حارث سليمان لـ”هنا لبنان”: معلومات تشير إلى أنّ الجيش حاول مداهمة الموقع المستهدف أمس… و”الحزب” رفض!

خاص 28 نيسان, 2025

في وقتٍ تشهد الضاحية الجنوبية، وغيرها من المناطق اللبنانية، غارات إسرائيلية متواصلة، يُطرح سؤال حول من يتحمل المسؤولية؟

في هذا السياق، يسلط الأكاديمي والباحث السياسي د. حارث سليمان الضوء، في حديث خاص لـ”هنا لبنان”، على الملابسات المحيطة بالقصف الإسرائيلي الأخير، مشيرًا إلى غياب التوضيح الرسمي من الجهات المعنية حول محتوى المواقع المستهدفة.

ويعرض سليمان رؤيةً نقديةً للاتفاقات السياسية التي قد تكون قد سمحت لإسرائيل بمهاجمة هذه المواقع، مشيرًا إلى أنّ “ما جرى في الضاحية أمس وما يجري في عدّة أوقات حين تقوم إسرائيل بمهاجمة مواقع تقول إنها تحتوي على أسلحة لحزب الله، يعدّ جزءًا من مسارٍ متكررٍ من الهجمات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية. وفي مرات عدّة، يكون هذا الادعاء صحيحًا، بينما في مرات أخرى قد يكون كاذبًا”.

ويضيف موضحًا أنّ “الأخبار والتعليقات الإعلامية والسياسية التي تنطلق بعد كل حادثة تعتمد على المعاينة والمشاهدة للموقع. فعلى سبيل المثال، إذا تمّ ضرب موقع وكانت القذيفة الأولى إسرائيلية ثم تلتها انفجارات أخرى من الموقع المستهدف، فيستنتج الخبراء أن الموقع يحتوي على ذخائر أو قنابل أو معدّات حربية. لكن حتى الآن، لا نعرف ما إذا كان الموقع الذي تمّ استهدافه أمس يحتوي على أسلحة أم لا”.

وأردف سليمان: “ما نشرته بعض المصادر الإعلامية يشير إلى أن الجيش اللبناني كان يعتزم مداهمة الموقع قبل فترة للتحقّق مما إذا كان يحتوي على أسلحة أم لا، ولكن حزب الله لم يوافق على الإجراء الذي اقترحه الجيش. وبالتالي، قامت إسرائيل بضرب الموقع. فإذا كان هذا الخبر صحيحًا، فإنّ هذا يعني أن إسرائيل قد أبلغت اللجنة المكلفة الإشراف على وقف إطلاق النار بضرورة تسليم الموقع للجيش اللبناني. لكن حزب الله رفض تسليم الموقع، مما دفع إسرائيل إلى قصفه”.

وفيما يخص الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، قال سليمان: “بالطبع، نستنكر بشدة قيام إسرائيل بعمليات قصف متواصلة في لبنان وخرق سيادة الدولة اللبنانية، حيث تقوم بإطلاق النار حين تشاء، مما يشكل تهديدًا لأمن المواطنين اللبنانيين وسلامة الأراضي اللبنانية”.

وأضاف: “في الوقت نفسه الذي ندعو فيه المجتمع الدولي، خصوصًا أميركا وفرنسا، للضغط على إسرائيل للحدّ من تصرفاتها، علينا أن نعي أنه اذا كان الكلام الإسرائيلي صحيحًا وفعلًا هناك إعادة بناء لمخازن حزب الله ومراكز عسكرية له فهذا خرق للاتفاقات الدولية التي تمّ التوقيع عليها من قبل حزب الله. وإنّ ما يحصل اليوم يتوافق مع الاتفاق الذي وقع عليه الرئيس نبيه بري وحكومة نجيب ميقاتي في إطار وقف إطلاق النار. فالاتفاق يعطي لإسرائيل الحقّ في قصف المواقع التي يُعاد بناء قدرات عسكرية فيها. وبالتالي، لا فائدة من صراخ نواب حزب الله وإعلامييه بأن الدولة لا تقوم بواجباتها. بل عليهم أن يلوموا ويصرخوا في وجه من وقّع هذا الاتفاق”.

وختم سليمان: “في وقتها، قلنا إن هذا الاتفاق هو اتفاق إذعان، حيث يعترف بحقّ إسرائيل في قصف المواقع التي تحتوي على أسلحة لحزب الله. فإذا كان هذا فعلًا ما يجري، فقد وقع حزب الله والرئيس نبيه بري وحكومة نجيب ميقاتي على السماح بهذا “الحق” لإسرائيل بعد أن تُبلغ لجنة الاشراف على الاتفاق والجيش اللبناني بالموقع المشكوك بأمره. وعليه، فإنّ الهجوم الإسرائيلي الذي وقع أمس، وفقًا لهذه المعطيات، يبدو أنه جاء ضمن اتفاق الإذعان الذي قبله حزب الله”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us