لاريجاني.. عُد أدراجك!
ترجمة “هنا لبنان”
كتب Marc Saikali لـ”Ici Beyrouth“:
قد يأتي وقع هذا العنوان صادماً بعض الشيء خصوصاً في بلد شهير بكرم الضيافة. لكن زيارة علي لاريجاني مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، كانت أشبه بجلسة ضيف ثقيل.. يأتيك بلا دعوة ويرهقك دون أن يلوح موعد الرحيل في الأفق..
وعلى الرغم من ذلك، وعلى افتراض أنه حلّ وقد بسط ذراعي الكرم للمساعدات الإنسانية وأتى محملًا بحقائب تفيض بالدولارات، لا بد من التنويه بأنّ إعادة بناء عشرات الآلاف من المنازل التي دمرت بسبب أخطاء بلاده الاستراتيجية المتتالية تتطلب 5 مليارات دولار على الأقل.. ومن يدري؟ ربما سيفتح له النازحون الذين فقدوا كل شيء تماماً، أبواب الترحاب على مصراعيها!
وبغض النظر عن حسن النوايا، يبقى الشك مشروعاً.. فقد حط لاريجاني في دمشق التي شهدت، طبعاً من قبيل الصدفة، غارات إسرائيلية عنيفة للغاية مساء الخميس.. وها هو قادم ليشجع اللبنانيين على المواظبة على التضحية وتقديم أنفسهم وقوداً للنار كرمى لمجد إيران.. في هذه الحالة، فليحتفظ بخطابه الحربي وليوجهه إلى زملائه في طهران.
ربما يسجل له أنه ليس من الصقور (علماً بأنّ الغموض يسود الفارق الدقيق بين الحمائم والصقور في الإمبراطورية الفارسية). كما قوبل ترشحه للانتخابات الرئاسية الأخيرة بالرفض بسبب قلة الحماس الثوري. وهذه نقطة تحتسب لصالحه.
ولكن على أي حال، لقد فاض الكيل باللبنانيين وآخر ما يحتاجون إليه اليوم، دعوة جديدة لمواصلة القتال الذي يأتي على بلادهم بالدمار، ببسالة. وما عاد الأمر خفياً على أحد! إيران ستكون أحد المفاوضين الرئيسيين حول مستقبل لبنان. هذه حقيقة، سواء أعجبنا الأمر أم لا. ومن الضرورة بمكان ما أن يشرح المسؤولون اللبنانيون الذين سيجتمعون بلاريجاني بوضوح، أنّ لبنان ما عاد يرغب بأن يكون كبش فداء للجمهورية الإسلامية. وأكثر من ذلك، بإمكانهم أن يستفيضوا بوعود الدعم الرمزي والمعنوي في اليوم الذي ستذهب فيه إيران إلى الحرب.
وللعلم أخيراً، لاريجاني عضو في مجمع تشخیص مصلحة النظام منذ عام 2020! نعم هذا المجمع موجود بالفعل. فلنأمل بالتالي أن يأتي محملًا بكل ملفات ذلك التشخيص الذي تفتقر إليه بلاده على ما يبدو!
مواضيع ذات صلة :
راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | الدفاع المدني جهاز بمساحة الوطن واستهدافه في الحرب يصعب مهماته | مقترح وقف إطلاق النار: تفاؤل لبناني! |