بعد إنفجار “البرج الشمالي”: العين الدولية على الـ1701
جاء في “نداء الوطن”:
ليس حدثاً عابراً ما شهده مخيم البرج الشمالي في منطقة صور، من انفجار تضاربت المعلومات حول طبيعته، وسجّل ارباكاً، اقلّه اعلامياً، لقيادة حركة “حماس” في توصيف ما حصل، بين ما اعلن بداية من انفجار مخزن للاسلحة وانتهاءً بالقول انه مخزن لمواد طبية لمعالجة المصابين بجائحة “كورونا”.
الاخطر في الامر، حسب قول مصدر ديبلوماسي، “ان الحادث وقع في منطقة عمل قوات الطوارئ الدولية المعززة (يونيفيل)، اي في البقعة الجغرافية جنوب النهر المشمولة بالقرار الدولي 1701 الذي صدر في العام 2006 بعد حرب ضروس امتدت 33 يوماً وفرضت قواعد اشتباك جديدة لم يكن معمولاً بها قبلاً. والاكثر خطورة ان الحادث ليس مرتبطاً بجهة لبنانية اي “حزب الله”، انما بجهة فلسطينية هي حركة “حماس” يفترض ان تكون ساحة عملها العسكري داخل الاراضي الفلسطينية وليس في داخل الارض اللبنانية، واذا كان الامر “مبلوعاً” وعلى مضض، لو حصل الحادث في مخيمات بعيدة من منطقة عمل “اليونيفيل”، الا ان حصوله في هذا العمق الحساس من نطاق القرار 1701 يعيدنا ليس الى ما قبل العام 2006 وحتى ليس الى ما قبل العام 2000 تاريخ الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب، انما الى ما قبل العام 1982 تاريخ الاجتياح الاسرائيلي الثاني للبنان والذي اسقط بيروت، ثاني عاصمة عربية بعد القدس عاصمة دولة فلسطين”.
ووضع المصدر الانفجار الذي وقع ضمن احتمالين لا ثالث لهما:
الاول: ان الانفجار حصل نتيجة خطأ بشري، الامر الذي يطرح علامات استفهام كبرى، بعدما تبين ان الشخص الذي نعته حركة “حماس” وهو المهندس حمزة شاهين، خبير عسكري متخصص في موضوع المتفجرات وربما اكثر، وبالتالي ما الذي كان يعمل على تحضيره في هذا المخيم وفي نطاق هذه المنطقة؟، وما يدلل على اهمية شاهين حضور ثلاث شخصيات من اعضاء المكتب السياسي في حركة “حماس” من قطر للمشاركة في التشييع.
الثاني: ان يكون الانفجار نتيجة عمل امني من ضمن المواجهة المفتوحة مع الاستخبارات الاسرائيلية المتعاونة مع جهات فلسطينية على طرفي نقيض مع “حماس” ومع السلطة الوطنية الفلسطينية، وبالتالي تهدف الى اصطياد اكثر من هدف بطلقة واحدة، اي قتل الخبير الحمساوي، وتحريض الشارع الفلسطيني على بعضه البعض، ووضع “حزب الله” في مأزق لان حليفته “حماس” تنشط في منطقة تعتبر من الدوائر الاكثر خطورة وممنوع العمل فيها لغيره وبسرية تامة”.
ويكشف المصدر “ان سيناريو تشييع حمزة شاهين والذي كان يفترض ان تحضره كل القوى الفلسطينية وقوى لبنانية غير محصورة بـ”حزب الله” فقط، كان الهدف من ورائه حصول اغتيالات امام الكاميرات، بعدما تبين ان مطلق النار مطرود من حركة “فتح” منذ ثلاث سنوات، وان شخصاً آخر كان في ساحة الحدث تم توقيفه يتبع لقيادي امني فلسطيني ينشط في دول عربية ومطرود ايضاً من قيادة “فتح”.
ويشير المصدر الى “ان هناك معطيات خطيرة وصلت الى جهات فلسطينية مختلفة، تحدثت عن اتجاه لاعادة استخدام ورقة المخيمات من ضمن اوراق الضغط على الساحة اللبنانية، وان اصرار جهات فلسطينية على حضور السفير الفلسطيني اشرف دبور مراسم تشييع حمزة شاهين دفعته الى التوجّس والغاء المشاركة، وهو الذي كان اول من تفقد ابناء المخيم ووقف الى جانبهم”.
ويرى المصدر ان “حزب الله” سيكتشف “وربما كالعادة متأخراً، بأنه هو من أتى بدبّ الازمة الى كرمه، وان انفجار البرج الشمالي فتح عين العالم على حتمية تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، لا سيما البند الاساسي المتصل بجعل كامل منطقة عمل قوات “اليونيفيل” خالية من اي سلاح غير شرعي، ناهيك عن تسجيل خرق خطير لهذا القرار، وهو دخول جهة فلسطينية الى نطاق عمل “اليونيفيل” لتنشط تسليحاً وتذخيراً، الامر الذي يضع لبنان امام موقف حرج جداً دولياً، ويستدعي بـ”حزب الله” ان يخرج بأكثر من توضيح للداخل قبل الخارج”.
مواضيع ذات صلة :
حصيلة جديدة للغارات الإسرائيلية في هذه المناطق! | توتر في البرج الشمالي على خلفية إزالة مخالفة بناء | إنهيار سقف منزل بلدة برج الشمالي |