“دربي” بيروت لـ “بيروت”
كتب عماد موسى لـ “نداء الوطن“:
في وقت مستقطع من العصرالجهنمي، عدتُ لاكتشاف هدير المدرّجات وسماع آخر الموشحات الخارجة من حناجر المشجعين. عدتُ لأكون واحداً منهم مصفقاً لـ “دنك” يخلخل ثبات السلّة، صارخاً بوجه الـ “218 سنتيمتراً” المصرّ على التسديد من خارج القوس، مستنكراً صافرات الحكّام. أسمح لنفسي في فورة الحماسة، أن أشتم الـ “كوتش” و”حكّام الطاولة” و”أي لاعب” يخيّب أملي به ومتى فرغت منهم أشتم الحظ إن عاكس تمنياتي ورهاني على هذا اللاعب أو ذاك.
في المبارة السابعة والفاصلة بين “فريقي الرياضي” و”بيروت” وجدتني وصغيرتي يسمى، قبل ساعة ونصف من “الموقعة” الكبرى واقفين أمام مدخل ملعب بلدية الشياح، المعتمد من فريق بيروت. يتّسع الملعب لحوالى ألفي مشجع تقريباً وقد استوعب في تلك العشية فوق طاقته القصوى. فرجها الله ودخلت دخول الفاتحين، المدرّجات “مفوّلة”. بشق النفس تمكنتُ من الفوز بمقعدين على تخوم السلة.
حيث افترضت أنه يمكنني أن أشاهد من قرب تمارين التحمية والتسديد لفريق الرياضي، لكن رجلاً سمجاً حجب الرؤية عني، فشاهدت لحوالى الساعة قفاه. سمع اعتراضات و”طنّش”.
احسست بدنو المشكل مع رجل ترك في قفا رأسه ضفيرة لم تضف إلى تكوينه السمج شيئاً من روح الشباب، توقعتُ عراكاً وشيكاً على مرأى من قوى الأمن. قبيل التاسعة والنصف لاعبو “الرياضي” يدخلون على وقع صرخات الإستهجان. لاعبو “بيروت” يدخلون بطريقة إحتفالية. والرجل يتابع مجريات ما قبل الماتش. وأنا لا أرى سوى قفاه. بعد مناوشات مع السمج انسحب ممتعضاً وغَربَ عن وجهي.
في تلك العشية الرياضية مرّ أمامي آباء يمسكون بأيدي أولادهم يبحثون عن سنتيمترات مربعة على حافة مدرج أو على طرف درج، تمكنهم من مشاهدة مبارة “ولعانة” و”مجنونة” على حد قول الزميل غياث ديبرا. وشاهدت صبايا يمثلن التنوّع المستور والسافر. ومن أمامي مرت صواني البوشار والمياه المعدنية والكازوزا. رزق الله على إيام التمر هندي جلّول.
من الثامنة والنصف حتى منتصف الليل صدى الطبل في أذني رفع منسوب الأدرينالين. حماسة لا توصف وتعابير لا توصف تخرج من فم مشجّع منخرط في المجموعة بشكل لإرادي وهو أنا. يهيّصون أهيّص. يغنون أغني. يلوّحون ألوّح. يصرخون “ديفانس” أدافع.
في الشياح غنى الجمهور فرحاً بسلّات شمعون والدرويش وحديديان…”يا مهيرة العلالي فرسانك ناطرين/ وان يهدر الشمالي قوليلن حاضرين” من مسرحية فخر الدين للأخوين رحباني.
وفي المنارة، غنوا في المبارة السادسة والرابعة والثانية من سلسلة النهائي شدّوا الهمة الهمة قوية مركب ينده ع البحرية يا بحرية هيلا هيلا لمارسيل خليفة والميادين
في الشياح ثمة خروقات خارج السياق بـ “الله لبنان حكيم وبس” وفي المنارة لا غرابة بأن يهتف الجمهور”الله حريري طريق الجديدة” الجامع المشترك الله. يا الله شو حلو الجمهور البيروتي بفرعيه يختم قبل الختام “ضبّوا الشنتات يالله عالبيت”.
في دربي بيروت كنت مع “بيروت” قلباً وقالباً. وابنتي الوافدة حديثاً إلى المدرجات مع “الرياضي” وأمير…
مواضيع ذات صلة :
الرياضي يحقق المركز الرابع في بطولة كأس القارات | النادي الرياضي – بيروت : أسعد صقال هو من أبدى رغبته بعدم التجديد للموسم الحالي لظروف تخصه | فريق الرياضي يعود إلى بيروت |