غزة ولبنان: وجهان لـ”مطارق” واحدة!
ترجمة “هنا لبنان”
كتب Marc Saikali لـ “Ici Beyrouth“:
على الرغم من أنّ السياق اللائق يجبرنا على الكلام عن “المعارك” التي تتشابه بين غزة ولبنان، إلا أنّ الحقيقة العبثية على بُعد حرف واحد.. هي فعلياً “المطارق” نفسها، التي تنهال عليها وتثقل بضغوطها كاهل الاثنين دون هوادة.. لا بل وبوتيرة أثقل كما بدا في لبنان عقب مشاورات الموفد الأميركي، آموس هوكشتاين ومؤتمره الصحفي الدبلوماسي. والرسالة واضحة: نحن بعيدون كل البعد عن الهدف، والصدى جلي في استئناف الغارات الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ من لبنان.
وفي الأصل، يكفي وضع المشاعر جانباً وانتهاج فلسفة ديكارتية للمنطق، لتتضح الصورة بشموليتها: وقف إطلاق النار حلم بعيد المنال. أقله، في الوقت الراهن. ذلك أنّ الخيوط في كواليس مسرح الدمى البيروتي، تسحب من مراكز أخرى، وصناعة القرار تتم في إسرائيل وإيران.
ولنجب فعلياً على السؤال حول نية وقف إطلاق النار، بدءا بإسرائيل. ما الذي قد يدفع ببنيامين نتنياهو لإيقاف الحرب بينما يمتلك كل الأسباب للتشبث بها؟ وها هو جيشه يتقدم أكثر فأكثر كل يوم خلافاً لروايات حزب الله. وها هم جنوده يمعنون في الذهاب والإياب كما يحلو لهم وليس بما تمليه الظروف. ومن ثم، هل نتنياهو مستعد حقاً لمنح جو بايدن هدية بهذا الحجم في أيامه الأخيرة في البيت الأبيض بينما يكاد يمسك اعتباراً من 20 يناير بحرية غير محدودة و”كارت بلانش” أميركي؟
وماذا عن إيران؟ لماذا تستعجل أصلاً و”المطارق” لا تنهال عليها؟ وبأي منطق قد تغامر بارتكاب خطأ استراتيجي بينما تعتقد أنها تضغط بذكاء من خلال بيادقها. في النهاية، أولئك الذين يقتلون يحملون الجنسية اللبنانية وليس الإيرانية.. ههنا، لا مشكلة بالنسبة لطهران. ومن ناحية أخرى، ينتظر النظام الإيراني وصول ترامب وربما التفاوض على لبنان أو ما قد يتبقى منه مقابل بقاءه.
أما حزب الله فما عاد سيد قرار.. حتى أن نوابه غائبون عن الساحة، لدرجة أنّ زعيمه الجديد اضطر لإلغاء خطابه المقرر بالتزامن مع زيارة هوكشتاين. وأي خطاب هذا! كل يغني على ليلاه والخطاب لم يتقاطع مع نتائج المشاورات. في النهاية، تلك هي مشكلة الخطابات المسجلة.. أليس البث المباشر أفضل؟ ولكن مهلاً! حتى في هذا السياق، يفتقر الحزب للقرار ودرجة الشعور بالخطر تملي عليه القوانين.
وماذا عن مضمون الخطة الأميركية لإنهاء الحرب، بشكل مؤقت أم لا؟ كالعادة في بيروت، الكل يؤكد على تفرده بنسخة من الوثيقة السرية الحقيقية.. والسيناريوهات ما أكثرها! جنرالات أميركيون وفرنسيون يراقبون آلية تنفيذ الاتفاق، وجنود مصريون وأردنيون ومنح حرية المناورة لإسرائيل، وسيطرة الغرب على الموانئ وعلى المطار… وفي الحقيقة، لا يمتلك أحد من المعرفة شيئاً. الثابت الوحيد هو أنّ الأيام القادمة، ستحمل الكثير من الخوف والقلق للبنانيين. قد يواظبون على رفع الصوت ولكن لا أحد يكترث فعلاً! على أي حال، اليوم في 22 تشرين الثاني دقت ساعة الاحتفال بالاستقلال!
مواضيع ذات صلة :
مجلس الأمن يفشل بتبني قرار وقف النار في غزة | قطاع المطاعم يدفع فاتورة “جبهة الإسناد”: من ينقذه؟ | ماكرون: لا شيء يبرر عدد القتلى الكارثي في غزة |