الفوز للجميع.. والخسارة للبنان وحده!
ترجمة “هنا لبنان”
كتب Marc Saikali لـ”Ici Beyrouth“:
يكاد يخيل لمتابعي خطاب نعيم قاسم، الرجل الثاني في حزب الله، أنه لم يتبقّ إلّا القليل حتّى تُقرع أجراس النصر! ففي الخطاب، معاناة النازحين قطعة مكملة للوحة التضحية من أجل “القضية الفلسطينية”.. المعنويات مرتفعة أكثر من أي وقت مضى والإسرائيليون أسرى الفوضى والضياع. ومع ذلك، الصورة مغايرة تماماً في المقلب الآخر والمسؤولون في الشمال يبشرون بعودة قريبة. فأي نسخة أقرب للواقع؟ ومن نصدق؟ لا أحد في الواقع.. لأن المخاطر كبيرة لدرجة تعصى معها السيطرة على الوضع حقًا.
أما في الداخل اللبناني، استحال مطار بيروت بؤرة للمصائب والضجيج لا يهمد بين المتسابقين للمغادرة على متن الطائرات وعمليات الإجلاء المتسارعة للمواطنين الأجانب و”باليه” المساعدات الطبية.
هكذا هو لبنان اليوم: 1.2 مليون نازح ودمار غير مسبوق وأكثر من ألفي قتيل على الأقل حسب الإحصاءات الرسمية. أما خطط الطوارئ الحكومية وإن توفرت على الورق، فغير متلائمة مع متطلبات الوضع. نواب البلد في حركة مكوكية داخل حلقة مفرغة، لا تثمر عنها أي تسمية لساكن بعبدا الجديد. وعلى الرغم من الحرب، لا وحدة وطنية ولا تقدم حيوي. يبدو أن التوقيت غير مناسب. والحال سيان بالنسبة لوقف إطلاق النار.. التوقيت غير مناسب أيضا. أما الدبلوماسية الدولية فتقتصر على العمل الإنساني. فماذا تراه سيحدث تاليا؟
يبدو أن إيران متمسكة بالورقة اللبنانية، على الرغم من أن دعم طهران لوكلائها شحيح للغاية، وعلى الرغم من بعض الأصوات الخجولة التي بدأت داخل الطائفة الشيعية نفسها، بالتشكيك في جدوى وحدة الجبهات والساحات. وبغض النظر عن حجج أصحاب هذه الفلسفة، ليس من الواضح أنّ هذه الفلسفة قادرة على إنقاذ غزة. ولكن الأكيد مع ذلك، هو أنها أتاحت تدمير لبنان.
وماذا عن السؤال المطروح أعلاه، قد تقولون.. فماذا تراه سيحدث تالياً؟ يبدو أن قاعدة “شفرة أوكام” هي الأمثل في هذا السياق. ويوصي هذا المبدأ المنطقي باعتماد التفسير الأبسط وتجنب مضاعفة الفرضيات. هكذا إذا، الأمور ذاهبة نحو الأسوأ على الأرجح والإسرائيليون يميلون للهجوم البري في نهاية المطاف. ومن المرجح ألا يكسر الجمود الرئاسي وألا ينتخب القادة اللبنانيون رئيساً، علما بأنّ هذا أقل ما يدينون به للوطن.
الدم والدموع.. هذا ما وعد تشرشل به شعبه. وبهذه الوعود، أطّر النصر على البربرية النازية. ولعل المشكلة في لبنان تكمن في “أفاتارات” تشرشل بأشكالها المختلفة: تشرشل بعمامة وتشرشل بـ”كرافات”.. نسخ عن تشرشل في كل مكان! الدم والدموع.. لا أكثر ولا أقل. ولا أحد يمتلك ما يلزم.. لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى!
مواضيع ذات صلة :
بو حبيب إلى روما لحشد الدعم | الجيش يضبط المطار: نموذج سيعمم على كل لبنان | يعرف بـ”الشبح”.. من هو طلال حمية التي أعلنت إسرائيل استهدافه بغارة البسطة الفوقا؟ |