“العتمة” تحكم اللبنانيين.. لم يبقَ لديهم سوى الشمس
نشر صحيفة “The Daily Star”، تقريراً بعنوان: “بسبب انقطاع الكهرباء إقبال غير مسبوق على الطاقة الشمسية في لبنان”.
يعاني اللبنانيون من كابوس حقيقي، انقطاع مستمرّ في التيار الكهربائي، وإطفاء شبه دائم للمولدات بسبب النقص الحادّ في مادتي “المازوت” و”الفيول”.
غير أنّ هذه الكارثة، أدّت إلى انتعاش قطاع جديد، وتحت مبدأ “مصائب قوم عند قوم فوائد”، أفسح هذا الواقع المرير لتجار التجزئة والجملة الذين يعملون في مجال الطاقة الشمسية كي يجنوا، إذ شهد هذا القطاع مؤخرااً إقبالاً ملحوظاً سواء من المواطنين أم من الشركات.
وقالت ممثلة إحدى شركات الطاقة الشمسية بالتجزئة لصحيفة “ديلي ستار”: “لقد شهدنا في الشهور الماضية طلبًا كبيراً على الألواح الشمسية التي تأتي مع البطاريات. وزادت مبيعاتنا بنسبة 200% هذا العام مقارنة مع العام السابق”.
وأضافت: “معظم العملاء هم خارج العاصمة بيروت، ويستقرون في المناطق الريفية والبلدات الصغيرة”.
ويزعم العديد من مزوِّدي المولدات الخاصة في لبنان، أنه يتم بيع 20 لترًا من”المازوت” في السوق السوداء بسعر 350.000 ليرة لبنانية، ما دفع العديد منهم إلى رفع الفواتير على المستهلكين.
بينما تتراوح أسعار النظام الشمسي بالبطاريات من 3000 دولار إلى 13500 دولار، وذلك استناداً إلى عدد وحجم البطاريات والألواح. وتبدأ أنظمة الطاقة الشمسيَّة التي تقدّمها الشركات من 5 أمبير وصولاً إلى 100 أمبير.
في السياق نفسه، قال تاجر آخر في مجال الطاقة الشمسية: “هواتفنا لا تتوقف عن الرنين، نتلقى في بعض الأحيان 100 مكالمة في اليوم من مواطنين يريدون الاستفسار عن مواصفات النظام الشمسي وأسعاره”.
ويعترف التجار أنّ الأسعار قد تكون مرتفعة بالنسبة لمعظم اللبنانيين، وأنّ ما يزيد الأمر سوءًا هو طلب الشركات “فريش دولار” مقابل تركيب الأنظمة. لكن مع ذلك، هناك أشخاص على استعداد لدفع أي مبلغ لقاء ساعات طويلة من الكهرباء.
ووفق أحد التجار، فإنّ الاستثمار بالطاقة الشمسية يعدّ استثماراً جيداً على المدى الطويل؛ خاصة وأنّ الكثير من اللبنانيين يخشون أن يزداد انقطاع الكهرباء سوءًا في المستقبل.
وهناك حالياً في لبنان ما لا يقل عن اثني عشر تاجرًا يقدمون مجموعة واسعة من أنظمة الطاقة الشمسية والبطاريات في السوق، ويمكن شحن البطاريات إما بالشمس أو بالتيار الكهربائي المزوَّد من شركة كهرباء لبنان.
وفي هذا الصدد يشرح أحد التجّار: “لدينا سبعة أشهر من الطقس المشمس سنوياً، وحتّى خلال فصل الشتاء، من الممكن إعادة شحن الألواح الشمسية والبطاريات لساعات طويلة.. بينما توفّر بعض الألواح الشمسية والبطاريات الثقيلة الأغلى ثمناً 20 ساعة من الكهرباء يومياً”.
من جهته أشار المركز اللبناني للحفاظ على الطاقة (LCEC) إلى أن السَّعة الإجمالية لأنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية المركبة في لبنان بلغت 78.65 (Mega-Watt-Peak) في نهاية عام 2019 ، أي بزيادة قدرها 39 ٪ عن 56.50 ميغاواط في الساعة نهاية عام 2018.
وأوضحت أنّه تمّ تنفيذ 360 مشروعًا جديدًا للطاقة الشمسية الكهروضوئية في لبنان في عام 2019 مقارنة بـ 326 مشروعًا في عام 2018 و 387 مشروعًا في عام 2017.
وعزت الزيادة في الطاقة الكهروضوئية المركبة في لبنان إلى تنفيذ وزارة الطاقة والمياه عدة مشاريع في عام 2019؛ تضمَّنت تركيب نظام الطاقة الشمسيَّة الكهروضوئيَّة على سطح إهراءات القمح في مرفأ بيروت، وكذا في “كازينو لبنان”.
وبحسب نشرة الأبحاث الاقتصادية لمجموعة “بنك بيبلوس” هذا الأسبوع، فقد توزعت نسبة استثمار الطاقة الشمسية بحسب المناطق كالآتي: في المرتبة الأولى حلّت منطقة جبل لبنان إذا استهلكت نسبة 35٪ من إجمالي الطاقة الشمسية الكهروضوئية في البلاد في نهاية عام 2019. تأتي بعدها منطقة البقاع بنسبة 26٪، ومن ثمّ جنوب لبنان ومنطقة بعلبك – الهرمل بنسبة 9٪ لكل منهما. أما بيروت فسجّلت 8٪ ، فيما سجّل كل من شمال لبنان ومنطقة النبطية 5٪ لكل منهما ، في حين استهلكت عكار 3٪.
اما بحسب القطاعات، فأفادت النشرة أن القطاع الصناعي استحوذ على 33 ٪ من إجمالي الطاقة الشمسية الكهروضوئية المركبة في نهاية عام 2019، يليه القطاع التجاري (20 ٪) ، والقطاع السكني والزراعي (13 ٪ لكل منهما)، والقطاع العام (8٪) ، وقطاع التعليم والقطاع غير الربحي (5٪) ، بينما استهلكم القطاع الطبي (3٪).
وأشارت النشرة إلى أن خطة العمل الوطنية للطاقة المتجددة (NREAP) تستهدف طاقة شمسية كهروضوئية تبلغ 100 ميجاوات بحلول عام 2020، الأمر الذي يتطلب 21.35 ميجاوات إضافية من السعة المركبة في عام 2020.
على هذا النحو، اعتبرت النشرة أن التمويل من الهيئة الوطنية لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة (NEEREA)، وهي آلية التمويل الحالية لمصرف لبنان لاستثمارات كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، أمر بالغ الأهمية للوصول إلى الهدف.
وأوضحت أنّ الالتزام الحالي للمؤسسات المالية الدولية، مثل البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، وبنك الاستثمار الأوروبي، والوكالة الفرنسية للتنمية، بتقديم الإقراض من خلال البنوك المحلية للمشاريع المستدامة في لبنان، سيساعد في تحقيق هذا الهدف.
وأوضحت أنّ إجمالي الاستثمارات التراكمية في قطاع الطاقة الشمسية الكهروضوئية قد بلغ 125.8 مليون دولار في عام 2019، ما يعني أنه ازداد بنسبة 20 % عن عام 2018 حيث سجّل هذا الاستثمار 105.1 مليون دولار، وتأتي هذه الزيادة مع دعم كبير من برنامج قروض NEEREA، الذي قدم 64.75 مليون دولار في عام 2019.
ووفق النشرة فقد ولدّ أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية اللامركزية 111.7 جيجاوات ساعة في عام 2019 مقارنة بـ 83.8 جيجاوات ساعة في عام 2018.
على هذا النحو ، أشارت النشرة إلى أنّ الكهرباء المولدة من خلال أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العام 2019 تمثل 0.73٪ من الطاقة التي ولّدتها “شركة كهرباء لبنان”، مقارنة بنسبة 0.55٪ في عام 2018.
وأضافت: “خطة العمل الوطنية للطاقة المتجددة (NREAP) تستهدف توليد الطاقة الشمسية الكهروضوئية اللامركزية بقدرة 160 جيجاوات بالساعة سنويًا بحلول عام 2020 ، الأمر الذي سيتطلب توليد 48.29 جيجاوات بالساعة إضافية في عام 2020”.
المصدر : The Daily Star
مواضيع ذات صلة :
انتحلا صفة أمنية لسرقة البطاريات | إنجاز تكنولوجي: شحن الهاتف بـ5 دقائق! | منها الحرائق والانفجارات.. نصائح لتجنب مخاطر البطاريات المحمولة |