الحكومة تغضّ الطرف عن أنفاق “الحزب”

ترجمة “هنا لبنان”

كتبت Joanne Naoum لـ”Ici Beyrouth“:

حث الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله في خطابه الأخير، اللبنانيين على “الإطمئنان” و”العودة إلى ديارهم” في الجنوب، مؤكداً أنّ الانتقام لمقتل فؤاد شكر، القيادي العسكري لحزب الله وكبير المستشارين لنصر الله، قد “تحقق”. ومع ذلك، لا يزال تبادل إطلاق النار المتواصل بين حزب الله وإسرائيل ينذر بخطر التصعيد.

وإلى جانب خطر التصعيد، مخاوف جديد حفزها كشف حزب الله عن وجود أنفاق تتضمن معدات عسكرية ثقيلة. فأين تقع هذه الأنفاق، ولماذا لم تتحرك الحكومة اللبنانية بعد هذا الإعلان؟ ألا يعيد هذا الوضع إلى الأذهان صدى الانفجار المزدوج في مرفأ بيروت وما يمثله من تذكير قاتم بأنّ حياة الإنسان لا تعني الكثير لحزب الله وللدولة.

الموقع المحتمل ونقل الصواريخ

ولكن أين تقع هذه الأنفاق؟ بالنسبة للمحلل رياض قهوجي، المتخصص في شؤون الأمن والدفاع في الشرق الأوسط ورئيس مركز “الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري – أنيجما”، يحتمل العثور على أنفاق حزب الله التي تحمل اسم “عماد 4″، قريباً من الحدود السورية، في وادي البقاع. وتحتوي هذه الأنفاق على صواريخ كبيرة، بما في ذلك صواريخ باليستية محمولة على شاحنات كبيرة”. كما وصف قهوجي المقيم في دبي، فيديو الأنفاق الذي نشره حزب الله بأنّه “يبدو واقعيا”.

وفي مقابلة مع Ici Beyrouth، أكد قهوجي على عدم إمكانية بناء مثل هذه المنشأة دون علم الأجهزة الأمنية اللبنانية. وأشار إلى أنّ جهازاً واحداً على الأقل كان على علم بالأمر، لكنه أبقى عليه سراً. وأوضح قهوجي: “نظراً للمعدات الثقيلة اللازمة لحفر أنفاق بهذا الحجم، ما كان بالإمكان دخول الآلات الكبيرة إلى البلاد دون علم الأجهزة الأمنية اللبنانية، التي تمتلك كلها أجهزة مخابرات”. كما أشار إلى أنه في حال بنيت هذه الأنفاق في مناطق جبلية معزولة، لما كان بإمكان المدنيين العاديين ملاحظتها.

وعن الشاحنات التي ظهرت في الفيديو مع الصواريخ الكبيرة، أضاف قهوجي إلى أنها ربما دخلت لبنان عن طريق القوارب أو براً عبر سوريا. وأضاف أنّ “حزب الله قادر على إدخال ما يشاء من معدات إلى البلاد جواً أو براً أو بحراً، وهو يفضل استخدام الموانئ السورية لمزيد من الأمان، قبل نقل البضائع براً أو نقلها مباشرة جواً من إيران”.

المدنيون في خطر والمسلحون في أمان!

النائب عن القوات اللبنانية غسان حاصباني سخر من قيام حزب الله بقلب الأدوار النموذجية للحرب، معرضاً المدنيين فوق الأرض للخطر بينما يحتمي مقاتلوه تحت الأرض، كما في غزة. وانتقد حاصباني التكتيك الذي “يمنح الأولوية للمقاتلين والعتاد على أمن المواطنين العاديين”، في بلد تعجز فيه الدولة عن حماية سكانها “لأنها لا تملك السيطرة على قراري السلم والحرب “.

نائب القوات انتقد بشدة الحكومة اللبنانية العاجزة عن تأكيد سيادتها على أرضها وخضوعها لهيمنة حزب الله، بدلاً من التصرف بشكل مستقل. وأسف لأنّ “الحكومة لم تتخذ أيّ إجراءات لحماية المواطنين من المخاطر المتعلقة بالصواريخ المخزنة على الأراضي اللبنانية”، متسائلاً: “ماذا الذي سيحدث إذا طرأ عطل في هذه المنشآت وتسبب بانفجارات؟”

وشدد حاصباني على أنّ تقاعس الحكومة يفضح خضوعها لحزب الله، متهماً بعض الفصائل الحكومية بالتحالف مع الحزب. كما تساءل إذا كانت الأجهزة الأمنية اللبنانية على علم بهذه الأنفاق، مستذكراً المقارنة بانفجار مرفأ بيروت:”بشكل عام، تستجيب قوات الأمن سريعاً للمخالفات البسيطة، فكيف تقابل هذه التهديدات الكبرى بالتجاهل؟”

ختم حاصباني منتقداً مجلس الوزراء والوزارات المعنية، وأضاف في حديثه لموقع Ici Beyrouth: “لو أنّ هناك التزاماً حقيقياً بتطبيق القانون، لتم حل هذا الملف بمساعدة القوى الأمنية المسؤولة عن وضع حد للانتهاكات”.

وكان حزب الله قد كشف عن وجود أنفاق سرية ومعقدة تحت الأرض، بعد سنين من التكهنات، في شريط فيديو مدته أربع دقائق ونصف بعنوان “جبالنا خزائننا”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us