“الميدل إيست” وضغط الهروب الجماعي

ترجمة هنا لبنان 27 أيلول, 2024

ترجمة “هنا لبنان”

كتبت Vanessa Kallas لـ”Ici Beyrouth“:

الرحيل أم البقاء؟ سؤال لا يفارق أذهان اللبنانيين في ظل الهجمات الإسرائيلية التي طالت مناطق عدة، والتي تسببت بمقتل المئات وإصابة الآلاف ونزوح عشرات الآلاف.

ولعل الإجابة باتت واضحة بالنسبة لغالبية اللبنانيين: غادروا لبنان إن أمكن.. فلا يزال هناك متسع من الوقت. ومع ذلك، الخروج ليس بهذه السهولة مع قيام أكثر من 30 شركة طيران، مطلع هذا الأسبوع بإلغاء رحلاتها مما أثقل حمل طيران الشرق الأوسط (MEA) الوطنية.. البوابة الوحيدة للرحيل.

قصص واقعية: عدم اليقين

اضطرت اللبنانية ميراي وزوجها الفرنسي فرانك لحجز رحلة على متن “الميدل إيست” (MEA) بعد إلغاء رحلتهما الأولية مع شركة طيران فرنسية. وتروي لـ Ici Beyrouth، “كان يفترض بنا المغادرة في 29 أيلول بعد أن وصلنا بيروت من فرنسا في 7 أيلول على متن Transavia. لكن الرحلة ألغيت وتركنا أمام 3 خيارات: إعادة جدولة الرحلة أو الاحتفاظ بالتذكرة للاستخدام المستقبلي، أو استرداد المبلغ المدفوع، مع الإشارة إلى أنّ ذلك يعني تأخير السفر حتى 10 تشرين الأول. وعلى الرغم من أننا حجزنا رحلة للثاني من تشرين الأول، نعيش حالة من عدم اليقين، حسب ما تضيف. “لسنا متأكدين حتى من قدرتنا على المغادرة. نود الرحيل في أسرع وقت ممكن. نحن خائفون من أن نعلق هنا.” وبدوره، يتمسك فرانك بالعودة لاعتبارات تتعلق بوظيفته.

الوضع الاقتصادي عائق أيضاً

وإلى جانب عدم اليقين، عائق آخر يتمثل بتكاليف السفر، حيث بيعت التذاكر سريعاً ولا يتبقّ إلّا تلك الخاصة مثلاً بدرجة رجال الأعمال. يشرح فرانك: “لم أتمكن من العثور على تذاكر بسهولة. جميع الرحلات الجوية المباشرة إلى فرنسا مكتملة ولم أستطع شراء تذكرة بدرجة رجال الأعمال بقيمة 2000 دولار عبر القاهرة، لكني عثرت على رحلة تكلف 535 دولارًا عبر أثينا. لا تزال التذكرة باهظة الثمن، ولكني مطمئن على الأقل”.

أما تعويض فرانك من ترانسافيا فلن يغطي سوى نصف التكاليف الإضافية التي سيتحملها للعودة إلى دياره. “قلما يهم ذلك، فلا خيار لدينا. إما أن نبقى في لبنان وأواجه خطر الطرد، وإما أن أدفع مبلغاً أكبر للمغادرة”.

الطلب الزائد وقدرة MEA

وتواجه شركة طيران “الميدل إيست” مئات الحالات المماثلة كل يوم. وإذ أكد أحد الموظفين لموقعنا على بذل الشركة قصارى جهدها لمساعدة المسافرين، يبقى الوضع مرهقًا.

وحسب الموظف، الذي فضل عدم الكشف عن هويته: “أضفنا رحلات إضافية إلى الرياض ولارنكا واسطنبول والدوحة، ونسيّر ما بين 4 أو 5 رحلات يوميًا لاستيعاب المسافرين الذين تركتهم الشركات الأخرى”.

ولمواكبة هذا الضغط، تعمل أطقم الطيران لوقت إضافي بينما تستمر إدارة طيران الشرق الأوسط بالعمل ضمن الساعات المعتادة. وعلى الرغم من أنّ العمل الإضافي مدفوع، لا يزال الضغط هائلاً.

هدوء في المطار

وعلى الرغم من زيادة الطلب على تذاكر السفر، تظهر مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي المطار فارغًا بشكل استثنائي. وتعزو شركة طيران الشرق الأوسط ذلك إلى جداول رحلاتها. ووفقاً للموظف: “لا ركاب بعد منتصف الليل ومعظم الرحلات الجوية مبرمجة في الصباح أو في وقت مبكر من بعد الظهر”.

واتخذت شركة طيران الشرق الأوسط إجراءات احترازية الشهر الماضي حيث نقلت الرحلات المرتقبة في الساعة 4 أو 5 صباحًا إلى الساعة 8 صباحًا. وطمأن الموظف إلى أنّ “أي تأخير أو تأجيل إنما يطرأ بما يضمن سلامة المسافرين”.

شركة طيران الشرق الأوسط تشغل 16 طائرة حالياً، بينما الطائرات المتبقية خارج لبنان. وتستغرق أطول رحلاتها نحو خمس ساعات، وتشمل وجهاتها أبيدجان ولاغوس وأكرا والرحلات لوجهات أبعد مثل الولايات المتحدة أو كندا تبقى غير مباشرة.

أما اللبنانيون فيعبرون عن فخرهم بشركة الطيران الوطنية التي تواظب على عملها على الرغم من كل التحديات. ومع ذلك، في ظل التطورات المستمرة، يطرح السؤال: إلى متى ستتمكن “الميدل إيست” من تسيير رحلات إضافية في حال مددت شركات الطيران الأجنبية تعليق رحلاتها إلى بيروت؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us