لبنان بين الانسحاب من المحور الإيراني أو الانفجار
لا مفر من الانتظار القاتل أمام واقع لبنان المأسوي إلى ين اكتمال المشهد الإقليمي في ظل فوضى عالمية لا تشي سوى بإنهيارالنظم التي حكمت العالم في بداية القرن العشرين وحتى الآن، حيث سقطت ثنائية القطبين مع انهيار الإمبراطورية السوفياتية فيما تثيرالاضطرابات في عمق أميركا شكوكا جدية حول مستقبل الدولة الاقوى في العالم.
لطالما شكل لبنان منذ نشوئه العام 1920 تقاطعا هاما على وترعالمي مشدود بين الشرق و الغرب، حاول رجالات الاستقلال الأول جعله نموذجا فريدا بما سمي حينها اصطلاحا الميثاق الوطني وجرى تشويه مقاصده على مسافة من انهيار”لبنان القوي”.
وفق تعبير ديبلوماسي أوروبي في بيروت، لبنان راهنا مجرد طابة تتقاذفها الأمم في مباريات العالم الجديد، وتأجيل مفاوضات التنقيب عن ثرواته ليس الا دليلا مضافا على افول نظامه السياسي وانتظار شكل تكوين وظيفته ودوره في المنطقة.
من هذا المنطلق، يرجح الديبلوماسي المذكور دخول لبنان مرحلة فوضى عارمة في الأشهر المقبلة، حيث لا يمكن التكهن بمفاعليها قبل أن يحين أوان الحل، خصوصا وان رص صفوف دول مجلس التعاون الخليجي وعودة قطر إلى حظرتها سيعيد خلط الأوراق في المدى الإقليمي ما سينعكس على إيران وتركيا وإسرائيل بشكل متفاوت.
بناء عليه ، لبنان واقع الآن أمام معادلة دقيقة مفادها إما فك الارتباط مع إيران ومحورها الإقليمي، علما أن مختلف البعثات الديبلوماسية تشدد على ضرورة انسحاب لبنان والتزام الحياد وهو من الاستحالة بلوغه في ظل سيطرة “حزب الله” الشاملة اوالاستعداد للسقوط الكبير.
“حزب الله”، بصفته الطرف الاقوى أو الرقم الصعب يراهن على جنرال ستالين الأبيض الذي استطاع هزيمة ألمانيا النازية عندما راهن على الوقت والجليد لكسر جبروت الجيش القوي، وهنا تكمن الكلفة الباهظة التي سيدفعها لبنان من كيس استقراره الهش ثمنا لانتظار طهران الإدارة الأميركية الجديدة.
لكن، إعادة ترتيب أولويات واشنطن في ظل حالة الاضطراب الراهنة و الذي ينذر بصخب في الشارع الأميركي قد يزيد من تعقيدات الازمة اللبنانية، ومن المؤكد بأن وضع لبنان لا يحتمل،الأمر الذي ترصده عواصم أوروبية بدقة متناهية تمهيدا لملئ الفراغ الأميركي وربما تحريك اساطيلها البحرية على غرار ما فعله الأجداد عندهم و عندنا.
مواضيع ذات صلة :
عراقجي: سنرد على أي هجوم من دون تسرّع | البنتاغون: لم نكن على علم بهجوم ايران من قبل | أدرعي: سقوط عدد قليل جدًا من الصواريخ في اسرائيل |