ورقة قوة أم ورقة التوت

لا يريد “الحزب” أن يسقط ورقة السلاح بسهولة، فهي الورقة الأولى والأخيرة التي يملكها وقد أضحت بالنسبة له كورقة التوت فإن سقطت انكشف الحزب أمام بيئته ومؤيديه وسقطت كل عناوين تغيير وجه المنطقة وإزالة إسرائيل وضرب النفوذ الأميركي، وكلها أهداف أصبحت مستحيلة المنال ولم تعد موجودة سوى كعناوين وشعارات تستخدم في إثارة الجماهير للحفاظ على حال تعبئة واستنفار لا يستطيع الحزب أن يخرج منها لأنها في صلب وجوده ولا يمكن استمرارها من دون السلاح

كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

يواصل المسؤولون في حزب الله الحديث عن استراتيجية دفاعية يشاركون فيها باعتبار أنهم يملكون سلاحاً يشكل بحسب اعتقادهم ورقة قوة لصالح لبنان، على الرغم من كل ما حصل في حرب الإسناد الأخيرة التي أثبتت أن لا أوراق قوة للبنان خارج الشرعية اللبنانية وأن لا استراتيجية دفاعية سوى تلك التي يتولاها الجيش اللبناني فقط من دون أي وجه من وجوه الشراكة.

إنّ كل ما يقوم به حزب الله في هذا السياق يهدف إلى الإحتفاظ بسلاحه ليس فقط من منطلق الإحتفاظ بورقة ضغط أساسية على باقي اللبنانيين، بل من منطلق أنّ المشروع الذي وُجد الحزب على أساسه لا يزال موجوداً ومستمراً وهو مرتبط إرتباطاً وثيقاً بولاية الفقيه في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومرشدها آية الله علي خامنئي، وبالتالي لا يمكن للحزب أن يعلن التخلي عن وظيفة سلاحه إن لم يُتّخذ القرار في طهران ويخضع هذا القرار لما يجري على صعيد التفاوض بين طهران والولايات المتحدة الأميركية، وهو تفاوض وبعكس ما يقول الإيرانيون يشمل البرنامج النووي الإيراني وبرنامج الصواريخ البالستية والنفوذ الإيراني في المنطقة وكل هذه القضايا على المحك لجهة ما سيتبقى منها بالمفاوضات أو بغيرها.

إنّ حزب الله ومن خلفية ما أسفرت عنه حرب الإسناد الأخيرة وما لحق به من ضربات وخسائر، لا يريد أن يسقط ورقة السلاح بسهولة، فهي الورقة الأولى والأخيرة التي يملكها وقد أضحت بالنسبة له كورقة التوت فإن سقطت انكشف الحزب أمام بيئته ومؤيديه وسقطت كل عناوين تغيير وجه المنطقة وإزالة إسرائيل وضرب النفوذ الأميركي، وكلها أهداف كانت في الواقع المنطقي بعيدة المنال وأصبحت بعد كل ما جرى ويجري مستحيلة المنال ولم تعد موجودة سوى كعناوين وشعارات تستخدم في إثارة الجماهير للحفاظ على حال تعبئة واستنفار لا يستطيع الحزب أن يخرج منها لأنها في صلب وجوده ولا يمكن استمرارها من دون السلاح.

مواضيع مماثلة للكاتب:

من هوكشتاين إلى أورتاغوس

الاستراتيجية الدفاعية.. عود على بدء

الرئيس عون وسياسة الحسم