لمَ الإعتذار يا نوّار؟
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان” :
يُسجل للنائب نوار الساحلي، العضو في “كتلة الوفاء للمقاومة”، أي المقاومة الإسلامية، موقفه الأخلاقي النبيل باعتذاره عن الحفل الباذخ الذي أقامه صهره في الرابع والعشرين من تموز “فلم اقدر انه سيسبب اذيه لجمهورنا العزيز لذا فأنا أعتذر من أهلي وأحبتي عن ما حصل ولقد تسببت ايضا بإساءة غير مقصودة للحزب الذي احب وانتمي اليه” كما جاء في تغريدة له.
ويسجّل عليه قراره بتعليق كل انشطته الحزبية “بانتظار أن تتخذ القيادة القرار وأنا سألتزم به مهما كان” فكأنما “حزبُ الله” هو الوصي المباشر على حياته الشخصية وقيافته وسلوكه وولي أمره في كل شأن. فكيف لو ضُبِط صاحب السعادة رابطاً “بابيون” على عنقه أسوة بصهره فراس اليافي، وهو رجل أعمال مقتدر وشريك مؤسس لشركة “مورغان” المالية في بريطانيا؟ أو شوهد، لا سمح الله، في عرس كريمته بربطة عنق وانتشرت صوره على مواقع التواصل الإجتماعي بلوك أنتي ـ مقاومة؟ أكان سيستقيل طوعاً من المجلس النيابي على هذه الجريمة؟
وماذا لو اعترض جمهور الحزب الإلهي على سفور العروس هالة، وهي اختصاصية تغذية مقيمة في بريطانيا العظمى التي تصنّف “منظّمة حزب الله بجميع أجنحتها جماعة إرهابية”؟ أيطم أستاذ نوار نفسه تحت سابع أرض؟ أو يجلد نفسه 500 جلدة؟
لم يسبق أن أبدى أي من نواب الحزب هذا الندم، على فعل إجتماعي، يندرج في إطار الحرية الشخصية، أيا تكن تبعاته.
ويعرف القاصي والداني أن إثنين من أشقاء النائب السابق “حسين الموسوي” تورطا في قضايا شائنة: واحد تزعم عصابة سرقة سيارات والثاني إختصاص كبتاغون، ولم يجمد، بسبب شقيقيه، أنشطته. ومعروف أيضاً أن شقيق النائب محمد فنيش، المدعو عبد اللطيف، تورّط في فضيحة أدوية مغشوشة وأوقف قبل أعوام ولم يجمّد صاحب السعادة والمعالي أنشطته الحزبية.
ثبتت بالقرائن مسؤولية حزب الله عن جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وباسل فليحان وشهداء 14 شباط 2005، وثبت بالقرار الظني مسؤولية حزب الله عن محاولة اغتيال النائب السابق بطرس حرب عدا ما لم يُثبت من جرائم اتهم “الحزب” بالضلوع فيها. ولم يجمّد “حزبي” نشاطه، ولم يرف جفن لعضو في “كتلة الوفاء للمقاومة”.
أستاذ نوّار، هناك أسباب كثيرة، لتجمّد أنشطتك، أما حفل زفاف كريمتك، فلا شأن لأحد به، لا لجمهور “حزبكم”، ولا للبيئة الحاضنة. لففراس اليافي وهالة الساحلي أن يحتفلا بأجمل يوم في حياتهما كيفما شاءا، أما بذخ العريس في لبنان فهو مطلوب من كل العرسان المتموّلين.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |