“الحزب” لن يستسلم.. إقالة بيطار أو نستقيل!
كتبت يارا أبي عقل في “لوريان لو جور”:
“إذا كان سلوك أولئك الّذين اختاروا أن يكونوا في المعارضة مفهوماً ومبرراً، فما هو غير ذلك هو الموقف المعطّل للحكومة القادمة من الدّاخل” ، هذا ما قاله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الخميس الماضي، من السّراي الحكومي.
وأضاف ميقاتي: “على الحكومة أن تعود إلى العمل وتعوّض الوقت الضائع وإلا فسيتعيّن علينا اتّخاذ قرار” ، مهدّدًا ضمنيًا بالانسحاب إذا لم تجد الأطراف الأخرى ذلك في منتصف الطريق.
خطاب ميقاتي، هو رسالة، وفُهمت على أنّها موجّهةٌ بشكلٍ أساسيٍّ ضدّ حزب الله، ولكن هل الحزب مستعدٌّ للتّخلّي عن الحكومة؟ وكيف يمكن تفسير موقفه المتصلّب من قضيّة وزير الإعلام جورج قرداحي؟
وقرداحي، المحسوب على “المردة”، يبدو مصمّماً على عدم الاستقالة، مع الإشارة إلى أنّ استقالته تعتبر الخطوة الأولى على طريق تسوية الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت مع السعودية، بسبب تصريحاته الجدلية حول دور الرياض في حرب اليمن.
وقال قرداحي إن استقالته يجب أن تكون بمواقفة أغلبية مجلس الوزراء. هكذا ردّ على دعوة رئيس الحكومة له لـ”وضع المصلحة الوطنية أولاً”، بدوره ردّ الحزب على ميقاتي، معتبراً أنّ “وصف قرداحي ما يحصل باليمن بالعبثية، لا يبرر ردّ الفعل السعودي والإجراءات المتسارعة التي اتخذت بحق لبنان وشعبه”.
واستنكر نواب الحزب، في هذا السياق، ما أسموه بـ”الإملاءات الخارجية المتعلقة بعمل الحكومة، لكون ذلك اعتداءً على الكرامة الوطنية وتهديداً لاستقرار الحكومة”.
وقال مسؤولٌ في حزب الله لـ “لوريان لوجور”: “لن نسمح تحت أيّ ظرف من الظروف باستقالة جورج قرداحي”، وفي تعليقٍ على موقف رئيس الحكومة، أضاف المسؤول الّذي فضّل عدم الكشف عن اسمه: “الرسالة التي بعث بها لنا لا لبس فيها، ومضمونها: توقعوا المزيد من الهجمات مني، لأنني قررت الامتثال لإملاءات السعودية”.
بالنسبة للحزب، فإنّ المعركة التي يخوضها حالياً أبعد من تصريحات قرداحي بكثير، وذلك وفق المسؤول الذي يقول بصراحة “نحن في مواجهة السعودية”، مضيفاً: “هذه المسألة مستقلّةٌ عن المواجهة بين الرياض وطهران، حيث تجري هاتان القوّتان الإقليميتان محادثاتٍ في بغداد.
وكان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، قد أعلن في تصريحٍ له أنّه من “غير المعقول التعامل مع لبنان طالما أنّ حزب الله يسيطر عليه”.
كفّ يد البيطار “أولوية”
إلى ذلك، فلا زال الجدل حول المحقّق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، يعلّق العمل الحكومي، وقد دعا مؤخراً وزير الثقافة، محمد مرتضى الحكومة إلى اتّخاذ موقفٍ واضحٍ تجاه القاضي، وذهب الوزير إلى حدّ إثارة شبح استقالة الوزراء الشيعة، الأمر الّذي قد يعرّض بقاء حكومة ميقاتي للخطر.
وفي تعليقٍ على أحداث الطيونة، والتي أسفرت عن سقوط 7 قتلى ونحو ثلاثين جريحًا، يقول مسؤول الحزب: “موقفنا واضحٌ من البيطار، ويجب فضحه لأنه يسيّس التحقيق ولن يصل إلى الحقيقة”، نافياً وجود مقايضة بين قضية قرداحي وهذا الملف.
هنا يؤكد قاسم قصير، الصحافي المقرب من حزب الله، أنّ “كف يد طارق بيطار هو مطلبٌ أساسي، وقد تمّ طرحه على الطاولة قبل فترةٍ طويلةٍ من قضية قرداحي”.
ويوضح قصير أنّ “حزب الله على علمٍ بتوازن القوى على الساحة المحلية. لذلك فهو لا يميل إلى تقديم تنازلات خاصة في قضية بيطار، باختصار الحزب في موقفٍ حرج، ويصعب عليه في المقابل تقديم تنازلات”.
ويتابع قصير معلّقاً: “لم يكن هناك الكثير من الخطب القوية من قبل أمين عام حزب الله، حتى في فترة ما بعد 14 شباط 2005”.
مواضيع ذات صلة :
مصير النازحين بلا أفق.. إلى أين سيتجهون بعد الحرب؟ | فيلم “الحزب” وهوكشتاين “الحبّوب” | جعجع: الممانعة تضعنا في الجحيم و”عم تغمقلنا”.. وربط لبنان بغزة “خطأ كبير” |