عود على بدء؟

ترجمة هنا لبنان 28 تشرين الثانى, 2024

كتب Marc Saikali لـ“Ici Beyrouth”:

بالكاد دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ حتى ملأ رصاص الابتهاج السماء وأغرقت الضاحية الجنوبية لبيروت بأعلام حزب الله. لا عجب! بعض اللبنانيين يصرون بشكل غريب على عدم الاعتبار من المآسي التي دفع لبنان أثمانها!
3700 قتيل وخسائر تناهز الـ10 مليار دولار … والرصاص يطلق ابتهاجاً!!!
لقد حط المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان في بيروت على أمل استغنام الفرصة. ظن المسكين أنه قادر على “ضرب الحديد وهو ساخن” والإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية. ولكن الواقع المرير كان له بالمرصاد.. لم يطرأ أي تغيير. فمن ناحية، هناك الثنائي الشيعي ومن ناحية أخرى، المعارضة منقسمة. وهذا أمر يبعث على اليأس في نفوس الدبلوماسيين المخضرمين.
حري بهؤلاء المتأهبين للاحتفال بالنصر، “إلهياً” كان أم لا، التفكير مرتين. فأي انتصار هو ذلك؟ أمامنا 60 يوماً، إذا سارت الأمور على ما يرام، لوقف إطلاق النار. خلال هذين الشهرين، يجب على الجيش اللبناني الإنتشار جنوب الليطاني، ويفترض بحزب الله التخلي عن سلاحه، كما يجب على الحكومة الالتزام بضبط الحدود مع سوريا.. مهمة لن تكون سهلة على الإطلاق في ظل الرقابة التقليدية لنظام الأسد.
لبنان أمام مهام عدة تكاد ترقى لمستوى المستحيل..
وما يحصل أشبه بتلك البرامج مع فائض من المجاملة، حيث يخرج الجميع فائزين.. الإسرائيليون قادرون على تجديد مخزونهم من الذخيرة وبث الحياة في قوات الاحتياط من خلال التركيز، على حد قول بنيامين نتنياهو، على إيران وحماس، حتى لو عنى ذلك استئناف الحرب. كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أوضح لسكان بلدات شمال أنّ الأوان لم يحن بعد للعودة. أما حزب الله، فسيعلن النصر بعد الهزيمة العسكرية التي مني بها.. وبعد كل شيء، سيتمكن أمينه العام الجديد من العودة من إيران، وسيتمكن نوابه من مغادرة البرلمان حيث التجأوا. أما إدارة بايدن فحققت أخيرًا نجاحها الدبلوماسي.
ولكن من سيحاسب على جرّ البلاد إلى الجحيم؟ لا أحد على الأرجح. ومن سيعيد بناء ما هدمه خطأ إيران الاستراتيجي؟ المبادرون ليسوا بكثر. ستلقى المسؤولية بأكملها على عاتق الدولة اللبنانية. ومن يعرف الدولة اللبنانية أكثر منا؟ لا شيء مضمون والوضع مقلق للغاية.
في غضون 60 يوماً، سيدخل دونالد ترامب البيت الأبيض. ومن قال أنه مستعد لتحمل مماطلة القادة اللبنانيين المعهودة إلى الأبد؟ ومن يدري؟ ربما يرفع السقف ويزيد من المطالب بما هو أبعد من النقاط الـ13 لاتفاق وقف إطلاق النار.. ولكن المشكلة هذه المرة أكبر.. فإن كانت “حرب الـ66 يوماً” بين حزب الله وإسرائيل، الواقع مغاير بالنسبة لإتفاق وقف إطلاق النار الذي يحمل توقيع الدولة اللبنانية وإسرائيل. الدولة اللبنانية نعم، وهذا تفصيل لا يمكن التغاضي عنه. وهذه المرة، يُخشى أنّ عدم الامتثال سيكلف لبنان الرسمي والبنية التحتية المدنية للبلاد بأكملها، أثقل الأثمان!
صدق وينستون تشرشل عندما قال “إذا كنت تسير عبر الجحيم، فامض قدمًا ولا تتوقف”!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us