“كلّ ما يريده باسيل هو خلافة عون”.. الوفد الأوروبي يقاطع بعبدا ويهدد بالعقوبات
كتبت يارا أبي عقل في “لوريان لوجور”:
يمكن تلخيص مهمّة وفد البرلمان الأوروبي والذي ضمّ نواباً يمثّلون الأحزاب الإشتراكية الديمقراطية، بالآتي: حث جميع الأطراف اللبنانية على تشكيل الحكومة، دراسة سبل مساعدة الشعب اللبناني كي يخرج من الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة، الضغط لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد.
وكانت زيارة الوفد قد بدأت مساء السبت وانتهت يوم الثلاثاء، حيث التقى خلالها نواب الوفد القادة السياسييين إضافة إلى ممثلي المجتمع المدني، فيما قاطع الوفد رئيس الجمهورية ميشال عون باعتباره المسؤول الأوّل عن عرقلة تشكيل الحكومة، وفق ما قالت عضو الوفد، النائب نورا مبارك، لـ”لوريان لوجور”.
وتأتي هذه الزيارة قبل أسبوع من عقد اجتماع في مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ لمناقشة الملف اللبناني، وبعد أسابيع قليلة من اتخاذ الاتحاد الأوروبي قراراً بفرض عقوبات على شخصيات وكيانات مسؤولة عن تقويض الديمقراطية أو سيادة القانون في لبنان.
وعلى الرغم من اتفاق دول الاتحاد الأوروبي على الإطار القانوني للعقوبات، غير أنّ خلافات نشبت حول تنفيذه.
ويقول طونينو بيكولا، وهو أيضاً عضواً في الوفد، ومنسق مجموعة S&D للشؤون الخارجية ، إنّ “العقوبات هي أداة مطروحة على الطاولة، لكنها لم تُستخدم بعد”، ويؤكد في حديث أجراه مع “لوريان لوجور”، بعد نهاية الزيارة: “العقوبات لن تمسّ الشعب اللبناني”.
أما نورا مبارك فلديها وجهة نظر مختلفة، وهي تتطابق مع الرأي الفرنسي، فتقول: “هذا يكفي، يجب معاقبة كل من يعرقل العمل السياسي في لبنان. وعلى المحادثات في البرمان الأوروبي أن تدفع رؤساء الدول والحكومات إلى فرض العقوبات”.
هذا وشدّد كل من مبارك وبيكولا على ضرورة تشكيل حكومة في لبنان، فهي الخطوة الأولى نحو المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
وأوضح بيكولا، الذي سبق وزار لبنان منذ 20 عاماً كوزير خارجية كرواتيا، أنّ “الاتحاد الأوروبي مستعد لمساعدة لبنان ولكنه بحاجة إلى شريك موثوق به. نحن نريد أن نرى قرارات ملموسة لمكافحة الفساد”، لافتاً إلى أنّ الاتحاد الأوروبي يدعو لإصلاحات في وزارة الطاقة والمياه، وهي الوزارة التي يديرها التيار الوطني الحر منذ العام 2008.
ولم يخفِ بيكولا استبعاده أن يتم التوصل لتشكيل حكومة نظراً للتعقيدات الحاصلة، والتي التمسها الوفد، ولتقاذف مسؤولية التعطيل بين الأفرقاء السياسيين.
في السياق نفسه يؤكد المجتمع الدولي كما الدول المانحة، أنّ لا مساعدات ستقدم للبنان دون البدء بعملية إصلاح جدية. وهذا الكلام يتم تكراره منذ انفجار 4 آب واستقالة حكومة حسان دساب.
وكان الوفد قد التقى كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، والوزراء: محمد فهمي، زينة عكر، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط.
وكان على جدول الوفد، لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، غير أنّ وفاة رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عبد الأمير قبلان حالت دون ذلك. ولم يلتقِ الوفد رئيس الجمهورية ميشال عون لكونه المتهم إلى جانب صهره النائب جبران باسيل بعرقلة التشكيل، وفرض مطالب تقيّد الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي كالثلث المعطل.
ولا يبدو الأوروبيون مقتنعون بحجج باسيل التي يلخصها بعبارة “ما خلونا نشتغل”، وتقول مبارك في هذا السياق: “لم أستوعب هذا الكلام”، مضيفة: “رئيس الجمهورية وفريقه هم الجهة المعرقلة بالدرجة الأولى، وباسيل يسعى لخلافة عون”، متسائلة: “لماذا نتحدث معهم؟”.
والتقى وفد نواب البرلمان الأوروبي بممثّلي مجموعات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، وذلك بهدف تعزيز دور هذه القوى مع اقتراب استحقاق الانتخابات النيابية.