لبنان وتحدي الولادات السورية خارج السجلات
كتبت Joanne Naoum لـ”This is Beirut“:
يتزايد الجدل حول الولادات السورية في لبنان خصوصاً مع تجاوز أعداد النازحين حسب بعض التقديرات المليونين، مقارنة بستة ملايين لبناني. أما الأكثر إثارة للقلق فالأعداد المتزايدة بشكل سريع للولادات السورية غير المسجلة.
وعلى الرغم من مرور ثلاثة عشر عاماً على الحرب في سوريا، لا تزال هذه القضية التي أغرقت لبنان بلا أفق. وتخطينا منذ زمن حقيقة أنّ لبنان ليس بلداً للاجئين، كما تخطينا فكرة استدراجه إلى العديد من الأزمات الحادة. ومع ذلك، يغيب الحل الجذري والدائم لهذه القضية المثيرة للقلق واتضح أنّ الجهود عقيمة، على المستوى الداخلي والدولي.
ومع ذلك، وضع لبنان آلية تسهل الإجراءات الإدارية التي يمكن للنازحين السوريين اتباعها لتسجيل مواليدهم. ويكمن التحدي في ارتفاع عدد هذه الولادات، سواء للنازحين المسجلين أو المهاجرين السوريين الذين دخلوا لبنان بطريقة غير شرعية. والحقيقة تبقى أنّ أي مولود غير مسجل على أنه سوري يعتبر بعد فترة معينة، “معدوم الجنسية” كما أنّ خطر اندماج أو تجنيس هذه الولادات غير المسجلة بالغ الأهمية بالنسبة للبنان.
مفوضية شؤون اللاجئين و”الاندماج أو التجنيس”
المتحدثة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان ليزا أبو خالد أكدت في حديث خاص لـ This is Beirut على أنّ “نحو 60% من الأطفال السوريين المولودين في لبنان ما زالوا بحاجة لإكمال تسجيل ولادتهم”، مشددة على أنّ “الأطفال المولودين لأبوين سوريين في لبنان يسجلون كسوريين وليس لبنانيين، وأن المفوضية لا تدعو إلى دمج اللاجئين أو تجنيسهم في لبنان”.
وأوضحت أبو خالد بعض التعقيدات التي يواجهها اللاجئون في عملية التسجيل، حيث يرتبط العائق الرئيسي بالتكلفة. وأشارت إلى أن الصعوبات الأخرى تكمن في تلبية متطلبات تسجيل المواليد بسبب فقدان الوثائق وعدم القدرة على استبدالها. ولمعالجة هذه المشكلة، “تعمل الأمم المتحدة، بالشراكة مع الحكومة اللبنانية، حسب ما أضافت، على تسهيل تسجيل المواليد”.
المتحدثة باسم المفوضية في لبنان ذكرت أن معدلات تسجيل المواليد ومعدلات الإقامة شهدت بعض “التحسن على أساس سنوي بفضل جهود شركاء الاستجابة الذين يوفرون الخدمات القانونية والتوعية”. وارتفعت نسبة تسجيل الولادات للأطفال المولودين في لبنان إلى 41% في نهاية عام 2023، بعد أن كانت 36% في عام 2022، على مستوى سجل الأجانب. وأضافت أن إجمالي تسجيل المواليد على مستوى النفوس ارتفع إلى 56% مقابل 53% عام 2022.
خطة لتسجيل هؤلاء المواليد
من جهتها، أشارت المشرفة العامة على خطة لبنان للاستجابة للأزمة علا بطرس في حديث لـ This is Beirut إلى أنّ فريق وزارة الشؤون الاجتماعية يعمل بشكل حثيث على إضافة المواليد السوريين إلى سجلات العائلات المسجلة لدى مفوضية شؤون اللاجئين. وأوضحت أن الملفات غير المكتملة تحال إلى الشركاء القانونيين لإنهاء وثائق تسجيل المواليد في مكتب السجل المدني وسجل الأجانب في المديرية العامة للأحوال الشخصية.
وأردفت: “تضمن هذه العملية الحفاظ على الهويات السورية، وتعمل على منع حالات انعدام الجنسية وحماية لبنان من المخاطر المرتبطة بالتسوية الدائمة”.
وفي العام 2015، تم تعليق تسجيل اللاجئين السوريين الجدد في سجلات المفوضية بقرار من الحكومة اللبنانية. لكن بطرس أكدت أن قاعدة بيانات وزارة الشؤون الاجتماعية ضمت منذ عام 2015 حتى اليوم، 250 ألف مولود سوري.
وأطلقت وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع شركاء مثل وزارة الداخلية والبلديات والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الخطة الوطنية لتسجيل مواليد اللاجئين السوريين واللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا. ووفقاً لبطرس، تشمل هذه الخطة الشاملة حملات التوعية والاستشارات القانونية والإحالات والمتابعة في المخيمات غير الرسمية. بالإضافة إلى ذلك، يتم تنفيذ برنامج للوصول إلى الولادات للاجئين المسجلين وغير المسجلين لدى المفوضية، بالتعاون مع المسؤولين المحليين (المخاتير) بالإضافة إلى أنشطة أخرى ذات صلة.
إجراءات التسجيل
-الحصول على شهادة الولادة من طبيب أو قابلة معتمدة.
-الحصول على وثيقة الولادة من مختار المنطقة حيث تمّت الولادة.
-تسجيل وثيقة الولادة لدى قلم النّفوس الأقرب إلى مكان الولادة.
-تنفيذ وثيقة الولادة لدى سجل وقوعات الأجانب على مستوى المحافظة لإنهاء اجراءات التسجيل.
-تصديق الوثيقة في وزارة الخارجية.
-تسجيل شهادة الميلاد في السفارة السورية في لبنان.
وتثير مسألة الولادات غير المسجلة مخاوف جدية نظراً لطبيعة ارتباطها بالتركيبة الديمغرافية في لبنان وبالتغيير الديمغرافي المحتمل لهويته، في ظل تزايد أعداد السوريين النازحين في السنوات الأخيرة. أضف إلى ذلك تراجع الولادات اللبنانية على مر السنين إلى 66866 عام 2023، حسب ما أكد الباحث في “الدوليّة للمعلومات” محمد شمس الدين.