نفاق بدرجة “ممتاز”!

ترجمة هنا لبنان 3 كانون الثاني, 2025

ترجمة “هنا لبنان”

كتب Marc Saikali لـ”Ici Beyrouth“:

“طمّنتونا!”.. مع بزوغ فجر العام الجديد، سارع الأمين العام الجديد لحزب الله، لطمأنة الجميع لاستعادة ميليشياته قدراتها وإعادة رصّ قواتها.

وهم الثقة الذي حاول الأمين العام (الذي نصّب نفسه) الإيحاء به، يندرج في سياق محاولات قادة الحزب الموالي لإيران الحفاظ على مظهر القوي. وذلك في الوقت الذي تهتز فيه الأرض تحت أقدامهم وتحتدم الاحتجاجات حتى ضمن آخر معاقل المؤيدين وتصبح الانتقادات أقل تحفظًا بأشواط. وفي هذه الأثناء، يتساءل أولئك الذين صدّقوا خطابات النصر، عن توقيت العودة الممكنة إلى قراهم وإعادة بناء منازلهم المهدمة.

أصوات المطالبين بالمحاسبة، وهم كثر ومن كافة الطوائف وتحديداً الشيعية، ترتفع. وفي هذا الإطار بالتحديد، يأتي عرض العضلات وخطاب القوة العسكرية (الزائفة) لتكميم الأفواه بقدر ما يدعي الطمأنة. فالهدف الأساسي والفعلي هو منع أي تشكيك في سياسة الحزب الانتحارية. فليست صدفة أن يأتي هذا الاستعراض على بعد أيام من الجلسة المرتقبة لانتخاب رئيس للجمهورية. الرسالة واضحة: “احذروا! لم يتغير شيء، ما زلنا هنا وبقوتنا المعهودة، فلا يجربنّ أحد تجاهلنا.”

لكن ما أبعد الواقع عن الاستعراض.. فمن تراه صاحب الكلمة؟ في السماء وعلى الأرض، يبدو أن الإسرائيليين هم من يضبطون الإيقاع. ولا يمكن لأي كان، حتى لأكثر المتعصبين الطائفيين إنكار الحقيقة. والأكثر إبهاراً بعد في بيان الحزب تلك العبارة القصيرة المتعلقة بالدولة اللبنانية، والتي تدعوها لبرهنة قدرتها على “تحمل المسؤولية في الجنوب”. يا لهذا الإبداع في النفاق! كأنهم يقولون بمعنى آخر: قلما يهم أن نتخذ بشكل أحادي سلسلة من القرارات الخاطئة، قلما يهم تدمير نصف البلاد، قلما تهم حياة 4 آلاف شخص (حسب الأرقام الرسمية)، وقلما يهم تقطيع أوصال قرى جنوبية بالكامل وسلخها عن لبنان. الأمر متروك للدولة لتتحمل المسؤولية. وكيف ردت الدولة على هذا التحريف الكارثي للكارثة؟ بصمت مريب!
ومع ذلك، الإجابات واضحة. هل نسي أحد أن حزب الله لم يكلف نفسه باستشارة الدولة قبل جرّ البلاد إلى الهاوية؟ هل نسي أحد أن الميليشيا جرت الشعب إلى مستنقع الحرب ضد إرادته؟ هل نسي أحد بأنّ الهزيمة كانت مؤكدة؟ هل نسي أحد أنّ إيران ترى اللبنانيين وقوداً لطموحاتها الخاصة؟ دعونا ننعش عقولكم إن خانتكم الذاكرة! وحذارِ تحميل الدولة أو الشعب المسؤولية! لن نقبل بذلك أبداً!

في الخلاصة، الأمر بسيط وتختصره قاعدة كولن باول لمخزن الخزف: “من أتلف شيئاً فعليه إصلاحه”. عظيم! لماذا تكابدون العناء وتنادون الدولة؟ بما أنكم “أتلفتم” كل شيء وتدعون أنكم أقوى من قبل بكثير.. تولوا دفع الفاتورة!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us