23 أيلول.. اليوم الأكثر دموية منذ الحرب الأهلية

ترجمة هنا لبنان 25 أيلول, 2024

كتبت Sana Richa Choucair لـ”Ici Beyrouth”:

عملية “سهام الشمال” العسكرية التي أطلقتها إسرائيل ضد لبنان في 23 أيلول هي الأكثر دموية منذ نهاية الحرب الأهلية. وحسب وزارة الصحة اللبنانية، بلغت حصيلة الضحايا في يوم واحد فقط 558، بينهم 35 طفلاً و58 امرأة، و1835 جريحاً.

الجيش الإسرائيلي أعلن أنه ضرب، حتى وقت متأخر من مساء الاثنين، 1600 هدف لحزب الله في جنوب لبنان وسهل البقاع. وحتى ذلك الحين اقتصرت الضربات الإسرائيلية على الجنوب والبقاع، مع هجمات متفرقة على الضواحي الجنوبية لبيروت، وتوسعت رقعة الضربات الاثنين لتشمل مناطق لبنانية جديدة.

الصواريخ الإسرائيلية أصابت المناطق الجبلية في قضاء كسروان (قرطبا وميروبا) وجبيل (إهمج واللقلوق). ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات حيث أن هذه المناطق غير مأهولة.

المستشفيات تخطّت طاقتها الاستيعابية
وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس أبيض وصف هذا اليوم بـ “الأكثر دموية”. وقال إن 27 مستشفى في أنحاء البلاد تخطت طاقتها الاستيعابية واستقبلت أعداداً هائلة من المرضى. وعلى المستوى الدولي، إدانات بالجملة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أعرب عن قلقه البالغ إزاء عدد الضحايا في صفوف المدنيين. وبدوره، أسف مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لما يحدث معتبراً أننا “على مشارف حرب شاملة”. فلماذا كل هذه المخاوف وما هو حجم الهجمات مقارنة بالعمليات العسكرية السابقة؟
نطاق غير مسبوق
وتعيد أحداث اليوم إلى الذاكرة حرب تموز التي استمرت 33 يومًا والتي وضعت حزب الله بمواجهة الجيش الإسرائيلي، في الفترة ما بين 12 تموز و14 آب 2006. حينها، اندلعت الحرب في أعقاب قيام حزب الله باختطاف جنديين إسرائيليين. وشنت إسرائيل حرباً على لبنان، دمرت على أثرها البنية التحتية للبلاد بشكل كبير وقصفت الطرق والجسور والمطارات والمرافئ والمصانع ومستودعات المحروقات.
ولكن على الرغم من ضخامة حرب تموز، لم تسجل أعداد الضحايا كما في 23 أيلول.. ففي يوم واحد، قتل ما يعادل نصف عدد الضحايا المسجلين خلال أكثر من شهر من الحرب في العام 2006.
وفي سياق الأرقام أيضاً، مقارنة تفرض نفسها مع عملية “عناقيد الغضب” في العام 1996، حيث نفذت إسرائيل 1100 غارة خلال 16 يومًا. والمفاجئ هنا أيضاً أنّ إسرائيل شنت العدد نفسه من الغارات.. ولكن في 23 أيلول وحده.
وشهدت هذه العملية مجزرة صنفتها الأوساط العسكرية ضمن الأعنف في القرن العشرين: مجزرة قانا في 18 نيسان 1996، حيث استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي في ذلك التاريخ مجمعاً للأمم المتحدة في قانا (قضاء صور)، لجأ إليه نحو 800 شخص. في ذلك اليوم، فقد 106 أشخاص حياتهم. وللمفارقة، تسببت الغارات في 23 أيلول بخسارة أرواح تساوي 5 أضعاف.
وحينها أيضاً، وعد رئيس هيئة الأركان العامة آنذاك الجنرال دان حالوتس بـ “إعادة لبنان خمسين عاماً إلى الوراء”. واليوم، بعد 23 أيلول، لا يسعنا إلا التساؤل عن الثمن الذي ستدفعه البلاد في العام 2024.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us