لقاء عون وفرنجية: خطوة باتجاه كسر الجمود الرئاسي؟
كتبت ناتاشا طربية لـ”Ici Beyrouth”:
المشهد السياسي اللبناني على موعد محتمل على ما يبدو مع مرحلة جديدة بعد عطلة الأعياد، تتمحور حول دينامية دبلوماسية تتعلق بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 ووقف التصعيد في جنوب لبنان، وفتح الطريق أمام الانتخابات الرئاسية. ولا شك بأنها مرحلة ضرورية ليتمكن لبنان من دعم مرحلة التهدئة جنوب البلاد.
وأحيا تطور سياسي الخميس الماضي، الآمال بإحراز تقدم على مسار التوصل لاتفاق محتمل حول الانتخابات الرئاسية.
فإلى جانب التصويت على التمديد لقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون الذي كان يفترض أن تنتهي ولايته في 10 كانون الثاني، سُجل حدث آخر غير متوقع وهو اللقاء الذي جمع بين العماد عون وزعيم المردة سليمان فرنجية.
والتقى عون وفرنجية مساء الخميس، عشية الجلسة التشريعية التي صوت خلالها النواب على قانون تأجيل تقاعد قادة الأجهزة الأمنية لمدة عام، على مأدبة عشاء دعا إليها رئيس تيار المردة (مرشح حزب الله لرئاسة الدولة) وعائلته العماد عون. وبالتالي، “منافسه” المحتمل على رئاسة الجمهورية. ويعدّ هذا اللقاء “الودّي”، الأول بين الرجلين، خطوة مهمة نحو كسر الجمود في الملف الرئاسي، وفقاً لبعض الأوساط السياسية.
التوقيت والرسائل السياسية
وعلم موقع Ici Beyrouth أن هذا اللقاء قد تقرر منذ شهر تقريباً، عندما لم تكن العلاقات بين المرشحين على ما يرام. وكان سليمان فرنجية قد أبدى معارضته لتولي العماد جوزيف عون رئاسة الجمهورية، وبعد ذلك تبنى موقفاً أكثر دقة.
وقال مصدر مطلع على اللقاء لـ “Ici Beyrouth”: “كان علينا التأكد من تخفيف التوترات والاستعداد لمرحلة ما بعد غزة داخليًا”. ومن هنا أتى اختيار التوقيت.
ولا يمكن لهذا الاختيار، عشية الجلسة التشريعية التي أقرت التمديد لعون، أن يكون عشوائياً. ووفقاً لمصدر مقرب، أراد “منظمو” هذا اللقاء إيصال ثلاث رسائل رئيسية:
أولاً، التأكيد على عدم وجود خلاف، على المستوى الشخصي، بين فرنجية وعون، حتى لو كان من الممكن اعتبارهما “منافسين” تقنياً على المستوى السياسي.
ثانياً، يواصل المرشحان حالياً السباق نحو بعبدا ولكن مع الحفاظ على علاقات جيدة.
وثالثاً، أراد كل من رئيس تيار المردة وقائد الجيش توجيه رسالة واضحة إلى التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي يعارض ترشيح كليهما.
بالنسبة لفرنجية، شكل اللقاء فرصة لإظهار انفتاحه على الآخرين، ولا سيما على “منافسه” الرئيسي في الانتخابات الرئاسية، وتسليط الضوء على “العزلة السياسية” التي يعاني منها باسيل الذي يسعى، حسب المصادر نفسها، للظهور كصاحب الكلمة الفصل في الملف الرئاسي.
وبالنسبة لعون أيضاً، أتاح اللقاء فرصة لإرسال رسالة مفادها أنه قادر على الحفاظ على علاقات جيدة مع مرشح حزب الله سليمان فرنجية.
الضمانات السياسية
لم يعد فك الجمود الرئاسي مستحيلاً في ظل التطورات في المنطقة والتوافق الذي سمح بالتمديد لعون، وفقاً لما يجزم مصدر مقرب. ويردف المصدر نفسه: “لا شك بأن حزب الله لن يتخلى عن دعمه لترشيح فرنجية، إلا إذا حصل الحزب الموالي لإيران على ضمانات أو تنازلات، لا سيما في سياق المحادثات حول تطبيق القرار 1701. وهكذا سيتمكن من التركيز على “إنشاء حرس وطني” مهمته ضمان الأمن في جنوب لبنان. وبالتالي، يمكنه أن يأمل بالظهور بصفته “الضامن” لترسيم الحدود البرية على جدول الأعمال في المستقبل القريب”.
الطعن في القانون
وفي هذه الأثناء، يصرّ جبران باسيل على مواصلة معركته ضد خصميه السياسيين. فبعد أن عبر بشدة عن معارضته تأجيل تسريح عون، يدرس باسيل الآن إمكانية الطعن أمام المجلس الدستوري. ومع ذلك، يشرح بعض الحقوقيين أن هذا مستحيل، لأن القانون الموقع شامل وغير شخصي ومثبت دستورياً.
عدا عن ذلك، قد يواجه باسيل نفسه شكوى بتهمة التشهير ربما يرفعها قائد الجيش ضده. ولا ننسى أنه قد حاول في مطلع كانون الأول الماضي، تشويه سمعة قائد الجيش واتهامه بمخالفة القانون وبمخالفات مالية، دون مشاركة أي دليل على الإطلاق!