أحداث الطيّونة أرعبت اللبنانيين.. “لا نريد لطفولتنا الدموية أن تتكرر”
كتبت ربى الحسيني في “the south african“:
هي الميليشيات نفسها الّتي أوصلت البلد إلى الخراب أيام الحرب الأهلية.
لم تكن مشاهد الرصاص، ولا القنّاصين غريبةً عن اللبنانيين، فهي مألوفة، كل ما عليهم فعله هو العودة إلى العام 1975 تاريخ بدء الحرب التي استمرت 15 عاماً!
لا شيء اختلف، هي الوجوه نفسها القادرة على تحويل لبنان إلى فوضىً قاتلة!
حتّى المسرح هذه المرة هو نفسه، فالطيّونة كانت ساحةً من ساحات الحرب الأهلية قبل ثلاثة عقود.
الأمر بدأ بتظاهرة قادها الثنائي الشيعي ضد المحقق العدلي في تفجير مرفأ بيروت طارق البيطار، وذلك لكفّ يده عن التّحقيق.
ما بدأ بتظاهرة “نخبوية”، تحوّل إلى دم، رصاص وقذائف، حيث خرج مقاتلو حركة أمل بكامل عتادهم، أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية، استهدفوا بها مباني عين الرمانة.
مشاهد عدّة تابعها اللبنانيون، وأبرزها صور الأطفال الذين احتموا تحت المقاعد وبين جدران الصفوف من الرصاص الطائش.
سبعة أشخاص على الأقل قتلوا في الاشتباكات، بينهم امرأةٌ توفيت برصاصة في الرأس وهي في منزلها.
سحر (41 عاماً)، واكبت هذه الأحداث، هي التي ولدت في الحرب الأهلية أعادت أحداث الطيونة إلى ذاكرتها صور الطفولة المرعبة، تقول سحر لفرانس برس: “منذ الصباح أتلقى الرّسائل من الأصدقاء الذين نشأوا معي في زمن الحرب ، يأسفون على أن يشهد الجيل الجديد نفس التجربة”، تضيف: “الأمر مرعب.. كما لو كنا عالقين في حلقة زمنية، الوجوه نفسها تحكمنا منذ الحرب الأهلية وحتى اليوم”.
يشار إلى أنّ الحرب الأهلية دمرت بيروت، وخلفت أكثر من 150 ألف ضحية، فيما ما زال هناك الآلاف من المفقودين الذين لم تكشف مصائرهم حتى اليوم.
“رأيت نفسي وأنا طفلة”، تقول مريم ضاهر (44 عاماً) وهي الأم لطفلين. مريم التي تابعت مشاهد المدنيين وهم يركضون من الرصاص بحثاً عن مكان آمن، انهارت أعصابها، معلقة “لقد عشت كل هذه التفاصيل، وفيما كنت أتابع تلقيت رسالة من مدرسة ابني تطلب منّا الحضور لاصطحاب الأطفال”.
وتضيف والدموع تخنق صوتها: “خلال الأحداث أخذت أسال نفسي كيف اختبأ المواطنون؟ في أي ممر. لقد رأيت نفسي من خلالهم، رأيت طفولتي ولحظة اختبائي في باحة المبنى”.
لتختم مريم بالقول: “فكرة اندلاع حرب جديدة ترعبني. لا يمكنني المرور بالتجربة نفسها مرة أخرى”.
مواضيع ذات صلة :
الملفّ الأعرج في الطيّونة | شعبية جعجع عند السنّة مرتفعة: هل ينافس الحريري؟ | ميقاتي: حريصون على عدم التدخل في أي ملف قضائي |