شعبية جعجع عند السنّة مرتفعة: هل ينافس الحريري؟
كتب صلاح حجازي في “لوريان لوجور“:
“أخيراً خرج من يلقن الحزب درسًا!”!
لم يخفِ خليل السعادة التي غمرته مساء الجمعة، أي بعد 24 ساعة على أحداث الطيونة، ورفض أهالي عين الرمانة لتجاوزات الثنائي الشيعي في التظاهرة التي خرجوا بها هناك.
خليل، هو من الطريق الجديدة، أي المنطقة ذات الهوية السنية، والتي تعتبر المعقل الأساسي لتيار المستقبل الذي يرأسه سعد الحريري، وفق خليل فإنّ جعجع “رجل حقيقي، ويدرك كيف يحمي مجتمعه من البلطجية وقطاع الطرق – على عكس الحريري الذي سقط في أحضان حزب الله وحلفائه”.
وفق مدير الأخبار في قناة الـ”LBCI” جان فغالي، فإنّ “قيادة سعد الحريري اليوم في موقع جدل، والسنّة المعارضون للحزب ينظرون إلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بإيجابية”.
وبحسب فغالي ، فإن استطلاعات الرأي التي أجريت بين الدوائر ذات الغالبية السنية تظهر دعماً كبيراً لجعجع.
وكان الحريري قد حافظ منذ العام 2014، على شعرة معاوية مع الحزب، ولم تشهد منذ حينها العلاقة بين الطرفين تدهوراً، على عكس العلاقة مع التيار الوطني الحر والتي ساءت جداً.
في السياق نفسه يتعرض الحريري لانتقاد دائم من بيئته، واتهامات بالفشل في مواجهة مشروع حزب الله.
إلى ذلك فإنّ اشتباكات 14 تشرين، أعادت إلى الذاكرة أحداث 7 أيار 2008، يوم اقتحم مقاتلو حزب الله أحياء بيروت اعتراضاً على قرار حكومة فؤاد السنيورة تفكيك شبكة الاتصالات التابعة للحزب. ويعتبر يوم 7 أيار نكسة لدى السنّة، إذ كشفت أحداثه عن ضعف القيادة في الدفاع عن البيئة الحاضنة.
في المقابل، كانت نتيجة 14 تشرين مختلفة، فلم يسمح أهالي عين الرمانة، لبلطجية الحزب بتخريب المتاجر واستباحة منازلهم كما فعلوا في 7 أيار، هذا ما يصرّ عليه عمر، وهو تاجر في الطريق الجديدة.
لا يخفي الدكتور سمير جعجع معارضته للحزب ولمشروعه، وهو دائماً على تواصل مع الطائفة السنية وقيادتها.
وكان وزير العدل الأسبق أشرف ريفي، قد صعد إلى معراب على الفور بعد أحداث الطيونة مؤكداً تضامنه مع حزب القوات اللبنانية، وقال لـ”لوريان لو جور”: “سمير جعجع يواجه حزب الله الذي يأخذ لبنان بأكمله كرهينة”.
ولا ينكر ريفي رغبته في بناء تحالف انتخابي مع زعيم القوات اللبنانية، فالجماعات السيادية في لبنان باتت تدرك أكثر من أي وقت مضى أنّ عليها التحالف وأنّه لا يمكنها تحمل خسارة المزيد من الوقت.
ويضيف ريفي في هذا السياق: “نعمل حالياً على بناء جبهة مع القوات اللبنانية، وكذلك مع حزب الوطنيين الأحرار بزعامة الرئيس السابق كميل شمعون، ومع النائب السابق فارس سعيد الذي يرأس لقاء سيدة الجبل، وأيضاً مع الشخصيات الشيعية المعارضة لحزب الله”.
ولكن هل سيتمكن جعجع من تحقيق خرق انتخابي في المناطق السنية؟
يقول فغالي: “لا ينبغي للمرء أن يتوقع رؤية مرشحي حزب القوات يتنافسون في منطقة بيروت الثانية [ذات الأغلبية المسلمة]، ولكن لا يمكن استبعاد أن يكون لجعجع رأياً في تسمية المرشح المسيحي لهذه الدائرة”.
هذا ويحظى جعجع أيضاً بدعم المملكة العربية السعودية، التي طالما اعتُبرت راعية الطائفة السنية في لبنان. وربما تفكر الرياض بدعم مرشحي القوات اللبنانية في المناطق السنية ، وهذا ما قد يفسر اليافطات التي علقت في طرابلس بعد اشتباكات الطيونة والتي جمعت رئيس حزب القوات اللبنانية بالملك السعودي سلمان عبد العزيز.
وتعاني القيادة السنية اليوم من حالة من الفوضى، وإن كانت هذه الصورة بدت أوضح بعد حادثة الطيونة، غير أنّ أسبابها تعود لوقت سابق، عندما وقف ممثلو هذه الطائفة مراراً ضد قرارات قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار وقبله فادي صوان.
كما عارضت هذه القيادة الاستماع إلى رئيس الحكومة السابق حسان دياب وأيدت دعوى الوزير الأسبق نهاد المشنوق والتي طالبها بموجبها بكف يد القاضي البيطار.
وفق ريفي فإنّ هذه التصرفات خاطئة، إذ “يجب ألا تتحول دار الفتوى إلى منبر يناضل ضد العدالة”.
مواضيع ذات صلة :
الملفّ الأعرج في الطيّونة | ميقاتي: حريصون على عدم التدخل في أي ملف قضائي | قيومجيان: “الحزب” يسعى لوضع اليد على القضاء |