ماذا حلّ بالفصائل الفلسطينية المسلحة؟

ترجمة هنا لبنان 31 تشرين الأول, 2024

كتب Marc Saikali لـ“Ici Beyrouth”:

منذ الشرارة الأولى لـ”جبهة الإسناد” الشهيرة، وأصوات كل الفصائل الفلسطينية ترتفع لتتبنى بشكل دوري إطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل “نصرة لغزة ودعماً لها”.
ولكنّ هذه الأصوات نفسها خفتت منذ بضعة أسابيع، ولم يبقَ سوى صمت مطبق.. كأنها اختفت تماماً! حماس والجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى… وتلك المجرة الفلسطينية المسلحة بأكملها.. كلها أوقفت أنشطتها من جنوب لبنان. يقال إنّ “في العزلة راحة” أليس كذلك؟ في هذه الحالة، لا بد وأنّ كل هذه التنظيمات التي “انعزلت واعتزلت” بهذا القدر، لا تنعم بالراحة فحسب بل بحالة من النشوة.
عدا عن ذلك، يعكس الواقع مفارقة لافتة، فقد بات اللبنانيون لاجئين داخل بلدهم نفسه. وها هم يدفعون ثمن الاستراتيجية الإيرانية، بينما نجت مخيمات اللاجئين. الأمر مثير جداً للفضول. ومع ذلك، ترزح هذه المخيمات، تلك المناطق الخارجة عن القانون، تحت وطأة السلاح. وفيها ينعم مطلقو الصواريخ “بالعزلة” بانتظار مرور العاصفة.. عاصفة من حديد ونار تأكل لبنان بينما يتفرج “إخوته المدعومين” منذ البداية. وماذا عن مبدأ التضامن الذي قيل عنه الكثير؟ وماذا عن وحدة الساحات؟ إلى غياهب النسيان! ما قيمة كل تلك الوعود؟ هل تتطلع الجماعات الفلسطينية المسلحة لفرصة أفضل للتحرك؟ والأمر أسوأ بالنسبة للشعارات الفارغة التي بيعت لجماهيرهم. فلننتهج بعض الواقعية ونوقف هذا التهور. هذا منطقي بعض الشيء. ولكن ما أبعدهم عن الإستلهام من الواقع والمنطق.
والأسوأ من ذلك، لا تشعر حماس بأنها غير معنية بالحرب التي تشنّ باسمها في لبنان فحسب، بل تعمل بمفردها أيضاً. وهكذا، تتوالى الوفود إلى قطر للتفاوض على وقف لإطلاق النار في غزة والتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن. ولكن ماذا عن لبنان؟ وأي لبنان هو ذاك؟ يبدو حتى أنّ المفاوضات بلغت مراحل متقدمة جدًا.
ربما تقتضي الفكرة بمنح مكافأة صغيرة لإدارة بايدن التي استثمرت نفسها بجد منذ 7 أكتوبر. وبهذه الطريقة أقله، يمكن للإسرائيليين ولحماس التبجح أمام كامالا هاريس إن فازت بالانتخابات، وادعاء الفضل بالتوصل إلى صفقة حول غزة مهما كانت واهية أو مؤقتة. أليس من الأفضل تأمين الخطة “باء”؟
أما في لبنان فالوضع مختلف تماماً. وهنا، يبدو أنّ مسؤولي “المقاومة” الذين لم تتزعزع قناعاتهم، ظاهرياً على الأقل، نجحوا بتحقيق إنجاز واحد: إقناع جمهورهم بضياع الإسرائيليين في الجنوب وعجزهم عن غزو البلاد. ومع ذلك، في الكواليس، يبدو أنّ حزب الله قبل أخيراً بما كان يعارضه من زمن، أي التنفيذ الصارم للقرار 1701 وإنهاء وحدة الساحات الشهيرة. أما إيران، وعلى الرغم من الخطابات النارية المعدة للاستثمار الداخلي، فتدير ظهرها على أمل تجنب هجوم إسرائيلي جديد.
وعلى الأرض اللبنانية، يواصل بنيامين نتنياهو ضرب حزب الله وقواعده وأسلحته وأمواله وقادته دون أي نية للتوقف. ويكاد يفكر حتى بتوسيع نطاق عملياته البرية. وصولاً إلى نهر الأولي؟ ربما. ولكن في هذه الحالة، كيف ستتصرف الفصائل الفلسطينية التي لا تعد ولا تحصى داخل المخيمات؟ إطلاق الصواريخ ربما نصرة لغزة؟ ولكن.. هل ستنطلي هذه الحجج بعد على أحد؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us