الـ”مونسنيور” مبارك: طهوجة سياسية


أخبار بارزة, خاص 3 تموز, 2021

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان” :

أسوأ ما يمكن أن يفعله لاعب كرة قدم محترف في مباراة مصيرية مؤهِّلة لكأس العالم، تسجيل هدف قاتل في مرمى فريقه، وهذا بالضبط ما فعله المونسيور “العوني” كميل مبارك في برنامج “صار الوقت” بمواجهة القاضي الشيخ خلدون عريمط.
في العادة يجد المشاهد المتتبع لأي مباراة رياضية نفسه منحازاً لأحد الفريقين المتنافسين، سواء عرف هوية اللاعبين بالفانيلة البيضاء أو خصومهم لابسي الفانيلة الزرقاء. الإنحياز أمرٌ طبيعي. حتى المعلّق الرياضي ينحاز ويبدو لي كاذباً متى أعلن أنه “مش مع حدا” بل مع اللعب الجميل. بالعودة إلى مباراة “المونسنيور” و”الشيخ” بإدارة الزميل مارسيل غانم، فقد انحاز المشاهدون المسيحيون، من غير العونيين، إلى سماحة الشيخ المدافع عن الخطاب الوطني الجامع في وجه “مونسنيور” التعصّب الذي أنسى المشاهدين مآثر الدكتورين ناجي إميل الحايك وماريو عون ونيكولا صحناوي(المعروف بنيكولا الفرّي).
فالأول لا يترك مناسبة إلّا ويعبر فيها عن مكنوناته الطائفية والعنصرية التي تطاول الفلسطينيين والدروز والسنة والشيعة ( يحيّد الروم الأورثوذكس) إلى درجة أن التيار الوطني الحر نفسه تبرّأ من بعض تغريدات الحايك السامة والمحرّكة للنعرات.
والثاني طلع ذات يوم، من أيام تشرين الجهنمية ( 2019) وصرّح لمحطة الـ “أو.تي. في” حفيدة الـ سي أن أن عقب موجة حرائق:
“.. ولو كان الكلام الذي سأقوله إلى حد ما طائفي، كيف كمان ما عم تطال الحرايق إلاً ضيع مسيحية بالتحديد؟
والثالث طرح في شهر آب 1920 علامات استفهام كبيرة في مقابلة له على المحطة البرتقالية. زبدة ما فيها: “معليه لو كلامي طائفي فقنبلتي هيروشيما وناغازاكي النوويتين ألقيتا على هاتين المدينتين لأن نسبة عالية من المسيحيين تتمركز فيهما” وانفجار المرفأ الضخم استهدف بدرجة أولى الأحياء المسيحية في العاصمة.
“المونسنيور” مبارك من جهته وضع العونيين الثلاثة في “سلته” الصغيرة، ويكفي ان أشير إلى نقطتين تناولهما في مقابلته. ألمح في “صار الوقت” إلى أن من يقف خلف جريمة تفجير مرفأ بيروت في 4 آب 2020 شاء استهداف القسم المسيحي من بيروت. زرع الأب الجليل سوسة في عقل المشاهد وقدّم معلومة قيّمة للمحقق العدلي طارق البيطار قد تنير التحقيق. يُستنتج من كلام المونسنيور الخبير،كأن المخططين والمنفّذين المجرمين كانوا واعين تماماً إلى أن الضرر الأكبر من التفجير سيلحق بالمسيحيين في مار مخايل والجميزة والدورة وبرج حمود.
والنقطة الثانية التي فجّرها المونسنيور في صار الوقت “أن المسيحيين يملكون 64 % من أرض لبنان وبالتالي فالمناصفة ليست منّة من أحد. يستشّف من هذا المعطى،أن حصة المسيحيين في السلطة لا تنبثق من إتفاق الطائف المفروض عليهم بل من الصحائف العقارية!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us