متحور “دلتا” شديد العدوى… هل اللقاحات تعمل ضدها؟
يقول الخبراء أنّه إذا كان الناس ينتظرون “لحظة سحرية” للتطعيم ، فهذه هي اللحظة.
قال الرئيس جو بايدن يوم الثلاثاء ، إنّ متحوِّر-دلتا يمثّل الآن نصف حالات كوفيد-19 في العديد من مناطق الولايات المتحدة ، وحثَّ الأمريكيين غير المطعَّمين على تلقي اللقاح. حيث تواجه الولايات المتحدة ارتفاعًا كبيرًا في حالات المتحور الجديد من فيروس كورونا. كما تضمَّن نداءه تطمينات حول قوة لقاحات كوفيد-19 المتوفرة في الولايات المتحدة.
تغطية كاملة لتفشي فيروس كورونا
وقال بايدن في إفادة صحفية: “يتمتع الأمريكيون الملقحون بالكامل بدرجة عالية من الحماية ، بما في ذلك ضد متحور-دلتا هذا” ، مشيرًا إلى أن جميع حالات دخول المستشفيات والوفيات الناجمة عن فيروس كوفيد-19 في الأشهر الأخيرة كانت من بين غير الملقحين.
وبهذا الصدد قال John Grabenstien ، عالم المناعة السابق بوزارة الدفاع، والمدير التنفيذي السابق للشؤون الطبيَّة للقاحات في شركة Merck ، إن متحور-دلتا “أكثر عدوى ، وأكثر قابلية للانتشار.. وهذا يجعل الأمر خطيراً؛ لأنه من المرجح أن يصيب الأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم”.
وارتفع المتحور مع توقف معدل التطعيم في الولايات المتحدة، وأثارت التقارير الأخيرة حول انخفاض فعالية اللقاح مخاوف حتّى بين الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل.
ما مدى فعاليَّة اللقاحات ضد متحور-دلتا؟
هناك طريقتان للإجابة على هذا السؤال.
الطريقة الأولى: تحليل عيَّنات الدم من الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل. حيث يمكن للعلماء أخذ عيِّنة من الأجسام المضادة لـ كوفيد-19 الموجودة في الدم، واختبارها ضد المتغيرات.
وقد وجدت العديد من الدراسات المعملية المستقلة (هنا وهنا ، على سبيل المثال) أن اللقاحات المستخدمة ، في الواقع تحمي من دلتا المتحور من SARS-CoV-2 ، وكذلك تقلل من دخول المستشفى. مع التنويه إلى أنه تعتبر هذه الدراسات أولية ولم تخضع بعد للمراجعة.
كما أنّها توفر صورة محدودة لجميع الطرق التي يعمل بها الجهاز المناعي ضد كوفيد -19؛ لأنّها تقيس استجابة الجسم المضاد فقط. حيث تلعب بعض الاستجابات الخلوية أيضًا أدوارًا رئيسية. وتساعد الخلايا T، على سبيل المثال، في قتل الخلايا المصابة وتسخير قوة الخلايا المناعيَّة الأخرى في مكافحة الفيروسات. مع الإشارة إلى أنّه عادةً لا تقيس الدراسات المعملية استجابة الخلايا T.
الطريقة الثانية – وربما الأهم – لتحديد فعالية اللقاح هي ببساطة مراقبة ما يحدث في العالم الحقيقي في الوقت الفعلي.
وبهذا الصدد قال الدكتور David Whol، أستاذ الطب في قسم الأمراض المعدية في جامعة North Carolina في Chapel Hill، والتي تدير عيادات اللقاحات التابعة لجامعة كارولينا الشمالية: “من الصعب جدًا ترجمة البيانات المختبرية بشكل (ماذا سيحدث إذا تلقيت التطعيم وعطس شخص ما علي ونشر الدلتا في جميع أنحاء وجهي؟). لهذا السبب من المهم للعلماء أن ينظروا إلى أماكن مثل المملكة المتحدّة، حيث يمثل متحور- دلتا ما يقارب من 100٪ من حالات كوفيد-19 الحالية.
وعلى الرغم من وجود معدلات تطعيم أعلى من الولايات المتحدة بنسبة 68% في المملكة المتحدة حيث لديهم جرعة واحدة على الأقل ، مقارنة بأقل من 55% في الولايات المتحدة – إلا أنّ الحالات ترتفع في المملكة المتحدة.
وقال Wohl “الفارق الحقيقي الوحيد بيننا وبينهم هو دلتا..أنا قلق حقًا من أن ما يحدث في المملكة المتحدة هو بالضبط ما سيحدث هنا”. وأضاف: إذا كنت تنتظر لحظة سحريَّة “لتلقي التطعيم، فهذه هي”.
وفي حين أنّ حالات دخول المستشفيات المرتبطة بـ”كوفيد-19″ في المملكة المتحدة قد ارتفعت بشكل طفيف في الأسابيع الأخيرة، إلاّ أنّها ليست قريبة مما كانت عليه في ذروة الوباء في كانون الثاني.
يقول الخبراء إنّ التقارير الواردة من (الكيان الإسرائيلي) حول انخفاض فعالية اللقاح ضد متحور-دلتا مثيرة للاهتمام؛ لأنّهم قاموا بتلقيح غالبية (المستوطنين) قبل الولايات المتحدة، وهي تواجه الآن زيادة في الحالات المتعلقة بالمتحورات.
ووجدت دراسة حديثة من (الكيان الإسرائيلي) أنّ لقاح Pfizer كان فعالاً بنسبة 64٪ فقط في الوقاية من الأمراض المصحوبة بأعراض لدى الأشخاص الذين تمّ تطعيمهم بالكامل.
في الوقت نفسه ، وجد التقرير أنّ اللقاح كان فعالًا بنسبة 93٪ في منع دخول المستشفى والأمراض الخطيرة – وهي فائدة كبيرة، كما يقول الخبراء.
قال Grabenstein: “ربما لا يمنع اللقاح الحالات الخفيفة فعلياً. لا بأس بذلك..لكنه يمنع العدوى الشديدة بالفعل، الأشياء التي نخافها أكثر من غيرها”.
وقد شكَّك الخبراء في التقرير الصادر عن وزارة الصحة الإسرائيلية، ويرجع ذلك أساسًا إلى إهمال مؤلفي الدراسة تقديم العديد من التفاصيل حول كيفية إجراء أبحاثهم ومن شارك فيها.
قال الدكتور Jessy goodman، أستاذ الطب والأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة جورج تاون، وهو كبير العلماء السابق في إدارة الغذاء والدواء: “لم تستجب شركة Pfizer بشكل مباشر للدراسة الإسرائيلية، لكنّها أشارت إلى بيانات مخبرية حول استجابة لقاحها لمتحور-دلتا المنشورة في أوائل حزيران، مما يشير إلى أنها حيَّدت المتحور، على الرغم من أن قوته أقل مقارنة بالسلالات السابقة.
ووجد تقرير حديث صادر عن Public Health England أنّ جرعتين من لقاح Pfizer فعالان بنسبة 96٪ ضد دخول المستشفى لمتحور-دلتا.
قال Grabenstein إنّه حتى لو تمّ التحقق من البيانات في نهاية المطاف، فإنه مطمئن بنسبة 93٪ بالحماية من الأشكال الشديدة حقًا من العدوى.
هل التطعيم ينشر الفيروس؟
لا يُقصد من اللقاحات منع العدوى. بل تكمن قوتها في منع العدوى من إصابة الناس بالمرض ودفعهم إلى المستشفى.
تميل معظم حالات العدوى المستهدفة للأشخاص الذين تمّ تطعيمهم بالكامل إلى أن تكون خفيفة أو تحدث بدون أعراض.
وما يبقى مجهولًا هو ما إذا كان الناقل غير المشكوك فيه يمكنه نقل الفيروس إلى الأشخاص المعرضين للخطر ، مثل غير المطعمين أو الأطفال دون سن 12 عامًا أو أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
وبدوره قال Goodman: “إنّ الأشخاص المصابين الذين تمّ تطعيمهم بالكامل ربما يكون لديهم عدد أقل من الفيروسات في جهازهم المناعي، وبالتالي هم على الأرجح أقل عرضة لنقله إلى الآخرين.. وإن الفترة التي يكون فيها الشخص معديًا ربما يكون أيضًا أقصر مع التطعيم.
هل يجب على الأشخاص الذين تمّ تطعيمهم ارتداء أقنعة في الأماكن الداخلية؟
من غير المحتمل أن تعيد مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها التوصيات بارتداء الأقنعة.
ولكن نظرًا للمستوى غير المعروف من قابلية انتقال الدلتا بين الأشخاص الملقحين بالكامل ، قال الخبراء في المقابلات إنّهم يواصلون ارتداء الأقنعة في الأماكن الداخلية عندما يكونون بالقرب من أشخاص لا يعرفونهم ، مثل متاجر البقالة أو دور السينما أو في وسائل النقل العام.
قال Wohl: “لم أغير سلوكي مطلقًا ، وأنا محصَّن بالكامل”.
“إذا كنت في الداخل ، حول أشخاص آخرين يمكن أن يكونوا غير محصنين، ارتدِ قناعًا.. فمع انتشار دلتا، هذه هي الطريقة التي يجب أن نكون عليها”.
المصدر: موقع NBC News
مواضيع ذات صلة :
ما الذي تعرفه عن متحور كورونا الجديد “الأكثر عدوى” المنتشر في أوروبا؟ | فيروس خطير يغزو الولايات المتحدة! | الصين ترصد فيروساً قاتلاً ينتقل عن طريق لدغة حشرة! |