حرب غزة: عود على بدء

ترجمة هنا لبنان 21 آذار, 2025

ترجمة “هنا لبنان”

كتبت Samar El-Kadi لـ”Ici Beyrouth“:

استحال الوعيد الإسرائيلي بتحويل غزة إلى “جحيم” إن لم تفرج حماس عن الرهائن، واقعاً مريراً. وأسفر القصف الإسرائيلي عن مقتل ما لا يقل عن 413 شخصًا وإصابة أكثر من 600 آخرين.. وبذلك، قلبت صفحة الهدنة الهشة المعلنة في 19 يناير.

التصعيد العسكري بدا حتميًا خصوصًا وأنّ الحكومة الإسرائيلية توعدت بمواصلة حربها ضد غزة حتى تحرير جميع الرهائن. وانهارت الهدنة بعد فشل المفاوضات التي يفترض بها، بناءً على طلب إسرائيلي، تمديد المرحلة الأولى من الهدنة. وفي المقابل، أصرت حماس على الانتقال للمرحلة الثانية قبل الإفراج عن جميع الرهائن. وذلك على الرغم من أنّ هذه المرحلة كانت لترسي عقب نهاية المرحلة الأولى في الأول من مارس، دعائم وقف إطلاق النار الدائم ومستقبل غزة ودور حماس.

وكان بالإمكان وفقاً للمحلل الأمني والعسكري رياض قهوجي، توقع استئناف الحرب على نطاق واسع مع وصول المفاوضات إلى حائط مسدود. المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (INEGMA) أكد من دبي لموقع Ici Beyrouth، أنّ “الشكوك سرت منذ البداية حول نية إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة. وتوقع كثر التزام الإسرائيليين بالمرحلة الأولى والإفراج عن بعض الرهائن قبل استئناف الحرب من جديد.”

وأضاف: “لا أعتقد أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان ينوي مناقشة مستقبل غزة في المرحلة الثانية. فهو يريد إطالة أمد الحرب لأسباب ترتبط بمستقبله السياسي وبموقف اليمين المتطرف.”

كما أشار إلى سعي نتنياهو لتجريد حماس من ورقة الضغط الوحيدة المتبقية لديها: الرهائن، دون تقديم أي تنازلات. وأضاف أن “إسرائيل تريد إقفال ملف الرهائن بالكامل لتتمكن من التصرف بحرية في غزة. أما نتنياهو واليمين المتطرف فلا يبالون بمناقشة ما بعد الحرب، بل يتمسكون بإطاله أمدها.”

وكانت حركة حماس قد أفرجت في المرحلة الأولى من الهدنة، عن 33 رهينة، بينهم ثمانية لقوا حتفهم، بينما أطلقت إسرائيل سراح حوالي 1800 أسير فلسطيني. ولا تزال حماس تمسك بـ58 رهينة من ضمن 251 رهينة أخذت في هجوم 7 أكتوبر 2023، بينهم 34 تعتقد إسرائيل أنهم قُتلوا.

سياسة الأرض المحروقة

وفضحت إشارات عدة إمكانية التصعيد ومنها إعلان حزب “عوتسما يهوديت” (القوة اليهودية) اليميني المتطرف بقيادة وزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير، عن انضمامه مجددًا إلى الائتلاف الحكومي لنتنياهو.. قرار يشير بوضوح إلى نهاية الهدنة في غزة.

وكان الحزب قد انسحب من الائتلاف في يناير احتجاجًا على الهدنة، حيث طالب بن غفير بانتصار عسكري كامل على حماس، ودعا لوقف المساعدات الإنسانية لغزة حتى إطلاق سراح جميع الرهائن. كما احتفى بعودة القتال العنيف، وكتب في منشور عبر منصة “إكس” أن “هذا هو القرار الصحيح والأخلاقي والمبرر أكثر من أي وقت مضى.”

واعتمد الجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب، سياسة الأرض المحروقة، مما حوّل غزة إلى منطقة غير صالحة للسكن. ويرى مراقبون أنّ استئناف القتال ربما ينطوي ضمن استراتيجية لدفع سكان القطاع للهروب.

وهذا ما يؤكده قهوجي بالقول إنّ “هدف إسرائيل لطالما تمحور حول إجبار سكان غزة على الرحيل. واليوم، بوجود رئيس أميركي يلمّح إلى ضرورة رحيل الغزيين، تشعر إسرائيل بالتشجيع وتكثف الضربات خدمة لهذا الهدف.”

وفي السياق نفسه، رأى الجنرال المتقاعد خالد حمادة أن واشنطن عازمة على تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة. ولفت إلى “عزم الإدارة الأميركية الجديدة على عدم إفساح أي مجال أمام المجموعات المسلحة أو الميليشيات المرتبطة بإيران، سواء في غزة أو لبنان أو سوريا.”

حمادة شدد على ضرورة أن تأخذ “حركة أمل وحزب الله وقف إطلاق النار مع إسرائيل الذي ينص على نزع سلاح الحزب المدعوم من إيران، بجدية.”

وأضاف: “على حزب الله أن يدرك عدم قدرة إيران على التحالف مع مجموعات مسلحة في المنطقة.”

وفي ما يخص لبنان، أوضح حمادة أنه “على الرغم من توافق واشنطن وتل أبيب حول ضرورة نزع سلاح حزب الله جنوب وشمال نهر الليطاني، لا ينسحب ذلك على آليات التنفيذ.”

وختم حمادة: “تدفع الولايات المتحدة باتجاه تسوية الصراع الحدودي من خلال ترسيم الحدود والانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، بشكل يضعف مبررات تسلح حزب الله. ومن شأن ذلك أن يساعد الحكومة اللبنانية في جهودها لنزع سلاح الحزب في ظل العهد الجديد. ولكن في حال رفض حزب الله التخلي عن سلاحه، أخشى أن نشهد تصعيدًا جديدًا بين إسرائيل ولبنان.”

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us