حرب..رعب.. رعد!

ترجمة هنا لبنان 29 تشرين الثانى, 2024

ترجمة “هنا لبنان”

كتب Marc Saikali لـ “Ici Beyrouth“:

هكذا إذاً.. “المقاومة” ألحقت هزيمة ساحقة بإسرائيل. وبالكاد توقف إطلاق النار، حتى بدأ نواب وممثلو حزب الله هجومهم.. فرعدت حناجرهم وصدحت رعباً وبطولات يوم الخميس في البرلمان. وتقاطعت عواصفهم الكلامية مع خطاب القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي.. حرب ضاقت بها الشجاعة نفسها!

فأما عن سلامي.. ربما بإمكانه إضفاء المزيد من البرق والبريق على “النصر” المزعوم من خلال إتحافنا بالرد على الهجوم الإسرائيلي الذي شكل إذلالاً حقيقياً لإيران.. ردّ بات انتظاره أقرب لانتظار “غودو” بعد عودة الطائرات الإسرائيلية الـ100 دون أن يمسها أي أذى وكانت قد أنجزت مهمتها على أكمل وجه وقصفت قائمة طويلة من الأهداف في الداخل الإيراني.. إلا إذا طبق المنظور نفسه على غرار رؤيته للحرب في لبنان.. “انتصار” بنكهة الخيال!

هل يمكن أن يصدق أحد على هذا الكوكب مثل تلك الإدعاءات؟ ذلك هو السؤال الكبير.. لا بل هل يصدق مدّعو النصر أصلاً ما يقولون أم هو تكتيك معتمد لطمأنة قواعدهم وتأمين بقائهم السياسي؟

يكاد يخيل لمتابع هؤلاء في بعض الأحيان، أننا لم نختبر الأحداث نفسها.

وكيف لأي كان أن يعلن انتصاراً بعد كل ما حدث؟ وبأي منطق قد تجتمع سيرة النصر مع سياق يتضمن سقوط 4 آلاف قتيل و15000 جريح؟

في ظل كل هذا التناقض، ربما البشرى الوحيدة تكمن في التمديد لولاية العماد جوزيف عون على رأس الجيش اللبناني.. أقلها لن يثقل الفراغ رأس هذه المؤسسة المولجة بإنقاذ البلاد. هذا فقط..لا أكثر ولا أقل. ولنأمل أن يلتزم جميع الأطراف بكلمتهم، وأن يسعى الغرب لتجهيز القوات النظامية بالوسائل التي تفتقر إليها بشدة. في الوقت الحالي، الجنود مدعوون لتسوية الحرب في الشرق الأوسط .. بجميل محياهم.

المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان، جان إيف لودريان تواجد في المحلس النيابي ليضمن عدم وضع أي عصي في الدواليب في اللحظة الأخيرة.. وكي لا تفوت أحد دعوة النواب لانتخابات مثمرة لرئيس الجمهورية، على حد تعبير رئيس المجلس. الاجتماع مرتقب في 9 كانون الثاني.. أي على بعد بضعة أسابيع عن العطلة. لا بد وأن موجة من المشاعر اجتاحت لودريان أمام هذا القدر من الإجماع. ولكن حتى ولو اطمأن، لن تنطلي عليه الأمور بالطبع. ذلك أن تاريخ 9 كانون الثاني لا يزال بعيداً. وحتى ذلك الحين، المشاورات قد تولد الكثير من القلق! لا نريد بث التشاؤم ولكن ما الذي يمنع عودة الطبقة السياسية إلى عادتها القديمة، وإعادة إحياء تقاليدها الأصيلة: المماطلة والانقسام، على حساب شعب مهدد.

أما انتخاب الرئيس فليس إلا خطوة يتيمة على طريق الألف ميل. وبعدها، يتعين عليه النجاح في تشكيل الحكومة. الأمر ليس بهذه السهولة. وإذا تشكلت الحكومة، تتطلب الخطوة اللاحقة جمع الأموال اللازمة لإعادة بناء بلد دمرته “الانتصارات”. ومن ثم، تخطي انعدام الثقة أمام المجتمع الدولي.. تلك الثقة، التي تضررت على أقل تقدير، بسبب غسيل الأموال والتهريب والأسلحة والاتجار بالمخدرات.

إذا تحققت كل تلك الشروط واكتفت “المقاومة” بالتلذذ بانتصاراتها التي لا تعد ولا تحصى، دون التعطش لأمجاد جديدة على الجبهة، ربما يلوح أمام لبنان ضوء في نهاية النفق الذي يحاول عبوره سدى منذ 50 عاماً. ربما.. ولكن لو أنّ الكلام يفيد لأنبتت الأرض من الرعد.. ومع ذلك، طالما ما عاد هناك غير خوض المستحيل فليكن، ولترعد في بيروت..

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us