ساعتان مع “جبل بعبدا”
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
تتيح مواقع التواصل الاجتماعي البقاء على قرب ممّا يحصل في لبنان ولا يُعرض على وسائل الإعلام. القرب “الاجتماعي” يعوّض عن البعد الجغرافي.
وعلى هذه المواقع، أتابع منذ فترة صوراً لناشطين في التيّار الوطني الحر أو لصحافيّين أو لفنّانين من زياراتهم الى قصر بعبدا ولقاءاتهم مع رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون.
اللافت، في هذه الزيارات، أنّ بعض ناشري الصور يرفقونها بتعليقات مثل “جلسة طويلة وعميقة مع فخامة الرئيس” أو “ساعة من الحوار مع الرئيس”، أو، حتى، “ساعتان مع جبل بعبدا”.
البلد منهار والكوارث تتلاحق عليه ويُحكى عن انقطاعٍ تام في الكهرباء وتعبئة السيّارة بالبنزين باتت مذلّةً، بينما الرئيس يجلس مع هذا ساعة ومع ذاك ساعتين ويتصور مع ثالث، ويمدّهم بالمعنويّات، بينما هؤلاء يعانون في حياتهم وفي مؤسساتهم ورواتبهم لا تساوي شيئاً.
هل يُعقل أنّ الرئيس يملك هذا المتّسع من الوقت؟ ألا يجدر به أن يتابع مع المعنيّين كيفيّة إيجاد حلول للأزمة؟ أليس عليه أن يسأل هذا الوزير لماذا فعلت كذا ولم تفعل كذا؟
قد نجد، من بين القرّاء، من ينتقد هذا الكلام ويحيلنا الى الدستور والصلاحيّات ويقول إنّ ما سبق من واجبات الحكومة ورئيسها. صحيحٌ هذا الكلام. ولكن، لماذا وعدنا الرئيس بأن يقوم بالإصلاح والتغيير إذا كانت صلاحيّاته لا تتيح له ذلك؟
وإذا كان الرئيس عون يرفض أن يكون “باش كاتب” ويوقّع على تشكيلة حكوميّة لم يشارك في تأليفها، فعليه أن يرفض أيضاً أن يكون نهاره عبارة عن موعدٍ مع سليم عون وآخر مع روجيه عازار وجلسة طويلة مع ناشط في تيّارٍ يرأسه صهره.
صدّقوا أو لا تصدّقوا، نكتب ذلك حرصاً على صورة الرئيس التي يشوّهها، عن غير قصدٍ طبعاً، بعض محبّيه. أليس يُقال: “من الحبّ ما قتل”؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |