جنبلاط “متشائماً”: لبنان مهدّدٌ بالاختفاء وللحريري مكانةٌ خاصَّةٌ في قلبي!
كتب منير الرّبيع في “لوريان لو جور“:
لا يحبّذ رئيس الحزب التّقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الانضمام إلى جبهةٍ سياسيّةٍ ضدّ حزب الله، هذا ما أكّده لـ”لوريان لو جور”، في تعليقٍ على تصعيده الأخير.
وكان جنبلاط قد هاجم مؤخّراً الحزب بنبرةٍ عالية، معتبراً أنّه صبر عليه كثيراً، واتّهم جنبلاط الحزب بدفع البلاد نحو الانهيار الاقتصادي، لاسيّما من خلال المخاطرة باللّبنانيّين في دول الخليج العربي.
“كان موقفي عفويًّا وتعبيراً عن واقعٍ قاسٍ”، يقول جنبلاط، مضيفاً: “كنا نختنق واضطررنا للصّراخ”.
وكانت أحداث الطيونة، قد ألقت بثقلها على المشهد، وبدأ النقاش يحتدّ حول تأثير الحزب على الدّولة اللبنانية، ومع أنّ المناخ مؤاتٍ لتشكيل جبهةٍ سياسيّةٍ ضد حزب الله، إلا أنّ جنبلاط يرفض السير بهذا المنطق.
ويقول الرّجل الذي انخرط في الحياة السياسية منذ أكثر من 40 عاماً: “لقد سئمت من الجبهات، وأخاف من الحرب الأهلية”، بهذا الجواب يغلق جنبلاط الباب – ولو في الوقت الراهن – أمام تحالفٍ استراتيجيٍّ، وليس انتخابياً فقط، مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
جنبلاط الذي يبدو في حالة “نأيٍ بالنفس”، عن حزب الله، ينظر لهذه العلاقة بطريقته فيقول: “بعض مواقفي تتلاقى والحزب وهذا يناسبه، أما حين تتعارض مواقفي مع مصالحه فالموقف مختلف”.
وفيما يتعلّق بالعلاقة مع دول الخليج، يشدّد جنبلاط على أهميّة الحفاظ عليها، معتبراً أنّه “من غير المقبول استفزاز دول الخليج العربيّ ودفعها إلى عزل لبنان لأنّ مواقف هذا البلد باتت تتعارض مع المصلحة العامّة ومع تاريخ لبنان وسياسته”.
ويؤكد جنبلاط رفضه لجميع السياسات التي تتعارض والمصلحة اللبنانية.
“للحريري مكانةٌ خاصّةٌ في قلبي “
يستعدّ جنبلاط لخوض الانتخابات المنويّ إجراؤها في 27 آذار، معتبراً أنّه “من الضّروري الالتزام بهذا الموعد”، ومعرباً في الوقت نفسه عن قلقه من أيّ عرقلة.
في الجبل، سيتحالف جنبلاط مع القوّات اللبنانية، لمواجهة التيار الوطني الحر الذي يرأسه جبران باسيل، إذ لا قاسم مشترك مع الأخير، في السياق نفسه يشدّد الزّعيم الدّرزي على أهمية الحفاظ على التحالف مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري.
وفي تعليقٍ على مسار العلاقة التي حكمت الرجلين مؤخراً، يقول جنبلاط: “لدينا خلافاتٌ سياسيّةٌ مع سعد الحريري، لكنّه وعائلته السياسية يحتلون مكانةً خاصّةً في قلبي. لقد سبق وانتقدته على خلفيّة طريقة تناوله لملفّاتٍ معيّنة، ولكنّ هذا لا يعني أنّ علاقتنا الإستراتيجية يجب أن تتضرّر”.
ومن المتوقّع أن يعود الحريري قريباً إلى بيروت ليعلن خارطة طريق الانتخابات التشريعيّة، في غضون ذلك، التقى جنبلاط مؤخّرًا بالنائب بهية الحريري للتحضير للانتخابات، فهو يحتاج إلى دعم الحلفاء لتجنّب الخسارة على الأرض، وكما هو واضحٌ أنّ الجميع بات بعد 17 تشرين في موقف الدفاع.
وبالعودة إلى الثورة، فإنّ جنبلاط لم يتقبّل الشعار الرئيسي لها، “كلن يعني كلن”، معتبراً أنّ هذا الشعار ليس عادلاً ويتجاوز نضالات الماضي، وتابع معلّقاً: “”موقعي في السلطة ليس أكثر أهمية من وجودي في أيّ موقع آخر”، داعياً منتقديه إلى تقديم أدلّةٍ على تهم الفساد التي يوجّهونها له.
“لا داعي للتفاؤل بلبنان”
يرى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي أنّه “يجب تنحية القضايا الإقليمية جانباً، والتفرّغ للتوصل إلى اتّفاق مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإلغاء حظر المساعدات التي من شأنها أن تسمح للبنان وسكانه بالتنفس”، مضيفاً “يجب أن يكون الهدف اليوم هو الحصول على حدٍّ أدنى من الاستقرار، لا أكثر”.
وفي الختام يصل الزعيم الدرزي إلى نتيجة قاتلة، ومفادها أنّه “ما من سببٍ يدعو للتفاؤل بشأن لبنان أو المنطقة”، ووفق جنبلاط فإنّ فإنّ بلد الأرز يفقد هويته و بات مهدداً بالاختفاء”.
مواضيع ذات صلة :
بالصور – عائلتا جنبلاط والضاهر احتفلتا بعمادة حفيدتهما | جنبلاط يدين “الهجوم الارهابي” على موسكو! | بري تابع مع جنبلاط الأوضاع العامّة |