هل من لقاء “كتائبي” – “قواتي” قريب؟
هل يقتصر الإصلاح السياسي في لبنان، الذي تحدّث عنه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قبل أيام، على “نبذ ميليشيات “حزب الله”، (بحسب تعبيره)، أم انه “هجمة مرتدّة” على الإشارات “المُمانِعَة” خلال الأسابيع الماضية، الى “مؤتمر تأسيسي” جديد؟
وهل تتوسّع الشروط العربية للعودة الى لبنان، الى ما هو أبعَد من وضع حدّ لسلاح “حزب الله”، لتطال شكل المستقبل السياسي اللبناني، بما ينسجم مع عَدَم حَصْر الإدارة الأميركية الجديدة تفاوضها مع إيران بالقدرات النووية والصاروخية، أي بالشقّ العسكري، بل توسيعها لتشمل التدخّلات الإيرانية في دول المنطقة، أي الحضور السياسي الإيراني في تلك الدول؟
“دستوري”؟
وبالتالي، هل باتت العودة العربية الى لبنان، مشروطة بما هو أبْعَد من نزع سلاح “حزب الله”، أي بما يمنع تكرار تجارب لحود – منظومة سوريا وإيران – الحريري الأب، وعون – منظومة سوريا وإيران – الحريري الإبن، مستقبلاً؟ مع التخلُّص من كل مفاعيل “اتّفاق الدوحة” (عام 2008) الذي كرّس “الثلث المعطّل” في الحكومات؟
وبالتالي، هل تبدأ مواجهة إقليمية ذات طابع “دستوري” حول الملف اللبناني قريباً؟
لن يتحقّق
أكد مصدر مُطَّلِع أن “الكلام الدولي حول لبنان أخيراً، يرتبط برفع الهيمنة الإيرانية عنه، وبتطبيق اتّفاق “الطائف” كما يجب. وهذا ما لن يتحقّق خلال عهد رئيس الجمهورية الحالي (ميشال عون)”.
ولفت في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أن “عون، وعلى عكس كلّ ما يوحي به فريقه، كان مُتابِعاً لكلّ ما كان يحصل في الطائف في عام 1989، وكان مُوافِقاً على الإتّفاق. ولكنّه عاد ورفضه بسبب عدم التوافُق على أن يكون هو أول رئيس جمهورية للبنان بعد الإتّفاق. وبالتالي، لا تسوية دولية أو عربية مُمكنة في لبنان قريباً، طالما أن إيران تتمسّك بالرئيس عون، انطلاقاً من أنه يغطّي وجود نفوذها وسلاحها فيه (لبنان)”.
تكريس
وأشار المصدر الى أن “لدى إيران ثلاثة ملفات تفاوض عليها حالياً، الأول هو العراق الذي يشكّل منفذها الطبيعي الأكبر، والذي لن يُسمَح لها بأن ترتاح فيه بلا اتّفاق مع الأميركيين. أما الثاني فهو اليمن”.
وأضاف: “إذا تمّ التوصُّل الى نوع من حكم ذاتي للحوثيين في اليمن، قد تقدّم طهران بعض الأوراق في لبنان، ولكن ضمن تسوية. وهذه التسوية ستجعل “حزب الله” أقوى، وسيأخذ الجميع نحو “مؤتمر تأسيسي”، يكرّس لذاته من خلاله، وفي نصوص دستورية، كل ما حصل عليه خلال السنوات الماضية، عبر فائض قوّتة”.
وشدّد على أنه “لا يجب أن يقبل المسيحيون تحديداً بأي تسوية مع “الحزب”، من ضمن مؤتمر تأسيسي، لأن ذلك سيُفقدهم المزيد من صلاحياتهم ودورهم في لبنان، خصوصاً أن الحصة الأكبر من الصلاحيات التي يطالب بها الشيعة، سيأخذونها من المسيحيين”.
ليس سيادياً
وحذّر المصدر من أن “لا قدرة للمسيحيين حالياً على تغيير أي شيء في البلد، ويتركّز دورهم بالعرقلة فقط. ولكن تلك الورقة نفسها ستُسحَب من أيديهم عبر أي مؤتمر تأسيسي جديد، خصوصاً أن الفريق الرئاسي الحالي ليس سيادياً، وبموازاة تفسّخات “كتائبية” – “قواتية” في أسوأ مرحلة من التاريخ المسيحي في لبنان”.
وركّز على “ضرورة إعادة المياه الى مجاريها سريعاً بين حزبَي “الكتائب” و”القوات”، وعلى أن “التفاهُم والتحالُف “الكتائبي” مع مكوّنات “غير سيادية” موجودة في صفوف انتفاضة 17 تشرين الأول، هو نكران للتاريخ. فـ “الكتائب” و”القوات” واحد، ولا يجب أن ينفصلا، مهما كانت الأحوال والظروف”.
“كتائب” – “قوات”
وكشف المصدر أنه أُبلِغَ بأن “مجموعة من الشخصيات “الكتائبية” العريقة والمناضِلَة تاريخياً في صفوف “الكتائب”، باتت منزعجة جداً من تدهور العلاقات “الكتائبية” – “القواتية”، وهي تتباحث في القيام بزيارة لمعراب. ولكن الوضع الوبائي يعرقل تلك الخطوة حالياً”.
وختم: “هدف تلك الزيارة هو تأكيد متانة التحالف “الكتائبي” – “القواتي” الأصلي، والقول إن “الكتائب” لا تقبل نبش القبور مع “القوات”، وإنهما في خندق واحد، حفاظاً على ما تبقّى من دور “سيادي” للمسيحيين في لبنان. بالإضافة الى التشديد على أن مكوّنات ثورية “غير سيادية” في صفوف انتفاضة 17 تشرين الأول، لا يُمكنها أن تأخذ مكان “القوات”، ولا أن تكون بديلاً منها، في صُلب الفكر “الكتائبي” الأصيل”.
مواضيع ذات صلة :
إنتحلوا صفة أمنية ونفّذوا عمليات سلب بقوة السلاح! | السلاح النوعي | قصة شاحنتي السلاح اللتين اخترقتا لبنان .. فلسطيني استوردها من تركيا بغرض التجارة! |