اغتيال هنية يخيّم على مفاوضات غزة
ترجمة “هنا لبنان”
كتبت Sana Richa Choucair لـ”Ici Beyrouth“:
لم يكن ينقص مفاوضات غزة المعقدة أصلاً أي تعقيد.. فماذا سيكون مصيرها وإلامَ ستؤول الأوضاع بعد اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ليل الثلاثاء في غارة إسرائيلية في إيران، حيث كان يحضر مراسم تنصيب الرئيس الجديد للبلاد، مسعود بيزشكيان.
هذا الحدث قلب الموازين نظراً لدور هنية كشخصية رئيسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. فهو ليس أحد منظمي هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس ضد إسرائيل فحسب، ولكنه لاعب رئيسي في المفاوضات حول غزة.. مفاوضات متعثرة في الأصل منذ شهور.
أضف إلى ذلك أنّ إسرائيل وحماس كانتا تتبادلان حتى تاريخ 29 تموز، الاتهامات بتخريب مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن، من خلال فرض شروط جديدة.
وفي نيسان الماضي، قُتل ثلاثة من أبناء إسماعيل هنية وأربعة من أحفاده في غارات جوية إسرائيلية، وفقًا لمصادر حماس.
وحينها قال هنية: “أي شخص يظن أنّ استهداف أطفالي خلال المفاوضات قبل التوصل إلى اتفاق سيجبر حماس على التراجع عن مطالبها، فهو واهم”.
ولكن ما هو مصير محادثات غزة، الآن وقد قُتل هنية؟
نقلت وكالة “رويترز” البريطانية عن السياسي التايلاندي ومفاوض الرهائن السابق في غزة، أريبين أوتاراسين، قوله إنّ اغتيال زعيم حماس سيزيد من تعقيد المفاوضات وسيصعب وقف التصعيد.
وأضاف الأربعاء إن العنف سيزيد والوضع سيسوء بعد. كما أكد أنّ هذا الاغتيال خطير للغاية لأنه حدث في إيران، وهذا يؤكد أنّ خصوم حماس قادرون على تنفيذ هجوم من أي مكان.
من جانبه، رأى باراك رافيد، محلل الشؤون السياسية والخارجية في قناة “سي إن إن” الأميركية، أن وفاة هنية ستترك أثراً كبيراً على المفاوضات الجارية حول غزة، حتى لو لم يمتلك زعيم حماس أهمية عسكرية بنظر إسرائيل.
وهو يعتبر أنّ الحكومة الإسرائيلية تتعامل مع هنية باعتباره أحد المسؤولين عن هجوم 7 أكتوبر، الذي ارتكبته حماس.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية قد نقلت عن اجتماع دعا إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء “لتقييم الوضع” في تل أبيب، في قاعدة كيريا العسكرية (مقر وزارة الدفاع).
وكان إسماعيل هنية يقيم في قطر التي تستضيف المكتب السياسي لحركة حماس منذ عام 2012، بناء على طلب أميركي. لكن، وزير الخارجية أنتوني بلينكن حمل في نيسان الماضي، إلى قطر رسالة من واشنطن تدعو لطرد أعضاء حماس في حال استمرت الحركة برفض مقترحات وقف إطلاق النار.
وتشارك قطر منذ أشهر إلى جانب مصر والولايات المتحدة، في محادثات تهدف لوقف إطلاق النار في غزة.
لكن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني شكك الأربعاء في إمكانية استمرار الوساطة، وفي دور الوساطة القطرية.
ونشر على حسابه على منصة “إكس”،”إن نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة (…) يدفع للتساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟”. وأضاف إن “السلام الإقليمي والدولي بحاجة لشركاء جادين وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة.”
وسارع بلينكن للرد على التعليق من خلال الاتصال برئيس الوزراء القطري، وفقًا لما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية. وتندرج هذه المحادثة الهاتفية ضمن المحاولات المبذولة لإبقاء المحادثات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على المسار الصحيح، وفقًا للمصدر نفسه.
وبالانتظار، لا يبقى مصير غزة وحسب معلقاً، بل يلف الغموض مصير المنطقة بأكملها.. اليوم، أكثر من أي وقت مضى!
مواضيع ذات صلة :
“الجنائية الدولية” تنهي إجراءاتها ضد هنية | باقري: الرد على إغتيال هنية حتمي وإسرائيل تشعر بالخطر | نتانياهو يناور… وإيران تحتار في الرد |