أنصار الشيخ نعيم يحتفلون بضربات أفيخاي!


خاص 29 نيسان, 2025

من واجب البيئة الحاضنة لهذا الحزب المسلّح إعلاء الصوت رفضًا لهذا التعنّت، الذي يستجلب المزيد من الويْلات الكوارثية. ومن حقّ هؤلاء العودة إلى البلدات المهدّمة، والتي تحتاج إلى إعمار، والإعمار يحتاج إلى ثقةٍ بالدولة، والثقة بالدولة تحتاج إلى جديّةٍ بتنفيذ الاتفاق، وتعاونٍ من “الحزب” للإيفاء بتعهداته حتى لا يصبح “الإعمار” في خبر كان.

 كتب بشارة خير الله لـ”هنا لبنان”:

بدا لافتًا مشهد شبّان من أنصار “حزب الله” ينتظرون الضربة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية الأحد، ويصفّقون لها عند وقوعها، ويطلقون الرّصاص ابتهاجًا على إيقاع “لبيك يا نصرالله”…

المشهد محزن كيفما قاربْناه، أوّلًا لأن الإسرائيلي يستمتع بتحذير السكان بأنّه سيضرب منشأةً عسكريةً، أي مخزن سلاح، ثم ينفّذ الغارة الوهمية قبل أن يضرب ضربته القاضية وتبدأ أصوات الانفجارات لذخائر خزّنها الحزب، وتركها لمصيرها ليكتشفها الإسرائيلي ويضربها، بدلًا من تسليمها طوعًا للجيش اللبناني… حينها فقط يحلو الاحتفال بانضواء شعبٍ بأكمله في كنف الدولة وتحت سقف دستورها.

والأبشع من كل ذلك، تصريحات الشيخ نعيم قاسم التي باتت أشبه بتحاليل حول نوايا إسرائيل، بدلًا من تحمّل مسؤوليته كأمين عام لـ”حزب” تعهّد بتسليم سلاحه للدولة، وهذه الدولة اتفقت مع الاسرائيلي برعاية الولايات المتحدة الأميركية لوقف الحرب وحصر السلاح.

رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أعطى “حزب الله” فرصة العمر للتخلص من أعباء السلاح الذي يستجلب الحرب، عبر الحِوار المباشر لمناقشة كيفية حصره بيدِ الدولة للحؤول دون ضربه من قبل الاسرائيلي وبالتالي عودة الحرب، وعودة القتل وعودة الدّمار بوتيرةٍ عالية.

واهمٌ “حزب الله” إنْ كان يعتقد ان التفاوض الأميركي – الإيراني سيضمن له الحفاظ على سلاحه… واهمٌ أيضًا إنْ كان يظن أن التحجّج بالخطر السّوري المستجدّ بعد سقوط نظام بشار الأسد يُعفيه من ضرورة تنفيذ تعهداته لناحية تسليم السلاح… واهمٌ أيضًا إنْ كان لا يزال يعتقد أنّ الاحتفاظ بالسلاح يحميه ويحمي بيئته ويحمي اللبنانيين من ضربات إسرائيل المصمّمة على الإجهاز على ما تبقّى، وهذا ما يجاهر به بنيامين نتنياهو، الذي أثبتت وقائع حرب الإسناد أنّ تهديداته ليست لمجرّد التهديد بقدر ما هي مقدمة للتنفيذ الموجع.

من واجب البيئة الحاضنة لهذا الحزب المسلّح إعلاء الصوت رفضًا لهذا التعنّت، الذي يستجلب المزيد من الويْلات الكوارثية.

من حقّ هؤلاء العودة إلى البلدات المهدّمة، والتي تحتاج إلى إعمار، والإعمار يحتاج إلى ثقةٍ بالدولة، والثقة بالدولة تحتاج إلى جديّةٍ بتنفيذ الاتفاق، وتعاونٍ من “حزب الله” للإيفاء بتعهداته حتى لا يصبح “الإعمار” في خبر كان.

نعم من واجب الجميع مصارحة “حزب الله” بالحقيقة مهما كانت صعبة… يجب الاعتراف بشجاعةٍ أنّ حرب الإسناد لم تكن ضروريةً، كما يجب الاعتراف بالشجاعة نفسها بضرورة الرّكون إلى كنف الدولة وعدم القبول بالبقاء على ضِفاف الأهواء الإيرانية في استعمال لبنان صندوق بريدٍ للرسائل، وساحةٍ مستباحةٍ للعبث في الأمن بكلفةٍ عاليةٍ يدفع ثمنها الشعب اللبناني.

أمَا حان وقت الاحتفال لتسليم السلاح إلى الجيش اللبناني بدلًا من تركه عرضةً لضربات إسرائيل المتكرّرة والاكتفاء بالتهليل بعد كل غارة؟.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us