الجميّل: “الكتائب” جزء لا يتجزأ من الانتفاضة.. ولا نسأل عن كرسي ولا وزارة

لبنان 9 شباط, 2022

أكد رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” سامي الجميّل أن الكتائب جزء لا يتجزأ من الانتفاضة الشعبية التي تطالب بدولة سيدة ومستقلة ووجودنا في هذا المكان هو في صلب نضالنا ومبادئنا الكتائبية، مشدداً على حاجة لبنان الى قوة ثالثة في البرلمان لنقل البلد الى نهج ومنطق جديد، على الاقل لضمان ان ثلث المجلس لن يساوم.

 

الجميّل وفي حديث عبر موقع “النهار”، شدد على أن مصلحة البلد والمعركة وانتصار المعارضة تفوق اي اعتبار شخصي او حزبي، ويجب ان نعطي المثل لغيرنا بالتواضع والتضحية، متمنياً من كل المجموعات المعارضة ان تتعاطى بنفس الطريقة وان نضحي لنقدم للبنانيين بديلا تغييرياً وسيادياً ليكون هناك قوة سياسية مستقلة قادرة على خوض معركة سيادية واصلاحية.

 

ولفت الى أهمية محاسبة من كذب ودمّر البلد وإلا فسيكرر فعلته، مؤكداً انه حان الوقت ليقول الشعب انه لن يساوي بين من أخطأ ومن لم يخطئ. واسف لأن لبنان محكوم بمنطق ميليشياوي خطير دمّر البلد ويجب ان نسأل أنفسنا ان كنا نريد منطق رجال دولة يؤمن بالحق والقانون والديمقراطية والمساوات بين الناس، أو المنطق الميليشياوي الذي يؤمن بالالغاء والعنف والمال وبأن القانون والدستور مجرد ديكور.

 

في مستهلّ الحوار، إستذكر الجميّل النائب الشهيد جبران تويني، وقال: “هو شخص عزيز عليّ كثيراً، بعمر 15 عاماً تقريباً استضافت المدرسة جبران لالقاء محاضرة وانا كنت حاضراً وكان تأثيره علي هائل لدرجة ان المحاضرة كانت بالنسبة لي محطة مفصلية. ومن ثم في فترة 14 اذار عشت في مبنى النهار 61 يوماً تقريباً، كنا ننام في الخيم، صباحاً نذهب الى العمل وعندما ننتهي نلتقي جبران تويني في هذا المبنى وعند السادسة ننتقل الى الخيم مجدداً”.

 

وتمنى الجميّل لهذه المؤسسة ان تبقى صوتاً موضوعياً لبنانياً سيادياً يناضل من اجل البلد وحرية التعبير والفرد.

 

إنفجار الرابع من آب

 

تعليقاً على إنفجار الرابع من آب، إعتبر أن جريمة 4 آب هي الوحيدة التي يمكن أن نصل فيها إلى نتيجة، ففي كل ملفات الشهداء الذين سقطوا لم يتم العثور على اي دليل لان القضاء في لبنان يتعرّض للضغط والاجهزة الامنية مخروقة وهناك تعطيل دائم للعدالة ما منع المحاكمة في كل هذه الجرائم ومن بينها اغتيال بيار. واشار في المقابل، الى ان الدلائل في جريمة 4 اب لا تحصى والاجهزة الامنية كلها متواجدة في المرفأ ومن ادخل المواد ومن اخرجها معروف، والوزراء المتعاقبين وكل المسؤولين السياسيين المتعاقبين الذين سمحوا بحصول الانفجار بطريقة مباشرة او غير مباشرة.

 

وشدد على أن معركة الحقيقة تشفي جزءاً من غليلنا من اغتيال بيار وجبران وكل الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن لبنان، أما التساهل مع هذا الملف فيعني نهاية العدالة في البلد. إلا أنه أكد عدم الإستسلام وإكمال الضغط الى جانب اهالي الضحايا والقاضي طارف بيطار، والعمل لكي يصل القاضي الى النهاية في الملف.

 

الكتائب جزء لا يتجزأ من الانتفاضة الشعبية

 

في سياق آخر، أكد الجميّل أن الكتائب جزء لا يتجزأ من الانتفاضة الشعبية التي تطالب بدولة سيدة ومستقلة، ووجودنا في هذا المكان هو في صلب نضالنا ومبادئنا الكتائبية، وقال “نتواصل ونعمل منذ فترة مع 80% من مكونات الثورة او الانتفاضة الشعبية، في المقابل هناك بعض الاصوات ضدنا من بينها جزء صغير لديه مشكل ايديولوجي عميق ولا يمكنه تخطي الماضي والنظر الى المستقبل، وهناك جزء اكبر هو الخرق الامني داخل الانتفاضة اما الجزء الثالث فهي المصالح الانتخابية”.

 

وتابع “في 2015 كنا قلة قليلة ومع الوقت بدأت الناس تأتي الى المعارضة وكنا اول من يتم التعاطي معه”.

 

التحالفات الانتخابية

 

وعن تبني ترشيح مجد حرب في البترون، أعرب الجميّل عن تطلعه الى مصلحة البلد وما يخدم المصلحة الكبيرة للمعارضة في الشمال، وقال “نتلقى منذ فترة دعوات من الناس لكي نتوحد في البترون لان المعركة تهم الكثير من اللبنانيين، وما يهمنا ليس التشبث بمرشحنا والقيام بمصلحة الحزب. وقد شرحنا معطيات المعركة في المكتب السياسي واستشرنا كل الكتائبيين في البترون دون استثناء وكل المعطيات الموضوعية تقول انه لتحقيق انتصار في المنطقة كنا مضطرين للقيام بما قمنا به، كما ان مجد حرب شخص استثنائي”.

 

وشدد الجميّل على أن مصلحة البلد والمعركة وانتصار المعارضة في هذه المنطقة تفوق اي اعتبار شخصي او حزبي، ويجب ان نعطي المثل لغيرنا بالتواضع والتضحية، متمنياً من كل المجموعات المعارضة ان تتعاطى بنفس الطريقة وان نضحي لنقدم للبنانيين بديلا تغييريا وسيادياً ليكون هناك قوة سياسية مستقلة قادرة على خوض معركة سيادية واصلاحية.

 

ولفت الى ان التحالف في الشمال يضم الكتائب وشخصية مستقلة اسمها مجد حرب وشخصية مستقلة اسمها ميشال معوض اضافة الى شخصيات من الثورة، وقال: “نحن نتطلع الى خطاب الناس ونظافتهم وموقفهم ومشروعهم السياسي وعلى هذا الاساس التقينا مع هؤلاء الاشخاص”.

 

وأكد رئيس الكتائب أن الفريق المعارض الموجود في لبنان سينتصر، وقال “المرة الماضية الناس لم تصدق ان البلد يمكن “ان يخرب”، وعندما تحدثنا عن الافلاس اتهمونا بالشعبوية كما تحدثنا عن تسليم البلد الى حزب الله وان الموازنات وهمية وان البلد سيفلس وتبين لاحقا ان كل ما قلناه قد تحقق.

 

وأردف: “اليوم في 2022 تبين ان الكتائب كانت محقة ورأت الناس من كذب ومن صارحها ومن غير المعقول الا يحاسب الشعب اللبناني هذه الطبقة وان يخضع وسنبقى نعمل لتقديم خيار جدي وموحّد ومعارض ونظيف لتسهيل مهمة القيام بالخيار الصح.

 

ورداً على سؤال أوضح الجميّل أن هناك اشخاصاً ضمن تحالف “شمالنا” يريدون التحالف معنا لكن هناك اشخاص يقومون بالمستحيل لكي لا يحصل هذا التوحيد، وقال “اناشد الجميع لاعطاء الاولوية للتوحيد ونحن على اتم الاستعداد لكل خطوة توحّد”.

 

وعن التحالفات في المتن، قال الجميّل “نأمل ان نعطي مثالا لباقي المناطق بأن نبني لائحة معارضة موحدة، وقلنا اننا كنواب استقالوا نمد يدنا لكل افرقاء المعارضة لنشكل سوياً انطلاقاً من معايير واضحة هي الكفاءة والناحية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ولم نقفل لوائح كما لا نضع الشروط وكل من يوافقنا على هذه القناعات نحن جاهزون للتعامل معه كذلك نحن على تواصل مع كل من يرغب بالترشح للانتخابات.

 

ورداً على سؤال حول حزب القوات اللبنانية، قال الجميّل: “نختلف مع القوات في الأمور الاستراتيجية منذ العام 2015، فقد إختلفنا منذ التسوية الرئاسية، وفي التصويت على الموازنات الوهمية وعلى اقرار قانون الانتخابات، وفي كل الاستحقاقات كان لنا وجهات نظر مختلفة.

 

قوة ثالثة في المجلس النيابي

 

وشدد الجميّل على أهمية مبدأ المحاسبة والاصلاح، وقال “هدفنا تجديد الحياة السياسية ووصول اشخاص يتمتعون بنهج مختلف وعدم الدخول في منطق تسويات وان يكون في المجلس قوة ثالثة.”

 

وتابع “كما يبدو الإتجاه ذاهباً سيكون هناك 3 قوى: حزب الله وحلفاؤه، الفريق الاخر من التسوية مثل القوات والاشتراكي، وقوّة ثالثة خارج اطار التسوية ستكون ميزتها انها متحررة عابرة للطوائف والضمانة بأننا سنعيش تجربة سياسية جديدة في البلد. واضاف:” لبنان بحاجة الى هذه القوة الثالثة لنقل البلد الى نهج جديد ومنطق جديد، على الاقل لضمان ان ثلث المجلس لن يساوم”.

 

وردا على سؤال حول امكانية تحالف الكائب مع النائب نعمة افرام في كسروان، أكد الجميّل التواصل مع افرام، مشيرا الى ان العلاقة اكثر من ممتازة وهو يعمل لمصلحة لبنان ويحب البلد.

 

وتابع:” نحن نتواصل مع كل المجموعات في كل المناطق لتشكيل اللوائح والعمل المشترك، والصدق في العمل السياسي والالتزام بالكلمة والموقف والمبادئ بات امرا نادراً ونفتخر اننا لم نساوم على مبادئنا، فمنذ انتخابي رئيساً للحزب كانت خطواتنا عملية وخضنا المواجهات وفضحنا ملفات الفساد مثل البواخر والسدود والنفايات، ولم نساوم في اي محطة”.

 

اضاف: “اذا لم نحاسب من يكذب ويدمّر البلد فسيكرر فعلته ولن يتغير اي شيء، وعندها لن يغيّر السياسيون نهجهم لذلك حان الوقت ليقول الشعب انه لن يساوي بين من أخطأ ومن لم يخطئ، لان المساومات كأننا نقول للكفوء ان مثله مثل الخاطئ”.

 

واستبعد الجميّل فرضية تأجيل الانتخابات، وقال: “لا ارى من هو هذا النائب البطل الذي سيرفع يده ويصوّت للتمديد، لذلك لن تطيّر الانتخابات الا في حال حصول حدث امني كبير”.

 

وردا على سؤال حول امكانية التحالف مع آل المر، قال الجميّل:” الياس المر قام من الموت بعد محاولة اغتياله وهذا الحدث خلق علاقة بنيوية بيننا، فقبل استشهاد بيار في 2006 زار الياس في المستشفى ومن ثم في المنزل وسأله عما شعر به في تلك اللحظة ربما لان بيار كان يتوقع انه سيمر بنفس التجربة، وهذا الامر الذي حصل مع الياس المر أثّر بي كثيرا. أما في موضوع الانتخابات فقد اخذوا خياراهم ونحن لدينا ارتباط بكل المجموعات والشخصيات التي عملنا معها منذ الثورة”.

 

لبنان محكوم بمنطق ميليشياوي

 

ولفت الجميّل إلى أن لبنان محكوم بمنطق ميليشياوي خطير دمّر البلد ويجب ان نسأل أنفسنا ان كنا نريد منطق رجال دولة يؤمن بدولة الحق والقانون والديمقراطية والمساوات بين الناس، وبين المنطق الميليشياوي الذي يؤمن بالالغاء والعنف والمال وبأن القانون والدستور مجرد ديكور، لبنان وصل الى هنا لانه يُحكم وفق عقل ميليشياوي، فهل نقبل البقاء تحت سيطرة هذا العقل او نريد الاتيان برجال دولة؟ واذا اردت ان يعيش اولادي في بلد يحترم نفسه فيجب الاتيان برجال دولة الى الحكم”.

 

واضاف: “عندما كان لبنان محكوماً من رجال دولة كانت لدينا مؤسسات ودولة ولكن منذ انتهاء الحرب الى اليوم يحكمنا رجال ميليشيات وأشخاص لا يؤمن عقلهم بالدولة وبأن المواطن هو الهدف والاساس، وككتائبيين دافعنا عن لبنان ولم نطلب يوما من الناس ان يموتوا من اجل شخص”.

 

واعتبر ان منطق الثنائيات هو منطق الالغاء، مضيفًا: “عندما لا يتمكنون من الاغتيال بالسلاح يغتالون بالاشاعات، ولم يتحمل اي فريق ما تحملناه من الاغتيال السياسي ومن خلال تشويه صورة الحزب ورئيسه، فمنذ 3 اشهر الى اليوم هناك اكثر من 280 مقالا تطلقه ماكينات وموظفين يعملون يوميا لضرب الكتائب ولعدم خلق خط جديد في البلد”.

 

وختم: “الكتائب لا تسأل عن كرسي ولا وزارة، نحن نهتم بالبلد ولن نساوم بشهدائنا ومن هنا شعارنا لن نساوم وهدفنا مصلحة لبنان ولو دفعنا الثمن من حياتنا ومصالحنا”.

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us