أوهام الشيخ نعيم!


خاص 22 نيسان, 2025

نعيم قاسم ليس حسن نصر الله. خطابه رتيب، مُمِلّ، ومنفصل عن الواقع الذي يقول إنّ إسرائيل محتلّة ولا قدرة على مواجهتها، وهي تصطاد مسؤولي حزب الله الواحد تلو الآخر، وقد دمّرت عشرات البلدات ولا قدرة على إعادة الأعمار، بل إنّ الأمر خارج البحث.

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

الكلام لشخصيّةٍ سياسيّةٍ منتميةٍ إلى ما كان يُعرف بفريق 8 آذار ومتحالفةٍ مع “حزب الله”: “على الحزب أن يدركَ أنّ غالبيّة اللبنانيّين لا تريد الحرب. هي لا تريد حربًا مع أحد، لا مع إسرائيل ولا مع غيرِها، إذ ثَبُت لها أنّ هذه الحروب لم تحقّق أهدافها، بل زادت الشرْخَ بين اللبنانيّين، حتى بلغنا واقعًا بات يُختصر بعبارة “ما بيشبهونا”، والخطأ فيها ليس دقّتها بل إنّها قيلت في العلن وليس في الغرف المغلقة”.

يعبّر هذا الكلام الذي قيل في جلسةٍ خاصّةٍ عن رأي الكثيرين ممّن ظلّوا، لسنواتٍ طويلة، يدافعون عن سلاح حزب الله ويوافقون على خطابه ويدافعون عنه. هؤلاء، بغالبيّتهم الساحقة، اكتشفوا أنّهم كانوا يدافعون عن وهمٍ كانوا هم أنفسهم في طليعة من سقطوا ضحيّته.

حتّى أنّ الكثيرين، ممّن كانوا يُوصَفون بـ”أبواق حزب الله”، لا يستحقّون الهجوم عليهم، خصوصًا ممّن التزموا الصمت بعد الحرب أو غيّروا في خطابهم بعد أن تبيّن لهم أنّ قوّة حزب الله وقدرته على مواجهة إسرائيل والانتصار عليها وإزالتها من الوجود كان خديعةً كبرى وقعوا فيها، خصوصًا أنّ صاحب هذا الخطاب كان رجلًا استثنائيًّا ويملك سحرًا استثنائيًّا.

أمّا اليوم فاختلف الأمر تمامًا. نعيم قاسم ليس حسن نصر الله. خطابه رتيب، مُمِلّ، ومنفصل عن الواقع الذي يقول إنّ إسرائيل محتلّة ولا قدرة على مواجهتها، وهي تصطاد مسؤولي حزب الله الواحد تلو الآخر، وقد دمّرت عشرات البلدات ولا قدرة على إعادة الأعمار، بل إنّ الأمر خارج البحث.

اختلف الواقع تمامًا. نعيم قاسم غير قادر، حتّى، على الظهور المباشر عبر الشاشة. و”المَرْجَلَة” على إسرائيل تشبه “مرجلة” النّملة على الفيل. هو قادر، متى أراد، على أن يدوسها برجله. الفارق هنا أنّنا ندفع الثمن، لا النّملة فقط. ولذلك، فإنّ اللبنانيّين، يا شيخ نعيم، باتوا ضدّك. ومن بقي منهم معك، فليس حتّى أمدٍ بعيد.

“لحِّق حالك” بما تبقّى لديك من أوهام…

لمشاهدة المقال مصوراً

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us