أورتاغوس الصّاروخ… وصاروخ أورتاغوس
ترجمة “هنا لبنان”
كتب Johnny Kortbawi لـ”This is beirut“:
“كالصاروخ”، حطّت مورغان أورتاغوس في لبنان في زيارة مفاجِئة تركت موجات مدوّية وأحدثت جدلًا واسعًا على أكثر من صعيد… وبينما انشغلت الساحة اللبنانية لساعات بتفاصيل كان الأجدى تجاهلها حول أورتاغوس “الصاروخ”، بقي “الصاروخ” الأهمّ في مكان آخر…
“الصاروخ” ذات الطابع الجنسي لم يفضح سوى الافتتان بجمال أورتاغوس إلى حدّ تسليمها مقاليد القرارات والنّكات السطحية (من قبيل “افعلي ما يحلو لكِ أيتها الجميلة”) فجرَّت واقعًا ظننَّا أنّه طي النسيان حول التّمييز المتجذّر في أعماق العقليّة اللبنانية.
أما “صاروخ” خاتم أورتاغوس فكشف بدوره عن مدى الجهل السّائد في لبنان. فالحملة ضدّ خاتم نجمة داوود إنما عَكَسَ جهل البعض وعجزهم عن رسم الخط الفاصل بين اليهودية بصفتها ديانة توحيدية والصّهيونية كحركة سياسية تدعم إسرائيل.
ومن ثمّ، ها هو “صاروخ” الحلوى يضاف إلى قائمة “الانتصارات الوهميّة” لمعسكر المقاومة وأنصاره مع المزاعم حول إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على تقديم الحلوى الصفراء والخضراء للمبعوثة الأميركية، تيمُّنًا بألوان عَلَمَيْ “حزب الله” و”حركة أمل”.
وبينما استهلكت التفاهات ساعات من الجدل في لبنان، بقي “الصاروخ” الأهمّ هو الذي برز في صورة أورتاغوس وبجانبها ضابط في الجيش اللبناني.
ويحمل مثل هذا الصاروخ رمزيةً تكاد تبدو سورياليّة في لحظة مفصليّة من عمر لبنان. فظهور أورتاغوس وهي تحمل صاروخًا إيرانيّ الصنع إلى جانب ضابط لبناني، يوحي ببسْط اليد على ترسانة حزب الله، وبأنّ الجيش اللبناني هو الجهة المخوّلة بتسلّمها. كما أنّ الصورة المذكورة تسطِّر بوضوح معالم السياسة الأميركية الجديدة في المنطقة، والتي حددها الرئيس دونالد ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.
رمزيّة ذلك الصاروخ بالتحديد تفوق مفاعيل كل اللقاءات التي عقدتها أورتاغوس خلال زيارتها إلى بلاد الأرز. وعلى الرَّغم من أنّ الصورة لا تتضمّن أي خطاب ديبلوماسي، صمتها المدوّي يحمل رسالة حازمة حول تغيّر مسار الصواريخ الإيرانية.
صاروخ أورتاغوس في تلك الصورة رديفٌ للسيطرة الأميركية على الوجود الإيراني في لبنان ولسلطة الجيش اللبناني على حزب الله. وهكذا، غيّرت سردية أورتاغوس معاني الصاروخ… فبدلًا من أن تُختزل بـ”صاروخ” جنسي، حملت بنفسها أخطر الصواريخ!.