عودة “مشروطة” لـ سوريا إلى جامعة الدول العربية
خلال اجتماع استثنائي عقد صباح الأحد، صادق وزراء الخارجية العرب على قرار شكّل مدار بحث في اليوم السابق، حول إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية “بشروط” و”بخُطا متدرجة”.
كتب ميشال توما لـ”Ici Beyrouth“:
بعد مضيّ عدة أشهر على الجدل الحاد وعلى المماطلة بشأن احتمال إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، أعلن عن القرار صباح اليوم الأحد 7 أيار، حيث صادق وزراء الخارجية خلال اجتماع استثنائي، على إعادة سوريا للجامعة “بشروط” و”بخطى متدرجة”، مع الإشارة إلى أنّ الموضوع كان قد طرح للنقاش أمس السبت.
ويأتي هذا القرار بعدما جمّدت الجامعة مقعد سوريا لأكثر من عقد مضى، على خلفية المذابح المتعددة التي ارتكبها نظام بشار الأسد بحق الشعب السوري (بما في ذلك وعلى وجه التحديد، الهجمات بالأسلحة الكيماوية)، في أعقاب الحرب الأهلية التي اندلعت في سوريا في العام 2011. واندرج قرار التجميد أيضًا كجزء من الصراع السياسي الذي نشأ بين دمشق وعدة عواصم عربية، في أعقاب الانتفاضة الشعبية ضد محور الأسد.
وينص القرار على إعادة دمج سوريا بشكل متدرج. ويطالب الوزراء العرب نظام الأسد بتبني “إجراءات ملموسة وفعالة” بهدف إعادة التأهيل السياسي الشامل والمتكامل، بمعنى أن “الجامعة العربية ستقوم بخطوة للأمام مقابل كل خطوة تخطوها سوريا”. ويؤكد بيان الوزراء العرب صراحة أنّ عودة دمشق إلى الحضن العربي “مشروطة”. كما يحق “لممثلي” سوريا المشاركة في اجتماعات الجامعة اعتبارًا من الأحد 7 أيار.
ويتزامن القرار مع ترميم جسور التواصل بين سوريا وبعض الدول العربية، ومن ضمنها السعودية والإمارات، في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا في شباط الماضي. وكان مسؤولون إماراتيون قد قاموا بزيارة دمشق، في سياق تضامني وزيارة ذات طابع إنساني، كما زار وزير الخارجية السعودي مؤخراً العاصمة السورية. ولمس بعض التحسن في العلاقات بين الرياض ودمشق في أعقاب الإنفراج في العلاقات بين إيران والسعودية، في 10 آذار برعاية الصين.
أمّا بالنسبة للإدارة الأميركية فهذا التطبيع مع نظام الأسد محطّ إدانة. ولذلك، يشترط بعض منتقدي إعادة تفعيل المقعد السوري أن تنأى دمشق بنفسها عن الجمهورية الإسلامية في إيران، وأن تعمل على إنهاء الوجود العسكري والميليشيات الإيرانية على أراضيها، لا سيما تلك التابعة للحرس الثوري الإيراني بما في ذلك حزب الله.. ويبقى السؤال الأهم ما إذا كان نظام الأسد يريد أن ينأى بنفسه عن طهران، أم هل هو قادر على اتخاذ مثل تلك الخطوة؟
وفي كل الأحوال، لا يمكن لهذه السياسة الواقعية أن تمحو أو تخفي المجازر التي ارتكبها النظام السوري بحق شعبه أو سياسة الفرز الديموغرافي التي يمعن فيها، والتي تسببت على مدى سنوات طويلة، بتدفق الملايين من السوريين إلى الدول المجاورة.