ميقاتي لن يعتذر… فهل يشكّل؟
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
الأمل ضئيل بولادة حكومة جديدة، ولا نقول معدوماً. ما من مستحيل على أرض لبنان إلا صحوة ضمير المسؤولين.
يُفترض أن يتوجّه رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي الى قصر بعبدا بعد ظهر الثلاثاء حاملاً تشكيلة حكوميّة هي الأكثر شموليّة وتفصيلاً منذ تكليفه. يصعب جدّاً أن يوافق رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون على التشكيلة كما هي، إلا أنّ لقاءهما غداً قد يشكّل خطوة الى الأمام على طريق التشكيل، أو مؤشّراً الى صعوبة ولادة الحكومة.
لكنّ المعطيات المتوفّرة تتحدّث عن إصرار ميقاتي على الاستمرار في محاولاته، من دون النزول عن السقف الذي رسمه لنفسه، أو الذي رُسم له نتيجة الظروف الداخليّة والخارجيّة. وعليه، فإنّ ميقاتي ليس في وارد الاعتذار قريباً، بل سيكرّر زياراته الى بعبدا التي سيتراجع عددها، من دون أن يتوّقف التواصل بينه وبين الرئيس عون عبر وسيطٍ لكلٍّ منهما.
ويجزم متابعون لمسار المفاوضات والتشكيل بأنّ العقد لا تقتصر على توزيع الحقائب وأسماء الوزراء، بل تشمل أيضاً مهام الحكومة وما إذا كانت ستقدم على تعييناتٍ مهمّة، وتحديداً على تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان حيث يصرّ عون على إقالة رياض سلامة قبل انتهاء عهده، وهو ما لن يقبل به ميقاتي حتماً.
كذلك، هناك لائحة للشخصيّات التي ينوي عون التخلّص منها عبر الحكومة المقبلة، من بينها أيضاً مدير عام إدارة المناقصات جان العليّة، ورئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود، وهو أمر سيشكّل عائقاً إضافيّاً أمام ولادة الحكومة.
ويبقى عاملٌ ثالث هو أنّ عون وميقاتي ليسا في وارد إغضاب الأميركيّين في هذه المرحلة، ما يعني أنّهما لن يسيرا بحكومة غير مقبولة أميركيّاً، كما أنّ إصرار حزب الله على إدخال السفن الإيرانيّة الى لبنان قد يدفع ميقاتي الى الإحجام عن تشكيل حكومة، لأنّه ليس بوارد المخاطرة بفرض عقوباتٍ عليه.
ننتهي من حيث بدأنا. لن يعتذر ميقاتي قريباً، وإن فعل فبسبب السفن الإيرانيّة لا العقد الحكوميّة. ولكن، يبقى السؤال الذي يصعب إيجاد جوابٍ حاسمٍ عليه هو: هل ينجح بتأليف حكومة؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |