بعد “لا قرار” المجلس الدستوري.. التصعيد بدأ وغوتيريس غادر حزينًا
فتح «لا قرار» المجلس الدستوري حول الطعن الانتخابي، البلد على صراع سياسي توحي كل المؤشرات الداخلية بأنّه سيكون ذروة في الاحتدام، وليس في إمكان أحد من الآن، تقدير سقف التصعيد، وما سيترتب عليه من تداعيات سياسية وغير سياسية.
ووسط هذه الأجواء الملبّدة على كل المستويات، إختتم الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش زيارة الى بيروت، بدت وكأنّها حدث ثانوي أمام تسارع الأحداث الداخلية، وغادر الى باريس، بعدما عبّر عن حزنه «لرؤية شعب هذا البلد الجميل يعاني بشدّة»، وقال: «يجب أن يعمل القادة السياسيون معًا لتنفيذ الإصلاحات التي تستجيب لمطالب الناس وتعطي الأمل في مستقبل أفضل».
وعلى صعيد دولي آخر، قال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتريلا، في رسالة تمنيات طيبة للجنود الإيطاليين المنخرطين في مسارح العمليات الدولية، امس: «إنّ ما يجري في لبنان «مهمّ» للمجتمع الدولي، حسبما أفادت وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء. وخاطب ماتريلا كتيبة البعثة الإيطالية في لبنان، مركّزاً على الوضع «المقلق» في البلاد، لا سيما أوضاع السكان الذين يعانون من «ضائقة اجتماعية».
من جهته، أكّد نائب رئيس البرلمان الأوروبي فابيو كاستالدو «أنّ إيطإليا والاتحاد الأوروبي ينتظران من القادة اللبنانيين الشروع بالإصلاحات ليقوموا بدور لمساعدة لبنان».
صار البلد فوق المكشوف سياسياً، واقتصادياً ومالياً، واجتماعياً، وقضائياً، وصحيّاً، وحتى وطنياً، فلا تفاهمات، ولا تسويات، بل استعدادات لاشتباكات على كل الجبهات. باتت جلية وممتدة على طول المشهد الداخلي، الذي يبدو انّه أُصيب بارتجاجات في المخ السياسي الذي يحكمه، بعد صدور «لا قرار» المجلس الدستوري. وتلك الاستعدادات عكست فرزاً داخليا واضحاً، وثبّتت المشهد الداخلي على مثلث متصادم:
– يتمركز في ضلعه الاول، فريق أشعره «لا قرار» المجلس الدستوري بهزيمة يصعب عليه ان يتحمّلها، أخذته الى ردّ فعل انفعالي صوّب فيه على الخصم والحليف ولم يوفّر احداً، وتوعّد بالويل والثبور وعظائم الامور، شاهراً في وجههم مقولة «عليّ وعلى اعدائي»، وهو ما تبدّى في اللغة النارية التي استخدمها رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل في معرض رفضه لما آل اليه الطعن المقدّم من تكتل لبنان القوي في بعض تعديلات القانون الانتخابي الحالي.
– وفي الضلع الثاتي لهذا المثلّث، يتمركز فريق أشعره الـ«لاقرار» بالانتصار، وأخذته نشوة التشفّي من العهد وتياره السياسي الى المغالاة، مقدّما لنفسه فوزاً مسبقاً وحاسماً في الانتخابات النيابية، حيث بدا وكأنّه حقّق من خلاله مراده في إحداث انقلاب يكسر المعادلة النيابية القائمة ويطيح الاكثرية الحاكمة.
– واما في الضلع الثالث، فيتمركز مواطن لبناني مهزوم، يُضحّى به في معركة تصفية حسابات تدور رحاها فوق جوع الناس واختناقهم، ويقايض اطرافها بلداً وشعباً بأكمله، بمقعد نيابي بالزايد هنا او هناك!
وكما بدا جلياً غداة سقوط الطعن الانتخابي، فإنّ ارضيّة التصعيد بدأت تتحضّر على اكثر من جبهة، ولا سيما من خلال التقاصف السياسي المتبادل بين «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية»، وكذلك بين التيار و»الثنائي الشيعي»، حيث كان لافتاً للانتباه تجنّب حركة «أمل» و»حزب الله» الردّ العلني والمباشر على باسيل، الّا أنّ ناشطي الطرفين بدوا في معركة حامية الوطيس مع ناشطي التيار على مواقع التواصل الاجتماعي. ما يثير اكثر من علامة استفهام حول مستقبل تفاهم مار مخايل بين «التيار» و»حزب الله».
وكذلك كانت لافتة السخونة الشديدة على خط «التيار الوطني الحر» وفريق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حيث انّ نواب التيار وجّهوا كتاباً رسمياً الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري مطالبين بعقد جلسة نيابية عامة في اقرب وقت، لمساءلة الحكومة لتمنّعها عن الانعقاد، فيما برز في المقابل ردّ عنيف من فريق رئيس الحكومة على ما اورده رئيس التيار جبران باسيل من مواقف هجومية على خلفية كسر الطعن الانتخابي الذي تقدّم به.
المصدر : الجمهورية
مواضيع ذات صلة :
في كواليس ساحة النجمة حديث خفي عن تمديد يُحضّر للنواب… الحجج كثيرة وعلى طبق من فضّة! | إليكم ما قرّره المجلس الدستوري بشأن الطعون الثلاثة في التمديد للبلديات | أيوب: نتمنى أن ينصفنا المجلس الدستوري |