بـ”عون” الله… نحو إدارات مدنية سائرون


خاص 4 أيلول, 2021

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

روى نائب في مجلس خاص، “أن مشكلاً وقع في مقهى جبلي وتخلله تضارب بين الساهرين، فتم الإتصال بأقرب مخفر لإرسال دورية تعالج الوضع وتقبض على المتورّطين في “المشكل”، فكان جواب الشاويش على المتصل “بنزين ما في، ما فينا نتحرّك عالجوا الموضوع على طريقتكم” وهذا ما حصل بالفعل، إذ تحركّت قوة حزبية،بناء لإشارة النائب، متسلّحة بالوعي معيدةً الهدوء إلى المقهى المضطرب وانتهى المشكل بمصالحة ومسامحة بين المعتدين والمُعتدى عليهم، وعلى قول جورج قرداحي: المسامح كريم.
إنه نموذج واضح لتلاشي الدولة ومؤسساتها، وهذه الحادثة، ولها مثيلات، تستدعي هذا السؤال: أنحن متجّهون صوب إحياء الإدارات المدنية؟ وصوب منطق كل منطقة تتولى أمنها بالمتوافر من قوى بلدية وأهليّة وحزبية؟
سؤال يُطرَح بخفر، فيما الواقع والوقائع تشي بأن هذا الإتجاه سالك وبنشاط على كل الخطوط. فهناك بلديات باتت تقفل الطرق المؤدية إليها ليلاُ، وتعتمد على متطوعين لحراسة الممتلكات.وبلديات توزّع قسائم محروقات لمواطنيها بالتساوي. 20 ليتراً أسبوعياً و”ما حدا يزعل ” وهذا ما حصل في بلدة معركة. في مغدوشة لم ينفع مثل هذا التدبير في حصر التعبئة بأبناء البلدة، فكان ما كان مما يذكره المشاهدون.بنزين مغدوشة لمغدوشة. وبنزين بعض محطات زوق مكايل لأبناء الزوقين، مكايل ومصبح أولاً، كأصحاب أرض. وفي الأمس طرح النائب جورج عقيص أن توزّع “بنزينات” ابراهيم صقر المصادرة على محطات قرى قضاء زحلة، وما يفيض منها يذهب إلى قرى ومدائن أخرى. لا ضرورة أن يتعزز العيش المشترك من مخزون الصقر.
وقد تشجّع خطوة مرشد الجمهورية في استيراد المازوت والبنزين، بعض الأحزاب والقوى السياسية على استيراد كل المشتقات النفطية، بعيداً عن رقابة مدام أورور، فيأتي ميشال الياس ميشال المر، على سبيل المثال، بالبنزين من روسيا ويوزّعه في مكتب الدراسات في بتغرين لعموم محبي جدّيه، وتعيد “القوات”، على سبيل التخيّل، وضع اليد على الحوض الخامس، وينزل الإشتراكيون إلى الجيه، وتتولى جمعيات حركة أمل الإجتماعية أمر الإستيراد والتصدير عبر مرفأ صور، ويطوّر تيّار المردة مرفأ سلعاتا، وينشط الإستيراد والتصدير عبرمرفأي صيدا وطرابلس، كما تنشط حركة الهروب من لبنان عبر مرفأ جونيه، كما حصل في العامين 1989 و1990،أبّان عهد العماد عون الأوّل.
وقد يجد عطوفة المير نفسَه، في غفلة من الزمن، سلطاناً متوّجاً على عرش خلده والجوار.
ويفرض السيد وئام سيطرته على الجاهلية والشارع المؤدي إلى منزله في بيروت .
إنها مسألة أيام أو أشهر ونشهد على فصول مثيرة من تحلل الدولة واندثار عملتها.
ففي الوقت المُستهلك لإقناع السيد الرئيس إن ثمانية وزراء تكفيه ليس فقط ليعطل قرارات الحكومة إنما ليوقف دوران الأرض حول نفسها.
وفي الوقت المصروف للتفتيش عن مصادر تغذية البطاقة التمويلية،
وفي الوقت المهدور لتقويم “المقتاية” وتجليس ذنب الكلب،
وفي الوقت المستنزف على الإنشاء السياسي السخيف،
وفي الوقت الإختباري لقياس طول صبر دولة الرئيس ميقاتي…تكون الإدارات المدنية قد تسلّمت الجمهورية بطريقة سلسة من دون ضربة كف.
ومن أراد الإلتحاق بحلقة الدبكة في قصر الشعب، فكل الطرق سالكة والبوسطات مؤمنة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us