جعجع: كما أخرجت زحلة أرنب الجولان الكبير حان وقت

أحيت منطقة زحلة في “القوات اللبنانية” ذكرى شهدائها، برعاية رئيس الحزب سمير جعجع، في قداس احتفالي في مقام سيدة زحلة والبقاع، ترأسه رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم وعاونه راعي ابرشية زحلة المارونية المطران جوزيف معوض، متروبوليت زحلة والبقاع المطران انطونيوس الصوري، راعي ابرشية زحلة والبقاع للسريان الارثوذكس المطران يوستينوس بولس سفر، ولفيف من الكهنة. وحضر القداس النائب جورج عقيص، المرشحون ميشال تنوري، بيار دمرجيان، سابين قاصوف، ديما ابو دية، ناديا زوجة المرشح الياس اسطفان، النواب السابقون شانت جنجيان، جوزيف المعلوف، ايلي ماروني، انطوان ابو خاطر، الامين العام لحزب “القوات” غسان يارد، الامين العام المساعد لشؤون الادارة وليد هيدموس، رئيس بلدية زحلة المعلقة تعنايل اسعد زغيب، رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا بو فيصل، منسق منطقة زحلة في القوات ميشال فتّوش، المنسق السابق طوني القاصوف، فضلا عن فاعليات سياسية واقتصادية واجتماعية واعضاء من المجلس المركزي وحشد من القواتيين واهالي الشهداء. وفي المناسبة القى جعجع كلمة عبر “زوم” قال فيها: “في نيسان لا نستطيع ان ننسى ان قلّة قليلة من ابطال “القوات اللبنانية” مع اهالي زحلة بتلاحمٍ بطولي واسطوري تصدّوا لآلة القتل والتدمير الأسدية في 2 نيسان 1981 وحولّوا زحلة من عروسة البقاع، الى عروسة الثورة، الثورة على الظلم والقهر والاحتلال في لبنان في ذاك الزمان، وانتفاضتهم على المحتل سبقت بشوط كبير بقية اللبنانيين، في 2 نيسان لا نستطيع ان ننسى أيضًا ان النظام السوري اعتقد “انو بكم عسكري وبكم دقيقة بينتهي من موضوع زحلة” ولكنه أخطأ في ظنه فهو من انتهى وغادر وبقيت زحلة”، مشبهاً مقاومة زحلة في وجه الاسد في العام 1981بمقاومة الاوكرانيين اليوم. وتابع: “اما الذي لا نستطيع نسيانه في نيسان هؤلاء الشباب والاولاد في عمر الزهور الذين قطعوا جبال صنين وعيون السيمان مشيًا في عزّ الثلج والعواصف والصقيع والقصف بالراجمات، حتى يصلوا الى زحلة مع الدعم والامدادات، وحين يصلون يبلّغون بكل شرف بشير لـ”الناطرن عاللاسلكي” نُفذّ الأمر، ليدخلوا بعدها مباشرةً على سجلات البطولة والمجد والخلود والاستشهاد والتاريخ من بوابته الواسعة.” واعتبر انه “اذا كان الانسان مفطورا بطبيعته على النسيان، إلاّ انّ ملاحم البطولة في زحلة انحفرت في الوجدان صور شهداء وأبطال في التلال والحفافي، وبعضها كان مجمّدا في صقيع صنين، وبدل نسيان هذه الملحمة وتلاشيها مع الزمن، تتخلد اكثر واكثر، وبعد “41 نيسان من اول نيسان” ستبقى ذكرى زحلة عصية على النسيان من الآن الى آخر الزمان”. واضاف: “بين اول نيسان وهذا النيسان، ما زالت “القوات اللبنانية” تعيش في وجدان زحلة وذاكرتها ، وما زالت تنمو وتزهّر يوما بعد يوم بأحلام اولادها، وتطلعات شبابها وصباياها، وإيمان اهلها بمستقبل مشرق ووطن يليق بهم، وهذه الاحلام لا يمكنها الا ان تتحقق، وهذا الايمان في النهاية سينبت سنابل امل ورجاء وقيامة، لأنه مزروع كحبة الحنطة في أرض زحلة الخصبة، وعلى قدر ما يكون الإيمان والأمل في القوات كبير، على قدر ما يكون الحصاد اكثر بكثير”. واستذكر جعجع الست الزحلاوية المسنة التي تتمتع بعنفوان كبير، في أحد ملاجىء زحلة في نيسان 1981، حين قالت للأسد بكل شجاعة “خود جماعتك وفل من هون، انت ارنب بالجولان ما تعمل حالك علينا اسد بزحلة وبلبنان”، مضيفا: “اما نحن فنقول لا يمكننا نسيان هذا “الارنب في الجولان” فكم وكم من ارنب صغير “فقّس” في لبنان، ارانبه تستمر بالتنقل هنا وهناك لتضييع “شنكاش” المعركة الأساسية بحركاتهم ويأكلون الغلة والمحصول ويعبثوا الارض فوضى وفسادا، وكما اخرجت زحلة ارنب الجولان الكبير، حان الوقت لإخراج مخلّفاته الصغار في أقرب فرصة، وتاريخها في 15 ايار”. ورأى انه في “نيسان لا نستطيع ان ننسى انّ تاريخ زحلة دائما مقاومة، وليس فقط في 2 نيسان 1981، انما من الأساس كانت محط اطماع “والي الشام”، اسم الوالي يتغير من عصر الى عصر، ولكن الاطماع ذاتها، وصمود اهل زحلة ومقاومتهم عبر الأجيال ايضا هي ذاتها. هذه المقاومة تتخذ شكلا جديدا في كل مرة، وستشكل هذه المرة مقاومة انتخابية، تقول لوالي الشام الجديد وازلامه في لبنان، ان زحلة “هيي هيي”، في كل الأزمان، رأس حربة في وجه الإحتلال والفرض والسيطرة والحرمان”. واعاد بالذاكرة لـ2 نيسان 1981 عندما لبست “القوات اللبنانية” الخوذ وبنت المتاريس وتنقّلت في زحلة دفاعا عنها بكل ايمان وحماس واندفاع من دون اي اعتبارات، ولكن اشار جعجع الى انه “بعد هذا التاريخ انتقلت “القوات” من متاريس زحلة الى قلوب اهلها ووجدانهم من دون اي حسابات؛ وبعد الـ 2005 انتقلت الى عقولهم ايضا، لأنها برهنت إنّها ليست فقط مجرد حركة مقاومة عفوية “كل ما دقّ الخطر عالبواب”، إنما مؤسسة تفكر وتخطط وفق حسابات دقيقة، وتتمتع بالتنظيم والارادة والوعي والمشروع لبناء دولة قوية للمستقبل وتحقيق الأمجاد “من اول وجديد”؛ واعتباراً من الـ2009 انتقلت القوات في زحلة من قلب القلوب وصميم الأفكار والعقول، الى قبة البرلمان وقلب الحياة التشريعية، وهنا أوجه التحية للنواب السابقين انطوان بو خاطر وجوزيف المعلوف وشانت جنجيان، وصميم العمل الوطني لتستكمل معركة الدفاع عن حرية زحلة وحقوق ابنائها وكرامتهم التي بدأت بها منذ 2 نيسان 1981، الا انها هذه المرة استخدمتها في سلاح الكلمة والموقف والمشاريع، كي تكون زحلة في المقابل نقطة ارتكاز اساسية بالنسبة للقوات لتضع رؤيتها الكبيرة للبنان بالمستقبل على سكّة التحقيق”.

وشبّه طبيعة “القوات” وصلابتها ومقاومتها بطبيعة زحلة التي تعيش في “السهل”، ولكنها ليست سهلة ابداً، فمن الممكن ان تزحل ارضها، من وقت الى آخر، بسبب عوامل طبيعية، الا ان رجالها ونساءها ثابتون على المبادىء والالتزام بالكلمة والموقف مثل صخور صنين في كل الاوقات؛ وصحيح انّها ارض الكرم والضيافة والسهل الممتنع للجيران والزوار، ولكن في لحظة كرامة وغضب تصبح اوعر من جبال صنين في حال تطاول احد عليها؛ وصحيح ايضا انها تتمتع بتنوع حزبي وعائلي وسياسي، الا ان وقت الخطر “كلن بيصيروا قوات”. كما أكد “رئيس القوات” ان “خطر التجويع والتفقير والاذلال وطمس الهوية وتهديد المصير والكيان يدق، في هذه المرةّ، أبواب زحلة وكل لبنان ومصدره محور الممانعة المتمثل بـ”حزب الله” و”التيار الوطني الحر” وحلفائهم، وكما في كل مرة و”متل كل تاريخن بالحزّات”، سيبقى اهل زحلة امينين لأنفسهم ومعتقداتهم وتاريخهم، وفي 15 ايار “ما فيون الا ما يصوّتوا قوات””. وأردف: “في إنتخابات هذا العام الزحلية، ولو ان “الأسد” غير موجود كما كان في الثمانينات والتسعينات، ولكن شياطينه، وليس ملائكته، ما زالوا موجودين، من خلال من يتباهى، وللأسف، من الفاتيكان تحديدا، انّ وجود “حزب الله” المسلّح، هو قائمقام الأسد في لبنان، وانه لا يؤثر بتاتا على الوضع الداخلي في البلد. ونحن لا نستطيع الا ان نتوقف، مع الكثير من الرفض والأسف، امام هذه المواقف التي اتت مليئة بالذل والذمية والتدليس، سعيا الى “كمشة” اصوات انتخابية و”حفنة” مقاعد نيابية مصطنعة وعدهم بها “حزب الله” ونظام الأسد، والتي تذكّرنا بقصة الثلاثين من الفضة”. تابع: “للصراحة امام هذين النموذجين من المواقف والتعاطي، لا يمكننا الا ان نقول “يا ضيعان هيك شعب بطل، بهيك مسؤولين مش مسؤولين”. فإذا وجود “حزب الله”، كما هو حاليا، لا يؤثر على الوضع الداخلي اللبناني، فلتشرح لنا جماعة “التيار” كيف ولماذا وصل وضعنا الى هنا؟ بالطبع لديهم مئة جواب وجواب، باعتبار انهم “شاطرين بالحكي وصفّ الكلام والغش والخداع”، لا بل هذا اختصاصهم بامتياز، الامر الذي لا يخفي حقيقة انّ وضعنا المتأزم سببه ممارسات “التيار” و”حزب الله”. وتوجه جعجع الى اهالي زحلة بالقول: “أمامكم ثلاثة خيارات في الاستحقاق النيابي وهي: “القوات اللبنانية وحلفاؤها وهو الخيار الطبيعي والتلقائي، التيار الوطني الحر وحزب الله وهو الخيار غير الطبيعي وغير التلقائي، والمستقلون”. سأبدأ بالمستقلين، مع احترامنا لهم، وكثر منهم جيدون وناجحون ولكن السؤال، ماذا يمكنهم ان يحققوا؟ نحن لا نبحث عن اشخاص جيدين فقط لانتخابهم، بل عن اشخاص جيدين ويستطيعون العمل ضمن احزاب وتكتلات كبيرة ويتمتعون بخطط كاملة ولديهم تنظيم جيد لينجحوا بالمواجهة ويغيّروا الاوضاع، ما يعجز المستقلون عن تحقيقه. وبالتالي وبكل صراحة من يمنح صوته لأيّ مستقل يعني انه يضيّعه هدرا، ليس لان ذلك المستقل شخص سيء بل لأنه لن يستطيع انجاز اي شيء.” اضاف: “أمّا إذا انتخبتم “التيار”، بالدرجة الاولى يعني انكم تنتخبون “حزب الله” مع كل النتائج التي تترتّب على هذا الخيار، اي لا سيادة، لا استقلال، لا حرية، لا دستور، ولا قانون، على اعتبار أنّ هذا الاخير لا يُطّبّق على الفريقين، اضافة الى انه لا استقرار، والأهمّ، لا دولة بالمطلق وأنتم ترون بأي عزلة نعيش جراء حكم “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”. اما في الشأن الاجتماعي والاقتصادي، فلا كهرباء و”اتصالات بتقطش هيدا إذا ضلّت ماشية” واقتصاد متعثّر الى اقصى درجة، لا مشاريع، لا فرص عمل، شح بالأدوية، والقليل القليل ممن يستطيع دخول المستشفيات، بينما الجامعات والمدارس حدّث ولا حرج: معاناة كبيرة، وصعوبة كبرى حتى بتأمين لقمة العيش”. وتوقف جعجع عند كلام “احد مسؤولي “حزب الله” الذي قال بما معناه “اننا لم نفهم شعارهم “باقون نحمي ونبني” لأننا لا ندرك اللغة العربية جيدا” فيما الصحيح اننا نتقن اللغة العربية بينما هم يدركون اللغة الفارسية”. ورد جعجع على من حاول ان يشرح لنا بأن شعار”باقون نحمي” يقصدون به حماية لبنان وتحريره وابعاد اليد الاجنبية عنه، بالقول: “نعترف لكم بتحرير الشريط الحدودي في الجنوب، ولكن في المقابل ادخلتم احتلالا من نوع اشد وطأة على كل منزل في لبنان، لان الفقر والعوز اسوأ نوع من الاحتلال، وبالتالي بكلامكم قلتم نصف الحقيقة. اما بما بتعلق بقوله “نبني”: فليفسر احد لي، كيف يبني وهو يتحالف مع جبران باسيل من اقصى لبنان الى اقصاه؟ انطلاقا من هنا، ادعو قاعدته في بعلبك – الهرمل والبقاع الغربي والجنوب وفي كل المناطق، الى توجيه هذا السؤال له: “كيف تريدون البناء وحليفكم جبران باسيل؟”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us