فرنسا ولبنان: “يخلق من الشبه أربعين”!
ترجمة “هنا لبنان”
كتب Marc Saikali لـ”هنا لبنان“:
هل أصيبت فرنسا بالعدوى اللبنانية؟ لحظة! فلنترك الإجابة للتفاصيل.. حكومة تصريف أعمال فرنسية منذ أكثر من أربعين يوماً! مفاجأة؟ الفرنسيون لا يعبرون عن الكثير من المبالاة وها هم بـ 40% منهم يؤكدون في استطلاع للرأي، أن الأمر لا يعنيهم كثيراً! فهل بات الفرنسيون ينافسون اللبنانيين اليوم؟ ليس بعد، ولكنهم قاب قوسين.. فالأمر يتطلب مثابرة أكثر، فلبنان صامد بلا رئيس منذ قرابة العامين. ولا أحد يهتم حقاً.. لا أحد على الإطلاق! لا بل قد تقع حتى على من يحتفي بهذا الشلل على أساس أنه يحدّ من الفساد!
والآن، هلّا فتحنا ملف الشكوى؟ قاسم مشترك جديد بين اللبنانيين والفرنسيين الذين لا يكلون من “النق”. ولكن لحظة! اللبنانيون متقدمون على الفرنسيين. لا دولة، لا مؤسسات، ولا سجل عقاري ولا نظام مصرفي يخفف العبء ولا بنية تحتية…لا يمكن بالطبع إنكار الجهد الجبار الذي بذله الباريسيون ليعيثوا فساداً في شوارعهم خارج إطار الألعاب الأولمبية، وتنظيمهم مظاهرات سرعان ما استحالت أعمال شغب، كما لا يمكن إنكار عتمة التيار التي كادت أن تصيبهم، والتضخم المرعب والأسعار المرتفعة. ومع ذلك، لا يزالون بعيدين أشواطاً عن اللبنانيين. فالفرنسيون يمتلكون على الأقل أرصفة، وإشارات مرور (لو أنها تتعطل أحيانًا)، وقوانين (لو لم تطبق على الدوام)، ومؤسسات (فعالة خارج فترات الإضرابات). ولكن هذا ليس صادماً على أي حال، فلا يخفى على أحد أنّ لديهم دولة وعظماء خدموا الأمة. وههنا، يتفوق عليهم لبنان مجدداً!
كما تعتبر الهجرة نقطة تشابه إضافية، فالفرنسيون قلقون بشأن الهجرة! واللبنانيون أيضاً. لكن النسب متفاوتة: 350 ألفاً في فرنسا بينما فرغت الأرض اللبنانية من نصف سكانها. لبنان يفوز من جديد، وبلا منازع. وهذا ينطبق على مستوى “المناطق الحرة” .. ففي فرنسا، الحكاية في بداياتها، بينما في لبنان حدث ولا حرج! تكاد المعسكرات الفلسطينية تعلن استقلالها وتخزن أسلحة كفيلة بأن تصيب أكبر قادة فرنسا بالحسد والغيظ.
والآن إلى الفساد! يكفي القول بأنّ لبنان تفوّق على نفسه. بين الفساد والفاسدين حكاية تصفيق وحب غير مشروط! أما في فرنسا، لا شك بأنّ للفساد وجود، ولكن هل بإمكانكم تخيل أنّ كل من يلقى القبض عليه متلبساً ينتهي في السجن. نعم، نعم، بقدر ما قد يبدو الأمر مدهشًا، هذا ما يحدث فعلاً، حتى ولو أنّ الكثيرين يلوذون بالفرار.
ويبقى أنّ أعراض الوهن السياسي هذه ملموسة في كل زاوية من زوايا باريس. المخابز التي تعج بـ”الكرواسون” والمعجنات الزبدانية تجاور المطاعم اللبنانية التي تقدم الفلافل والحمص وسواها من الأطباق الشهية. لقد اعتاد الباريسي على فطور يزاوج بين “المنقوشة” و”الكرواسون”… فهل الطعام ناقل العدوى اللبنانية؟ أي ناقل آخر محتمل؟
لقد اجتاحت العدوى اللبنانية أصغر التفاصيل ولم توفر الشارع! ذات يوم وبينما كنت أهمّ بعبور الطريق على وميض الضوء الأخضر للمشاة، أطلق سائقان.. “الزمور”! البوق، تخيلوا، في شوارع باريس! اضطررت لشتمهما “باللبناني” ليدعاني وشأني! “يلا” يا أصدقائي.. “بعد في شوي”.. أنتم قاب قوسين أو أدنى..
مواضيع ذات صلة :
دولة تمنح 34 ألف دولار للمهاجرين كي يغادروا أراضيها! | ألمانيا توسّع المراقبة الحدودية لمكافحة الهجرة | على وقع طبول الحرب حالة “سكيزوفرينيا” يعيشها المغتربون بين السفر والبقاء في لبنان |