كيف انتقل فيروس كورونا إلينا؟
وفقًا لمسودة تقرير الفريق الدولي المشترك لمنظَّمة الصحَّة العالميَّة «يرجَّح أن فيروس كوفيد- 19 قد انتقل إلى البشر من خلال الحيوانات، على كونه تسرَّب من المختبر. ويبدو أنه لا يوجد حتى الآن دليل على انتشار الفيروس في وقت أبكر من حين ملاحظته. مع احتمالية كونه بدأ في الانتشار لمدة لا تزيد عن شهر أو شهرين أواخر عام 2019م».
يقدم التقرير أربعة مصادر محتملة للفيروس: السيناريو الأكثر ترجيحًا هو احتضانه من قبل حيوانٍ وسيط، ربما حيوان برِّي تم صيده ثم تربيته في مزرعة. لكن التحقيق لم يعثر على الحيوان الذي التقط العدوى من الخفاش، الذي يُعتبر المصدر الأصلي الأكثر احتمالًا للفيروس، وأما الاحتملات المرجحة الباقية فهي إما عبر التحوُّر من فيروس السارس (SARS-CoV-2) والانتقال المباشر من أحد الحيوانات الحاملة لمثل هذا الفيروس المشابه كالخفافيش أو آكل النمل. أو فرضية الانتقال من الأطعمة المجمَّدة، ويبقى احتمال حدوث ذلك عبر التصنيع المخبري أمراً مستبعداً.
فقد استبعد التقرير رأي مدير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية د. روبرت ريدفيلد الذي يرى أن الفيروس قد صدر من المختبر. فقد جاء في التقرير أنه “لا يوجد سجل للفيروسات وثيقة الصلة بـ SARS-CoV-2 في أي مختبر قبل ديسمبر 2019. و”في ضوء ما ورد أعلاه، تم اعتبار الأصل المختبري للوباء أمرًا مستبعدًا للغاية.” الأمر الذي أكده باحثون مستلقون منذ شهور. فالأرجح انتقاله بشكل طبيعي من الحيوانات – كما حدث مع فيروس السارس الذي أصاب 8000 شخص على مستوى العالم في 2002-2004 قبل إيقافه.
ويشير التقرير إلى أن الأطعمة المجمَّدة ليست أيضًا مصدرًا محتملًا. “فلا يوجد دليل قاطع على انتقال الفيروس عن طريق الغذاء، كما أن احتمالية تلوُّث سلسلة التبريد بالفيروس من الخزان منخفضة للغاية”. كذا دور سوق المأكولات البحرية “هوانان” في “ووهان” غير واضح أيضًا. فمن المحتمل أن السوق لم يكن المصدر الأصلي لتفشِّي المرض، لكن الحشود التي تجمَّعت في السوق – بشكل مكتظ وبأسقف مغلقة ومجاري مفتوحة – ربما تكون قد ضاعفت من انتشار الفيروس. فقد أدى أخذ العينات في السوق إلى ظهور الفيروس على الأسطح ولكن ليس في العينات المأخوذة من الحيوانات أو الأطعمة المباعة في السوق. ويوصي التقرير بإجراء مزيد من الاختبارات لعيَّنات الدم المأخوذة وتخزينها قبل اندلاع المرض الأول في كانون الأول، وإجراء المزيد من الاختبارات على الحيوانات من جنوب شرق آسيا، والمزيد من الدراسة المتعمَّقة للتجمَّعات الجماهيرية التي كان من الممكن أن تساعد في انتشار الفيروس.
التقرير الذي كتبه فريق دولي مشترك مؤلف من 17 خبيراً صينياً بالإضافة إلى 17 خبيراً من دول أخرى، ومنظمة الصحة العالمية، والشبكة العالمية للإنذار بتفشي الأمراض والتصدي لها (GOARN) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE) بالاضافة لمشاركة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FOA) بصفة مراقب. جاء فيه: «عقب الاجتماعات الأوليَّة عبر الإنترنت، أٌجريت دراسة مشتركة على مدار 28 يومًا من 14 كانون الثاني إلى 10 شباط 2021 في مدينة “ووهان” بجمهورية “الصين الشعبية” وقد «فحصت مجموعة العمل الوبائيَّة عن كثب إمكانيات تحديد الحالات المبكرة لـ COVID-19 من خلال دراسات من مراقبة تقارير أمراض الجهاز التنفسي في “ووهان” وحولها في أواخر عام 2019″. ” واستندت أيضاً إلى بيانات المراقبة الوطنية لنتائج الفحوصات المخبرية للمرض وتقارير عن مشتريات صيدليات التجزئة لمضادات الحمى، وأدوية البرد والسعال وغيرها… ولم يكن في أي من هذه الدراسات دليل تفشِّي المرض قبل ملاحظته. بينما يقترح التقرير إجراء مزيد من الفحوصات في المزارع كمصدر محتمل للفيروس. وجاء في التقرير أنه “على الرغم من العثور على أقرب الفيروسات ذات الصلة في الخفافيش، فإن المسافة التطوريَّة بين فيروسات الخفافيش وفيروس (SARS-CoV-2) تقدَّر بعدَّة عقود، وبالتالي ينفي أي رابط بينها”. وأشار التقرير إلى أن الحيوانات مثل المنك والأرانب معرضة للفيروس كذا المزارع والمراعي تعتبر بؤر للفيروسات.
وبدورها قالت السكرتير الصحفي للبيت الأبيض الأمريكي “جينيفير ساكي”: “إن التقرير قيد المراجعة من قبل وكالات الحكومة الفيدراليَّة، بما في ذلك مركز السيطرة على الأمراض، وإدارة الغذاء والدواء، والمعاهد الوطنيَّة للصحة وغيرها. وقالت ساكي: «إن خبراء الصحة العامة هؤلاء سيراجعون هذا التقرير بشكل مكثَّف وسريع.« وأضافت: «سننتظر حتى تنتهي المراجعة. لقد أوضحنا أن التحقيق المستقل والسليم من الناحية الفنيَّة هو ما نركِّز عليه، وبمجرد مراجعة ذلك سيكون لدينا تقييم للخطوات إلى الأمام..وإن الولايات المتحدة تتواصل مع حلفائها “لمشاركة مخاوفنا المستمرة، والتي ذكرناها في الماضي بشأن العملية وتحليلنا العلمي للتقرير نفسه”.
المصدر: CNN
By Maggie Fox and Sandi Sidhu
ترجمة “هنا لبنان”
مواضيع ذات صلة :
يتميّز بعدد كبير من الطفرات.. اكتشاف نوع جديد من فيروس كورونا في المملكة المتحدة لأول مرّة! | التهاب التأمور.. اضطراب بغشاء القلب يسبب ألماً بالصدر | استعدادا للخريف… لقاحات كورونا الى الواجهة من جديد |