وما هو أسوأ؟
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
يمتلك الدكتور سمير جعجع موهبة إستثنائية في تجنّب الأفخاخ الصِحافية، وفي الدفاع عن خياراته، وبعضها اتخذها مُكرها، مذاك اليوم الذي اضطر فيه إلى القبول بالعماد ميشال عون رئيساً للحكومة العسكرية، لتجنيب ما كان يُعرف بالمناطق الشرقية أي انقسام وأي صدام. وصف الحكومة السداسية التي أعلنت في بعبدا، وتقلّصت سريعاً لتصبح ثلاثية باستقالة الضباط المسلمين، بأنها حكومة إستقلال.
في مقابلته الأخيرة مع الزميلة ( المرشحة السابقة للانتخابات النيابية) ميشيل تويني، طرحت المحاورة عليه مجموعة أسئلة مرتبطة بلحظات وتحولات ومواقف أساسية ومفصلية، وللعماد عون فيها حصة كبرى.
تدعيماً لأسئلتها المباشرة، استندت تويني إلى مقتطفات لجعجع، بالصوت والصورة، يحمل فيها بشدة على عون وخياراته في زمن حربي الإلغاء والتحرير، وفي المرحلة التي سبقت ترشيحه العماد ميشال عون لرئاسة، الجمهورية بأعوام قليلة ومنها قوله: “عون يغش الناس على طول. أسوأ شي حاصل عند المسيحيين إنو عندن عون” وفي مقتطف آخر يقول جعجع ” ما فيي إنتخب عون هو وقاعد حد حزب الله. بكون عم إضرب كل مشروعي”
بعد ذلك، وقبل أن تستكمل تويني طرح أسئلتها على جعجع، بعد عرض مضبطة الإتهام، توقع ضيفها ما سيلي، فتوجه إليها: و”هلأ كيف رحتو وانتخبتو ميشال عون؟.. أليس هذا سؤالك؟”
سأل نفسه وأجاب بإتقان وبراغماتية عن البنود العشرة التي أعلنها في معراب وإلى جانبه عون الذي أبدى موافقته عليها، ودافع عن مفهوم الشراكة في السلطة، المختلف عن المحاصصة، وعن خياره بترشيح الجنرال (ما دفع بالرئيس سعد الحريري إلى التخلي عن دعم ترشيح سليمان فرنجيه). “إعتبرنا في العام 2016، أن لولا دعم وصول عون إلى سدّة الرئاسة، لكان الوضع أسوأ بكثير” واستطرد” بعد مرور أربعة أعوام ونصف، على الرغم من سوء الوضع، كان ليكون الوضع أسوأ من هيك !” ( لو لم يُنتخب عون) “وقد أكون مخطئاً في تقديري” قال جعجع في جملة إعتراضية
بالعودة إلى مرحلة تسويق ترشيح العماد عون لدى المجموعات القواتية المؤثرة في الرأي العام، وفي جلسة مقفلة وضيقة، رد جعجع على سؤال إعلامي معروف بمواقفه الحادة من عون: لماذا تختارون ترشيح عون اليوم وليس قبل سنة أو سنتين مثلاً فأجاب:
“إن وضع البلد سيئ جداً. بات كثوب رثّ، إن سحبت خيطاُ منه، هرهر الثوب بأكمله.”
من الصعوبة بمكان، تخيّل ما هو أسوأ. وهل هناك أسوأ من جهنّم دكتور؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |