صواريخ بزيت وصواريخ بسمنة

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

حولت المنظمات الفلسطينية بعض قرى الجنوب الحدودية في سبعينيات القرن الماضي إلى مناطق عسكرية محرّمة على القوى الشرعية اللبنانية، مستفيدة من حرية العمل الفدائي المسلّح التي شرّعها اتفاق القاهرة ودفع ثمنها الجنوبيّون وكل لبنان.
كما حوّلت حركة فتح وأخواتها وخصومها، المخيمات الفلسطينية، إلى غيتوات مسلّحة. تصدّر الحروب في كل الإتجاهات. قبل نشوء جبهة المقاومة الوطنية ( جمّول) وقبل ولادة “حزبُ الله”، كمجموعة جهادية تلقت تدريبها على أيدي ضبّاط الحرس الثوري الإيراني وتعدّ أحد أذرع “الخمينية” في لبنان وحيث تدعو الحاجة.

واظبت المنظمات الفلسطينية على القيام بعمليات خلف خطوط العدو في مرحلة العمل الفدائي، كما عملية نهاريا في 22 نيسان من العام 1979 والتي شارك فيها عبد المجيد اصلان ومهنا المؤيد وأحمد الأبرص وتولى امرتها سمير القنطار قائد العملية وكان برتبة ملازم في جبهة التحرير الفلسطيني. كما كان الفدائيون يطلقون صواريخ الكاتيوشيا مستهدفين بشكل خاص المستعمرات الإسرائيلية المحازية للحدود. فيرد الكيان الصهيوني على مصادر النار أينما وجدت ولبنان الرسمي لا حول ولا قوة له على الوقوف في وجه رافعي لواء المواجهة وراية النصر الموعود.

وبهدف حماية حدود بلاده الشمالية، وكنتيجة للمواجهات بين المنظمات الفلسطينية وإسرائيل، إجتاح الجيش الإسرائيلي لبنان مرتين: في العام 1978 وفي العام 1982 وبدلاً من أن تحرر صواريخ المقاومة الفلسطينية الأرض المغتصبة، استجلبت اجتياحا وصل إلى بيروت وأبعد ياسر عرفات بحرا بحراً صوب تونس.

مع مرور الأعوام، فقدت صواريخ الفصائل الفلسطينية فاعليتها ورمزيتها وباتت، مقارنة بالترسانة الصاروخية لـ “حزب الله “، مجرّد  “فتّيشات”.فما  إن تركب المنصة، في أي بستان وأي وعر وأي تلّ، تكتشفها القوى الشرعية اللبنانية. قبل أو بعد إطلاق الصواريخ. وهي تعلم إن سقوط 3 صواريخ على مستوطنة شلومي لن تشعل حرباً.

والملفت أن “العين الساهرة” على تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته ، تكتشف بسرعة أبسط خرق فلسطيني في الجنوب وتتجاهل صواريخ الـ”حزب” الدقيقة والذكية والعملاقة والجاهزة لتدمير إسرائيل في التوقيت الذي تختاره المقاومة الإسلامية… واضح أن السلطة اللبنانية تتعامل مع الواقع الميداني على اعتبار أن على الأرض صواريخ بزيت وصواريخ بسمنة. وكل ما له علاقة بـ”حزب الله” لا شأن للدولة اللبنانية فيه، سواء كان منظومة صاروخية أو نظاماً مالياً مستقلاً عن مصرف لبنان.

مواضيع مماثلة للكاتب:

مش كل صهر سندة ضهر

شبيحة “الحزب” بالمرصاد

أبو الجماجم