عون آخر أو سليمان بك؟
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان” :
منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية في 31 تشرين الأول 2016،بعد 29 شهراً من التعطيل، وحتى اليوم، لا تزال بعض القوى السياسية والفايسبوكية ، تزنّ على وتر تحميل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ،مسؤولية الأضرار الجسيمة التي خلّفها ترشيحه لميشال عون بموجب تفاهم علني واتفاق سري. ومن يحمّلون جعجع تلك المسؤولية الجسيمة ينضوون ضمن فئتين: واحدة كانت تفضل السير برئيس تيار المردة سليمان فرنجيه ، الذي لم يجرؤ يوماً على النزول إلى جلسات انتخابات الرئاسة الأولى، هو أحد مرشّحيها الثلاثة، بعد انسحاب هنري حلو من السبق الرئاسي. حاذر فرنجيه إغضاب حزب الله، المتحكّم بالنصاب وركن التعطيل الأوّل في البلد، مرة منفرداً، ومرة بالتكافل والتضامن مع حركة أمل، كما حصل مع انتهاء ولاية العماد إميل لحّود.والثانية ممن يستعذبون المعارضة للمعارضة،من دون تقديم أي اقتراح عملي للخروج من نفق التعطيل، كنواب حزب الكتائب.
في المحصّلة،من أتى بعون رئيساً للجمهورية اللبنانية السابقة، الجمهورية الجهنّمية الحالية، ميزانُ قوى سياسي ( وعسكري ضمناً) لا يمكن أن ينبثق منه رئيس وسطي فكيف برئيس من صلب الخط السيادي؟
في أسابيع التعطيل الأخيرة ( 2016) ، لم يصل النواب إلى مرحلة مفصلية تقضى بأن يختاروا بين “شمعوني” و”شهابي” أو بين مرشح المعسكر السيادي وبين مرشح المعسكرالآخر بل بين إثنين: واحد متحالف مصلحياً مع الخط الممانع الذي يقوده المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية السيد حسن نصرالله وآخر متحالف عضوياً مع سورية ـ الأسد ولم ( ولن) يحِد قيد أنملة عن هذا التحالف وعن صداقة متينة مع ديكتاتور بشهادة كل الجهات الأممية الموثوق بها. ولم يكن كذلك قد جهر أي نائب بتأييده لميريام كلينك!
عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري سُئل فرنجيه في لقاء مصغّر: ماذا لو ثبت بالأدلة القاطعة ضلوع سورية في هذه الجريمة المروعة؟ أجاب : سأبقى إلى جانب سورية.
وماذا لو سحبت سورية جيشها من لبنان؟ سابقى حليفاً لسورية الأسد.
صادقاً وحاسماً كان “سليمي” ويبقى في خياراته السياسية الكبرى. وأمس خرج من الديمان ليشن حملة على المحقق العدلي القاضي طارق البيطار،من أهدافها تحييد سورية و”الحزب”، وضرب المنافس الطبيعي على انتخابات ال 2022 العماد جوزف عون، مانحاً لنفسه صفة لا تتوافر فيه، فبرّئ الوزراء المدّعى عليهم ( من ضمنهم وزيره يوسف فنيانوس) بقضية تفجير المرفأ ” بقوله ” الوزير مش شغلتو يعرف إذا النيترات بينفجر” ومضى متحدياً البيطار بأن يقول ” من أتى بالنيترات ومن سحب منها. هو ما عندو شي. وأنا بعرف إنو ما بيعرف” واضح تأثير الفلسفة اليونانية على فكر سليمان بك فرنجيه، أوليس سقراط هو القائل: “إني أعرف شيئاً واحداً وهو إنني لا أعرف شيئاً”؟
والسؤال الأمرّ من طعم الزيزفون: إيمكن أن يجد النائب الناخب نفسه السنة المقبلة أمام اختبار واختيار: عون آخر أو سليمان بك؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |