف مصادر حزبية لـ”هنا لبنان” ما حصل بأنّه “تصرّف فردي أقدم عليه أشخاص من دون توجيهات حزبيّة، لما تعنيه لهم الشخصيات التي نُزعت صورها واستبدلت بشعارات أخرى”.
ويشير وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجّار، في حديث لـ “هنا لبنان”، الى أنّ إزالة الصور والشعارات يأتي ضمن خطةٍ شاملةٍ هدفها تنشيط السياحة في لبنان وتحسين صورته تجاه الوافدين سواء أكانوا لبنانيين أم غيْر لبنانيين بدءًا من المطار وصولًا الى وسط بيروت”، ويقول: “بدأنا في المطار بمسألة الأمن وزيادة “الكونتوارات” وتعزيز الإجراءات الأمنية”. وأوضح الحجّار “أنّ شركة “خطيب وعلمي” أجرت دراسةً كاملةً لطريق المطار هدفها القيام بأعمال تزفيت الطرقات وتخطيطها وإصلاح الأرصفة وإنارة الطرقات ومن ضمنِها نزع اللافتات التي لا تحوز على تراخيص. وتأتي الخطة ضمن شقّيْن، الأول في نطاق عمل محافظة بيروت والثاني ضمن محافظة جبل لبنان، وقد كلّفنا المحافظيْن كلّ حسب نطاقِه أن يتولّى تنفيذ بنود الخطة، وما حصل في بيروت من نزع لافتات يأتي في هذا الإطار وهو قرارٌ اتّخذ بعد متابعات واجتماعات وتحضيرات بدأناها منذ تولّينا الوزارة”.
لقد تعهّد رئيس الجمهورية، في خطاب القسَم، ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها والتزمت الحكومة أيضًا بذلك، أمّا وزير الداخلية فيُشدّد على “أنّ ما يحصل ما هو إلا بداية الاقتناع بضرورة أن تُمسك الدولة بزمام الأمور في العاصمة والمدن الكبرى وبسط سلطتها أينما كان، هذا هو وجه لبنان الجميل في عهده الجديد”.
وأوضح: “كان علينا أن نبدأ من مكان معيّن فبدأنا من طريق المطار وقد التزمَت الدولة بخطاب القسّم لفخامة الرئيس وبالبيان الوزاري للحكومة، وبسط سلطة الدولة يعني الكثير من الأمور، فهي لا تستخدم قوّتها ضدّ المواطنين، بل على العكس، الدولة تريد أن تُقدّمَ خدماتها للناس ومن ضمن تلك الخدمات توفير الأمن وتحسين الطرقات وإضاءتها وتنظيفها وهذه أبسط الخدمات التي يجب تقديمها للمواطن”.
ليست الصور والأعلام الحزبية وحدها هي المعنيّة بهذه الخطة، فقد أُعطيت التعليمات بإزالة كلّ الصور عن أملاك الدولة بما فيها الإعلانات التجارية غير المرخّصة، والتشديد على أن تكون كافّة الطرقات مضاءةً بشكلٍ جيّد، الأمر الذي تنتظر تطبيقه أيضًا باقي المحافظات وهو ما يَعِدُ وزير الداخلية به تباعًا. لَبِسَتْ بيروت ثوب الوطنية وبدأت تظهر بأبهى حلّة في عهدٍ يُعوَّل عليه الكثير، ليس أبناء الوطن فقط، بل العالم أجمع أيضًا
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() القضاء يُنصف حرّية الرأي والتعبير بردّ دعوى “درج”/”MTV” | ![]() وعي مفقود عند الطبقة السياسية | ![]() في اليوم العالمي للتوعية من مخاطر الألغام.. شخص يُقتل كل ساعة |