Ici Beyrouth: ثلاثة أعوام على البداية!

ترجمة هنا لبنان 21 تشرين الثانى, 2024

كتب Marc Saikali لـIci Beyrouth:

منذ ثلاثة أعوام وتحديداً في 21 تشرين الثاني 2021، انطلقت منصاتنا الإعلامية في خضم أزمة غير مسبوقة ومتعددة الأبعاد. أعلنا منذ البداية عن خط تحريري واضح لا نحيد عنه: السيادة حتى الرمق الأخير.. في جميع المجالات وعلى الرغم من كل الصعوبات والعراقيل.
واخترنا لرسالتنا هذه إسم “Ici Beyrouth” المستلهمة من “هنا لندن” (Ici London) التي ارتبطت على موجات الأثير، بمقاومة الجنرال ديغول، ضد الهمجية النازية المسيطرة آنذاك في أوروبا.
واليوم، بعد مرور 3 أعوام، باتت منصاتنا الإعلامية أساسية في المشهد اللبناني كما في الشتات وفي العالم الفرنكوفوني. Ici Beyrouth علامة فارقة ومقالاتنا وتقاريرنا المصورة وبرامجنا الإذاعية والتحليلية تحظى بتقدير الجميع وثقتهم.. ولذلك، نحفظ لهم كل الشكر والعرفان. وعلى الشبكة العنكبوتية، قائمة “متابعينا” تستمر بالنمو والتفاعل مع فريقنا التحريري المميز والذي يضم صحفيين من لبنان ومن مختلف بقاع العالم.
” Ici Beyrouth” كرست نفسها منذ اليوم الأول للدفاع عن استقلال لبنان الكامل والحقيقي.. عن لبنان العيش المشترك والتسامح وحرية التعبير والتفكير النقدي… وعن كل تلك القيم التي يخشاها السماسرة الطامحون لبيع الدولة بالتجزئة.
لقد صدقنا.. ولات ساعة مندم!
لقد رفعنا الصوت ونددنا منذ اليوم الأول بالانحياز للمحور الإيراني.. هذا الإنحياز والخنوع غير الطبيعي الذي كلفنا غالياً والذي أغرق البلاد في الهاوية.
لقد صدقنا.. ولات ساعة مندم!
كم كتبنا وكم نادينا منذ اليوم الأول بحصر السلطة بيد الجيش اللبناني.. وحده من يدافع عن لبنان. وكم رفضنا وجود أكثر من جيش على أرضنا، كل بأجندته الخاصة! كم هو مؤلم أن نرى ما آلت إليه حالنا اليوم بسبب حفنة من المتهورين غير الشرعيين…
لقد صدقنا.. ولات ساعة مندم!
لقد دافعنا منذ اليوم الأول عن انفتاح لبنان على الغرب وعلى العالم العربي، وتحديداً على دول الخليج، كي لا نصبح منبوذين.. وماذا أصبحنا سوى ذلك؟
لقد صدقنا.. ولات ساعة مندم!
لقد سلطنا منذ اليوم الأول الضوء على خطورة التفكيك المتعمد للمؤسسات وتجريد الدولة من سيادتها للإمعان بالسيطرة والقضاء عليها. وها نحن اليوم شهود على الشلل المؤسساتي بأشنع أشكاله. المواطن ما عاد يستفيد من أي خدمة ولو بالحد الأدنى في دولة منهارة، لا بل أقرب إلى ظل دولة.
لقد صدقنا.. ولات ساعة مندم!
منذ اليوم الأول، حذرنا من الاتفاقيات الصورية مع صندوق النقد الدولي ومن تدمير النظام المالي وإنشاء بنوك المحسوبية ومن التخلف عن سداد سندات اليورو (اليورو بوندز) في سياق حل الأزمة الاقتصادية. وكم حذرنا من الشبكة المالية الموازية غير القانونية والتي يكتنفها كل الغموض. كم كررنا أنّ مفتاح الحل يكمن في مكافحة الفساد المستشري واستعادة الأموال المهدورة التي اختلسها بعض القادة السياسيين الخارجين عن القانون، على مدى عقود.
لقد صدقنا.. ولات ساعة مندم!
عشية الاحتفال الأليم بالذكرى السنوية لاستقلالنا، كم نحتاج لتلك الصحوة! وكم يدرك العالم ما ينفرد به اللبنانيون من رغبة مبهرة بالمقاومة، وهو ما لا يفهمه مراقبون كثر في الخارج. ذلك أنّ هذا الوطن المضطهد والمعذب يجري في عروق اللبنانيين.. وبمقدور هؤلاء تحويله إلى لؤلؤة العالم. نعم! أمام كل هذا الوفاء، لا مستحيل. جلّ ما يتطلبه الأمر، تلبية بعض الشروط الأساسية.
وباكورة العمل، انتخاب رئيس حقيقي للجمهورية في أسرع وقت، وتعيين حكومة تسعى لمصلحة الشعب وممارسة العدالة بشكل محايد بعيداً عن الزبائنية السياسية، وحل جميع الميليشيات وحصر السلطة بيد الجيش والقوى الأمنية، لفرض القانون وسيادته وإتمام الإصلاحات اللازمة لإعادة إطلاق اقتصاد الثقة… ربما تبدو هذه الحلول مبتذلة لفرط تكرارها. ولكن الحقيقة تكمن في عدم المبادرة أصلاً للتطبيق. فهل من مبادر؟
إذا أفلح لبنان، بمعجزة من المعجزات، بالتغلب على وابل التحديات التي فرضت عليه، ربما تفتح أبواب العودة أمام أطفالنا وأصدقائنا وإخواننا وأخواتنا وعائلاتنا… ومن يدري؟ ربما تشرق الشمس من جديد على جبين بلاد الأرز..ربما ينهض من جديد.. “هنا لبنان” الذي تليق به الحياة!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us